تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[د. عليّ الحارثي]ــــــــ[10 - 08 - 2007, 03:20 ص]ـ

أحاول أن أقيّد أوابد كرمك؛ فلا أجد أبلغ من: جزاك الله خيرًا.

لعلّ لي عودة!

ـ[رؤبة بن العجاج]ــــــــ[10 - 08 - 2007, 02:52 م]ـ

قال أبو تمام:

ومن الحَزَامةِ لو تكونُ حزامةٌ ....... ألا يؤخَّر من بِهِ يُتَقَدَّمُ

==================

جزاك الله خيراً أيها الفاضلُ الأديبَ الأريبَ ,,

لقد ترجمت ما في القلب تجاه هذه الأبيات من شعورٍ

ما زال يتلجلج بغياهب الضمير ويلهج به لسان التعبير ,,

لمّا قرأت هذه القصيدة أول مرة -من حماسة أبي تمام رحمه الله -

نزغني إحساسٌ ما ..

نَفَثَ في رَوعي ...

أنّ هذه القصيدة قيلت عندما أخذ النهار يلفظ أنفاسه الأخيرة ..

في غمرات الغروب ..

وقد تلطّخ جوّ الأصيل الحزين بحمرة الأفق الكئيب ..

عادت شاعرتنا إلى بيتها المظلم وقد دفن أخوها في قعرٍ مظلمٍ

مفصول الرأس عن الجسد ..

جسد الوليد بن طريف الفتى الغرير والشابّ الثائر الطرير ..

الذي أودى به ما أودى بأبطال الفتن و فرسان القلاقل ..

كان هجّيراه في هوجاء الطعن ..

وجنون القتل ..

بين قعقعة الدورع ..

وصليل السيوف ..

وصهيل الحتوف!!

قوله:

أنا الوليد بن طريف الشاري

قسورةٌ لا يصطلي بنارِ

جوركمُ أخرجني من داري

فما زال بها حتى احتزّ رأسه وبطش به يزيد بن مزيد ..

ذلك القائد السَمَعْمَع والجرئُ السَلْفَع ..

فخرّ صريعاً لليدين وللفمِ ..

كأنه أُسدٌ يصطادُه أُسدُ ..

في الحقيقة أن الابيات -كل الأبيات- في هذه الرائعة

لا تعدم دمعةً تسكب عليها ..

لكن البيت الأخير بالذات لا يعدم دماءً تجري عليه

فقدنااااااااااااااااااااااك ..

إنظروا إلى الامتداد ...

إنه بُعد الفقد ... ونأي الموت ...

فقدناااااااااااااك ...

فقدان الربيع ....

وليتنا ...

فدينااااااااااااااااااااااااااك ..

من دهمائنا ..

بألوفِ!!

هكذا أقطّع الأبيات عند قراءَتها ...

وهكذا هو شعر العرب ..

يجمع بين وجدان -التفعيليين- وهيكل الفحول المقدمين ..

وبدون أي من هذين العنصرين لا يسمّى الكلام إلا نظماً والتعبير إلا نثراً ..

وإن زُبّت أشداق المتشدقين ..

, .. واحمرّت أحداق الحالقين ..

أستاذي الأديب شوارد ..

ما بعد قولك إلا أصداء ...

فو الله لقد وقفت عليها فوق ما كنت أرجو ..

وهذه الصفحة وصاحبها لك فدىً ..

فلا يبعدن الله غيثك عنها ,

وغيث كل هاضب وابليّ

وكريمٍ حاتميّ ..

والسلام,,,

ـ[د. عليّ الحارثي]ــــــــ[14 - 08 - 2007, 12:22 ص]ـ

الأديبان الفاضلان: رؤبة بن العجّاج, وأحاول أن:

سلمت لكما هذه الفصاحة والأدب, ولا زلتما بها , ولا زالت بكما؛ حتى تبلّغكما ... , وتبلّغنا منكما!

أمّا الكرم فهو في ذاك البوح الصافي , والنشيج الوافي, ولن يعدم الواقف على تلك النصوص العالية ـ أن يجد فيه في كلّ مرة مالم يجد من قبل, ولولا ضيق الزمان؛ لأوسعناها (معًا) ـ ولعلّنا نفعل ـ نظرا وتقصيًّا لما خفي فيها من أسرار تلك الروح! وهذا ما أميلُ إليه: أن نقف مع النص الواحد وقفاتٍ تغني أرواحنا بما فيها من غنًى وثراء لغوي , وتقفُ شداة العربية على ما هنالك من جواهر العرب , وفرائد الأدب؛ فـ النص الكريم كالحجر الكريم يلمع من أيّ الجهات نظرتَ إليه!

أمّا صفحتك أخي العزيز, صاحب الأراجيز؛ فهي الوادي الذي سالت فيه نفوسنا!

ولكن هلّا أخرتنا إلى أن نتفيأ ظلال شجر الوادي قبل أن نجري في غيره!

أليست صفحتي:)؟؛فسأجري بها, وأستجري الفصحاء؛ حتى الظلال! فأين هم؟!

ـ[أحاول أن]ــــــــ[16 - 08 - 2007, 04:31 ص]ـ

من يقف -مليا - على هذه الصفحة يجد الحكمة اللامعة , والكلمة البديعة الجامعة ..

مما نقلت ُ من هنا:

طريف = الوليد: (كل ما سبق ولحق)

...

ألوف = القيمة المفقودة.الفقد.مفارقة بين القيمة والمرغوب!

...

صورة ذاك البطل الذي تردّى من عليائه ـ لا تلبث أن تتبدّى لنا في صورةفراق حبيبين: شمس وقمر لا يتفقان في الحضور والغياب ,

مع أن الكون العاشق بهما يدور , وحال الحياة إليهما يصير!

...

يالهذه الـ ليلى؛ كيف تأتّت إلى هذه الصورة البديعة من صور الإخاءالسامي والتفرق الدامي!!!!

ولكنه لم يكن ـ في عينها ـ سيد السماء فحسب! بل سيدالأرض أيضا؛ فهو الليث؛ بل كل الليث,,

...

إن الشجرالذي ينطلق من باطن الأرض في مكانٍ خفي ليهب الحياة ليس بأعظم شأنًا من ذاك البطل الذي سما في فضاء كرمه وشرفه وعزمه وحزمه ونبله فكان الحياة للأحياء ,

فماباله مورقًاااااااااااااااااااااااا!!!!

...

والفقد هنا رداء فضفاض تُلبِسه ليلى بنت طريف كل الأحياء بعد الوليد؛

فليس فيهاإلا الدهماء , مات الشرف والشرفاء بموته!!

...

هذا بعض وقع الروح على الروح , ونزف الجروح على الجروح, وشيءمن نبض لغتنا المغيّب في عقول وحسّ أبنائها!!

ليته يقوم فيها؛ لنقوم من عثرتنا!!

أن من حق تلك الأشعار الرائقة ,الشائقة ,الراقية ,ضاحكة وباكية ,متأمّلة و شاكية ـأن نعيشها كما عاشت في تلك النفوس الكبيرة , فالحياة مع الشعر شعرٌ في الحياة, وإحساسٌ بها , ومن لا يفهم الشعرلا يفهم الحياة!!!

...

وقد ينكأ الجرح الجراح فما درت **** وربك في أي الجروح دماءها

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

شوارد أذابت الآماق ,, وموارد أروت الأعماق ..

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير