تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

تتبعن مرمى الوحش حتى رميتنا ... من النبل لا بالطائشات المخاطف

ضعائف يقتلن الرجال بلا دم ... فيا عجباً للقاتلات الضعائف

وللعين ملهى في البلاد ولم يقد ... هوى النفس شيء كاقتياد الظرائف

وقال بعض حكماء الهند ما علق العشق بأحد عندنا إلا وعزينا أهله فيه. وحكى الحافظ مغلطاي أن العشق يختلف باختلاف أصحابه قال الغرام أشد ما يكون مع الفراغ وتكرار التردد إلى المعشوق والعجز عن الوصول إليه فعلى هذا يكون أخف الناس عشقاً الملوك ثم من دونهم لاشتغالهم بتدبير الملك وقدرتهم على مرادهم ولكن قد يتذللون للمحبوب لما في ذلك من مزيد اللذة كقول الحكم بن هشام

ظل من فرط حبه مملوكاً ... ولقد كان قبل ذاك مليكا

تركته جآذر القصر صباً ... مستهاماً على الصعيد تريكا

يجعل الخد واضعاً تحت ترب ... للذي يجعل الحرير أريكا

هكذا يحسن التذلل بالحرّ ... إذا كان في الهوى مملوكا

وقول الرشيد أيضاً

ملك الثلاث الآنسات عناني ... وحللن من قلبي بكل مكان

ما لي تطاوعني البرية كلها ... وأطعيهن وهن في عصياني

ما ذاك إلا أن سلطان الهوى ... وبه قوين أعز من سلطاني

وقال ابن الأحمر سلطان الأندلس:

أيا ربة الخدر التي أذهبت نسكي ... على كل حال أنت لا بد لي منك

فأما بذل وهو أليق بالهوى ... وأما بعز وهو أليق بالملك

وقال ابن طاهر صاحب خراسان:

فإني وإن حنت إليك ضمائري ... فما قدر حبي أن يذلك له قدري

ودونهم أفرغ لقلة الاشتغال حتى يكون المتفرغ له بالذات أهل البادية لعدم اشتغالهم بعوائق ومن ثم هم أكثر الناس موتاً به. ثم أعلم أن العشق متى استولى لم يبق صفة سواه ولذلك يذهب الأخلاق العسرة وقوة النفس وفي معنى ذلك أنشد بعضهم حيث قال في رسالة أرسلها إلى محبوبته:

شكوت فقالت كل هذا تبرم ... بحبي أراح اللّه قلبك من حبي

فما كتمت الحب قالت لشد ما ... صبرت وما هذا بفعل شجى القلب

وأدنو فتعصيني فأبعد طالباً ... رضاها فتعد التباعد من ذنبي

فشكواي يؤذيها وصبري يسوءها ... وتجزع من بعدي وتنفر من قربي

فيا قوم هل من حيلة تعرفونها ... أشيروا بها واستوجبوا الشكر من ربي

ومنهم من تحمله الأنفة على أن يفارق بعد إظهار شدة شوق وقوة ميل وكذا شدة الإقبال من المحبوب فيتوهم حيث تشيع نفسه أن الشوق لا يعاوده فيفارق ويعود ذلك عليه بتلف نفسه والحق أن ذلك كله مع عدم التمكن وهو الموسوم بالاشراك وإلا فالصدق منه لا يرى وجوداً لسوى المحبوب ومن ثم طعن على من يرى الدنيا مثالاً لمحبوبه أو يظن وجوده ودونوا ما صدر عمن بدأ بالسلوان ثم ندم فمن ألطف ما قيل في ذلك قول الهذلي:

ويمنعني من بعض إظهار ظلمها ... إذا ظلمت يوماً وإن كان لي عذر

مخافة أني قد علمت إذا بدا ... لي الهجر منها ما على هجرها صبر

وإني لا أدري إذا النفس أشرفت ... على هجرها ما يبلغن بي الهجر

وقال ابن الجهم

نوب الزمان كثيرة وأشدها ... شمل تحكم فيه يوم فراق

يا قلب لم عرضت نفسك للهوى ... أو ما رأيت مصارع العشاق

عن كتاب "تزيين الأسواق في أخبار العشاق"لداود الأنطاكي.

ـ[محمد سعد]ــــــــ[19 - 07 - 2007, 12:52 م]ـ

ما أجمل ما اخترت، زادك الله جمالا فوق جمال، كنت متعبا فأرحتني

ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[19 - 07 - 2007, 01:32 م]ـ

بارك الله فيك اخي المفضال محمد جعل الله أيامك كلها راحة في سبيله، ومحبي الأدب يرتاحون تحت ظل شجره ...

ـ[الأحيمر السعدي]ــــــــ[19 - 07 - 2007, 04:43 م]ـ

قول ابن الصائغ:

سأكتم ما ألقاه يا نور ناظري ... من الأجر كيلا يذهب الأجر باطلا

فقد جاءنا عن سيد الخلق أحمد ... ومن كان براً بالعباد وواصلا

بأن الذي في الحب يكتم وجده ... يموت شهيداً في الفراديس نازلا

رواه سويد عن علي بن مسهر ... فما فيه من شك لمن كان عاقلاً

وماذا كثيراً للذي مات مغرماً ... سقيماً عليلاً بالهوى متشاغلا

ولأبي نواس أيضاً:

قالوا جميعاً أيما طفلة ... علقها ذو خلق طاهر

فواصلته ثم دامت له ... على وصال الحافظ الذاكر

كانت لها الجنة مبذولة ... تمرح في مرتعها الزاهر

وأي معشوق جفا عاشقاً ... بعد وصال ناعم ناضر

ففي عذاب اللّه مثوى له ... بعداً له من ظالم غادر

.

الأولى جميلة جداً

والثانيه كذب أبو نواس وإن كانت جميلة أيضاً

وجميع ما أورت رائع

ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[19 - 07 - 2007, 05:02 م]ـ

بارك الله فيك أخي الأحيمر السعدي، كثيراً ما نرى هذه الأشعار الجميلة بمعناها الكاذبة بدعواها، ونسمع كثيراً عبارة "أجمل الشعر اكذبه" ولو أني لاأعتبرها ...

ـ[الأحيمر السعدي]ــــــــ[19 - 07 - 2007, 05:16 م]ـ

أقصد أخي الكريم أنه كذب بقوله أن من وصل محبوبه كانت له الجنه

فالجنه تحتاج إلى جدٍ وتشمير

ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[19 - 07 - 2007, 05:47 م]ـ

صدقت أخي الأحيمر،ولاننسى العشق يجري نظامه على الأهل يعني الزوجة، فلعل المقصود هذا ...

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير