ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[29 - 07 - 2007, 10:07 م]ـ
*تقبيح التجارب
لم أسمع فيه إلا قول إسماعيل بن أحمد الشاشي، وهو من أفراد المعاني:
أخلاّي أمثال الكواكب كثرة ... وما كل نجم لاح في الجو ثاقب
وكنت أرى أن التجارب عدة ... فخانت ثقات الناس حتى التجارب
*تقبيح الغنى والمال
قال الله عز وجل: " كلاّ إن الإنسان ليطغى، أن رآه استغنى ". وقال تعالى: " إنما أموالكم وأولادكم فتنة ". وكان يقال: الغنى يورث البطر، ويقرع باب جهنم. ويقال: المال ملول ميّال، وطبعه طبع الصبي، لا يوقف على وقت رضاه أو سخطه. وقد يكون مال المرء سبب حتفه كما يذبح الطاووس لحسن ريشه، ويصاد الثعلب من أجل وبره. ومن أحسن ما قيل في هذا الباب
قول ابن الرومي:
ألم تر المال يهلك ربه ... إذا جم آتيه، وسد طريقه
ومن جاور الماء الغزير مجمه ... وسد طريق الماء، فهو غريقه
*تقبيح التأني
كان يقال: إياكم والتأني في الأمور، فإن الفرص تمر مرّ السحاب، والآفات في التأخيرات. وكان ابن عائشة القرشي يقول: الفلك أبعد من أن يحتمل معه التأني والتثبت، وخير الخير أعجله. وقيل لأبي العيناء: لا تعجل فإن العجلة من الشيطان. فقال: لو كانت كذا لما قال الله حكاية عن كليمه موسى عليه السلام: " وعجلت إليك رب لترضى ".
وقال القطامي:
وربما فات قوم بعض نجحهم ... من التأني، وكان الحزم لو عجلوا
ومن أحسن ما قيل في هذا الباب قول ابن الرومي:
عيب الأناة، وإن كانت مباركة ... ألا خلود، وأن ليس الفتة حجرا
وقال ابن المعتز:
وإن فرصة أمكنت في العدو ... فلا تبد فعلك إلا بها
وإياك من ندم بعدها ... وتأميل أخرى، وأنى بها
وقال محمد بن بشير:
كم من مضيع فرصة قد أمكنت ... لغد، وليس له غد بموآت
حتى إذا فاتت، وفات طلابها ... ذهبت عليها نفسه حسرات
يتبع ...
ـ[ابو الفوارس]ــــــــ[29 - 07 - 2007, 10:31 م]ـ
بعيداً عن الموضوع:)
مبارك لك الإشراف أخي الشمالي ونسأل الله لك خير ما فيه و أن يبعدك عن شر ما فيه.
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[01 - 08 - 2007, 10:27 ص]ـ
بارك الله فيك اخي أبو الفوارس ... والشكر لك على الدعاء وهو الذي ينفعنا أخي الحبيب فلا تحرمنا منه على الدوام،أعاننا الله الى ما فيه خير الدنيا والآخرة ...
*تقبيح الصبر
كان يقال: الصبر كاسمه، والإنفاق عليه من العمر. ومن أحسن ما قيل فيه قول أبي القاسم بن أبي العلاء الأصفهاني:
فإن قيل لي صبراً، فلا صبر للذي ... غدا بيد الأيام تقتله صبرا
فإن قيل لي عذراً، فوالله ما أرى ... لمن ملك الدنيا إذا لم يجد عذرا
وقال عمر بن أبي ربيعة:
إني لأبغض كل مصطبر ... عن ألفة في السر والجهر
الصبر يحسن في مواطنه ... ما للفتى المشغوف والصبر
*تقبيح الحلم
قال بعض السلف: الحلم ذل كله. وكان أبو العباس السفاح يقول: إذا كان العفو مفسدة، كان الحلم معجزة.
ولما أنشد النابغة الجعدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، قصيدته التي يقول فيها:
أتيت رسول الله إذ جاء بالهدى ... ويتلو كتاباً بالمجرة نيّرا
ولا خير في حلم إذا لم يكن له ... بوادر تحمي صفوه إن تكدرا
قال النبي صلى الله عليه وسلم: أحسنت لا فض الله فاك. فعمر أكثر من ثمانين سنة، ولم ينقص له سن.
*تقبيح الشجاعة
قال بعضهم: الشجاعة تغرير بالنفس. والتغرير مفتاح الهلكة.
وكان بعضهم يقول: الفرار في وقته ظفر. وقال محمد بن أبي حمزة العقيلي مولى الأنصار:
قامت تشجّعني هند، وقد علمت ... أن الشجاعة مقرون بها العطب
يا هند لا والذي حج الحجيج له ... ما يشتهي الموت عندي من له أدب
*تقبيح الحياء
كان يقال: الحياء يمنع الرزق، وقد قرنت الهيبة بالخيبة، والحياء بالحرمان. وقال بعض المحدثين: استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان، وأموركم بالوقاحة والإبرام، ودعوا الحياء لربات الحجال. وقال آخر: هذا زمان يزمن ذوي الحياء، والوقاحة رأسمال وافية.
وقال الشاعر:
ليس للحاجات إلا ... من له وجه وقاح
ولسان ذو فضول ... وغدو، ورواح
وأنشدني اليوسفي الزوزنيّ للحرشي الرازي:
سألت زماني وهو بالجهل عالم ... وبالسخف مشهور وبالنقص مختص
فقلت له: هل من سبيل إلى الغنى ... فقال: طريقان الوقاحة والنقص
*تقبيح القناعة
كان بعض بني المهلب يقول: من اتخذ القناعة حرفة وصناعة تلحف بالخمول، وفاتته معالي الأمور. وقال غيره: القناعة من صغر النفس وقصر الهمة وضعف العزيمة، فلا ترض لنفسك إلا كل غاية. وقال البرقعي من قصيدة:
رأت عزماتي، وفرط انكماشي ... وطول التململ فوق الفراش
وقالت أراك أخا همة ... ستبلغها، فترى ذا انتعاش
فهلا قنعت ولم تغترب ... فقلت: القناعة طبع المواشي
*تقبيح الدور والأبنية
فارق رسول الله صلى الله عليه وسلم الدنيا، وما وضع لبنة على لبنة. وكان عليه السلام يقول: إذا أراد الله بعبده سوءاً جعل ماله في الماء والطين.
وقال الشاعر:
دع عمل الطين للسلاطين ... لا تك من إخوة الشياطين
فما بقاء الدريهمات إذا ... أنفقن حيناً في الماء والطين
وقال كرماسف: البناء من يوم ابتدائه في نقصان، والغرس من يوم ابتدائه في زيادة
يتبع ....
¥