تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[02 - 08 - 2007, 03:52 م]ـ

*تقبيح الشباب

قال النابغة الذبياني:

فإن يك عامر قد قال جهلاً ... فإن مظنة الجهل الشباب

وقلت في كتاب المبهج: الشباب للجهل مطية، وللذنوب مطية. وقال العتبي، وهو من أمثاله السائرة:

قالت عهدتك مجنوناً، فقلت لها ... إن الشباب جنون برؤه الكبر

وقال أو الطيب محمد بن حاتم المصعبي:

لم أقل للشباب في كنف الل ... ه، وفي ستره غداة استقلا

زائر لم يزل مقيماً إلى أن ... سود الصحف بالذنوب، وولى

*تقبيح الأصدقاء والأخوان

كان عمرو بن العاص يقول: من كثر إخوانه كثر غرماؤه. يعني في قضاء الحقوق. وكان عمرو بن مسعدة يقول: العبودية عبودية الإخاء لا عبودية الرق. وقال إبراهيم بن العباس: مثل الإخوان كالنار، قليلها متاع وكثيرها بوار. وقال الكندي لابنه: يا بني الأصدقاء هم الأعداء. لأنك إذا احتجت إليهم منعوك، وإذا احتاجوا إليك سلبوك وشابوك. وكان بعضهم يقول في دعائه: اللهم احرسني من أصدقائي. فإذا قيل له في ذلك قال: إني أقدر على الاحتراس من أعدائي ولا أقدر على الاحتراس من أصدقائي.

وقال ابن المعتز في فصوله القصار: إخوان السوء كشجر النار، يحرق بعضه بعضاً، وقال أيضاً: إنما تطيب الدنيا بمساعدة الإخوان ونفع بعضهم بعضاً، وإلا فعلى الصداقة الزمان. وما أرجو منها إذا كانت تنقطع في الآخرة، ولا تتصل بما أحب في الدنيا. ولأبي العتاهية:

لست ما استغنيت عن صا ... حبك الدهر أخوه

فإذا احتجت إليه ... ساعة مجك فوه

وقال إبراهيم بن العباس:

نعم الزمان زماني ... الشان في الأخوان

فيمن رماني لما ... رأى الزمان رماني

لو قيل لي خذ أماناً ... من أعظم الحدثان

لما أخذت أماناً ... إلا من الإخوان

وقال ابن الرومي:

عدوك من صديقك مستفاد ... فلا تستكثرن من الصحاب

فإن الداء أكثر ما تراه ... يكون من الطعم أو الشراب

وقال ابن المعتز:

وأفردني من الإخوان علمي ... بهم، فبقيت مهجور النواحي

إذا ما قل وفري، قل مدحي ... وإن أثريت عادوا في امتداحي

فكم ذم لهم في جنب مدح ... وجدّ بين أثناء المزاح

وقال آخر:

آخ من شئت، ثم رم منه شيئاً ... تلف من دون ما أردت الثريا

*تقبيح الولد

قال أكثم بن صيفي: من سره بنوه ساءته نفسه. وقال يحيى بن خالد: ما أحد رأى في ولده ما يحب، إلا رأى في نفسه ما يكره.

وقريب من هذا المعنى قول ابن الرومي:

كم من سرور لي ... بمولود أؤمله لغد

وبأن يهدني الزما ... ن، رأيت منته أشد

ومن العجائب أن أسر بمن يسر بأن أهد

وقيل لبعض النساك: ما لك لا تبغي ما كتب الله لك. فقال: سمعاً لأمر الله سبحانه، ولا مرحباً بمن إن عاش فتنني، وإن مات أحزنني. يريد قوله سبحانه وتعالى: " إنما أموالكم وأولادكم فتنة ". وقال بعض الحكماء في ذم الأولاد: ملوك صغاراُ، وأعداء كباراً. يريد قوله تعالى: " إن من أزواجكم وأولادكم عدواً لكم ". وقال لي أبو محمد عبد الله بن إسماعيل الميكالي: إنما صار ولد الولد أحب إلى الرجل من ولده لصلبه لأن الولد عدوه كما قال الله عز وجل: " إن من أزواجكم وأولادكم عدواً لكم فاحذروهم "، وولد الولد عدو العدو، وعدو عدوك صديقك في أغلب الحالات. يقول أبي الفتح البستي الكاتب:

يقولون ذكر المرء يحيا بنسله ... وما أن له ذكر إذا لمي كن نسل

فقلت لهم: نسلي بدائع حكمتي ... فإن فاتنا نسل، فإنا بها نسلوا

فكدت أرقص طرباً لحسنه ... وعلمت أن الكلام الحسن يرقص.

*تقبيح المماليك

من أمثال العرب: " ليس عبد بأخ لك ". ومن أمثال العامة: " الحر حر وإن مسه الضر، والعبد عبد وإن مشى على الدر ". ومن أمثال أهل بغداد: " ما أطيب الغناء لولا العبيد والإماء ". وقال بشار بن برد:

الحر يلحى، والعصا للعبد ... وليس للملحف غير الرد

وقال يزيد بن محمد المهلبي من قصيدة رثى بها المتوكل:

إن العبيد إذا أذللتهم صلحوا ... على الهوان، وإن أكرمتهم فسدوا

ما عند عبد لمن رجّاه من فرج ... ولا على العبد، عند الخوف، معتمد

فاجعل عبيدك أوتاداً تشججها ... لا يثبت البيت ما لم يقرع الوتد

وقال أبو الطيب المتنبي:

لا تشتر العبد إلا والعصا معه ... إن العبيد لأنجاس مناكيد

يتبع ....

ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[03 - 08 - 2007, 11:07 ص]ـ

*تقبيح الضياع

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير