ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[12 Sep 2009, 02:24 ص]ـ
نكتة تغيب على كثير من الناس:
الله تعالى لم يتحد الأعجميين أصالة أن يأتوا بمثل هذا القرآن في البلاغة والبيان؛ فذلك خارج عن قدرتهم بحكم العادة؛ إذ لا يصلون إلى تعلم العربية إلا بعد جهد عظيم ومع ذلك لن يصلوا أبدا إلى السليقة العربية، ولكن وجه إدراكهم إعجاز القرآن ببلاغته أن يتأملوا في حال العرب الأقحاح كيف عجزوا عن الإتيان بمثل هذا القرآن مع أنهم أهل صناعة البلاغة والبيان. فعجزهم يكون من باب أولى. فتأمل أخي القارئ.
وهذا أيضاً خطأ ...
بل التحدي بالإتيان بمثل القرآن ثابت موجه لجميع خلق الله إلى يوم القيامة .. لأنهم جميعاً مشتركون في القدرة على البيان ..
فمن ادعى منه القدرة على المعارضة = طلبناها منه ..
ومن قال لا أستطيع؛لأني لست من أهل العربية = قلنا تعلمها وعارض ..
وقد حاول أقوام المعارضة فكان دليل كذبهم عدم رقي معارضتهم وعجزهم ولم يك موضع كذبهم هو أن العرب لم تُعارض ..
والله سبحانه وتعالى لا يجعل الحجة القائمة بالتحدي موقوفة على تأملهم وعدمه وربما كذبوا أخبارنا عن عجز العرب وزعمومها حكايات وسمادير .. ومن تأمل بحوثهم في إبطال الشعر الجاهلي وجدها تدور على إبطال المفضول الذي نزعم أن القرآن فضله؛ليبطلوا أن العرب كانوا أصحاب بيان ليبطلوا كون البيان يصلح موطناً للتحدي = فهل سيسلم هؤلاء بعجز العرب؟؟!!
وإنما الحجة هي في نفس هذا القرآن القائم إلى يوم يرفعه الله .. أن هاتوا بمثله بياناً ..
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[12 Sep 2009, 02:31 ص]ـ
تنبيه: أريد منك أن تذكر لي موضع توهمك للقول بالصرفة في كلامي مع وجه دلالة ذلك الموضع ...
لأن الذي تذكر أنه موضع ذلك = لا صلة له بالصرفة أبداً لا من قريب ولا من بعيد ...
فرجاء اصبر نفسك على فقه كلام محدثك ..
فكلهم قادر على البيان أي أصل العبارة عن المراد .. وهذا قدر لازم في كل موضع تحدي .. وهو ما نبطل به كون الإعجاز العلمي موضع تحدي؛لأنه أصل أداته وأصل القدرة عليه خارج عن قدرة الجم الأعظم الغفير من الخلق بل يخلو من المكنة منه طبقات ..
فموضع التحدي: أنتك تبينوان وتفتخرون بالقدرة على البيان وتزنون بياناً ببيان وتفضلون حديثاً على حديث ... ويزعم الواحد منكم أنه أتى ببيان أحسن من بيان أخيه
=
فائتونا ببيان خير من هذا أو مثله ..
ـ[علي أبو عائشة]ــــــــ[12 Sep 2009, 02:45 ص]ـ
سأحاول تفهيمك أخي السلفي حبة حبة كما نقول في مصر:
لقد فسرت البيان بأنه أصل التعبير عن المراد، وقلت بأن القرآن تحدى الناس بالبيان، أي بأصل التعبير عن المراد بحسب تفسيرك للبيان، وقلت بأن الناس قادرون على البيان، أي أنهم قادرون على أصل التعبير عن المراد، فما الذي منعهم من هذا الأمر السهل سوى الصرفة؟؟ لم يبق لك إلا أن تقول بأن الذي منعهم من الإتيان بالبيان الذي هو أصل التعبير عن المراد بحسب تفسيرك إلا الصرفة؛ إذ التعبير عن المراد لا يعجز عنه العرب كما علم من أشعارهم البليغة والفصيحة.
أمر آخر: لماذا لم تناقش تفسير السلف للبيان في سورة الرحمن؟ ذلك أن البيان في تلك السورة ليس هو البيان المتحدى به في القرآن، بينما أنت جعلته المتحدى به واستشهدت على ذلك بالآية، فالآية لا تصلح دليلا لدعواك، مع أنك اعتمدت عليها، أما إذا البيان في الآية يراد به كما قلت أنت أصل التعبير عن المراد فليس هذا بحال من الأحوال هو مناط التحدي القرآني، وهو واضح للجميع، إذ القرآن يتحدى بالبلاغة، وهي أمر أعظم بكثير من أصل التعبير عن المراد الذي لا يعجز عنه أحد.
أرجو أن تكون فهمت كلامي هذه المرة.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[12 Sep 2009, 03:49 ص]ـ
تفهمني إيه بس يا مولانا ...
من لا يُحسن هذا القدر من فقه كلام محدثه = أي تفهيم سيُحسنه؟؟
الله علم الإنسان البيان أي أصل القدرة على التعبير عن مراده ..
ثم تحداه أن يبين عن مراده إبانة بييان كالبيان الذي أبانه الله في القرآن وبالقرآن ...
ومهما حاول البشر ذلك فلن يستطيعوا؛لأن الله ليس كمثله شيء في ذاته أو أسماءه أو أفعاله ...
فالله سبحانه علم الإنسان البيان وأعطاه القدرة على البيان كما أعطاه القلب الذي يعقل به وكما هداه النجدين ..
وبعد أن أعطاه الأداة التي هي البيان تحداه أن يبين إبانة كالتي أتى بها محمد وزعم أنها من عند الله فإن لم يستطيعوا = ثبت أنه بيان الله الذي بعث محمدا بالنبوة ..
ولا ترتفع هذه القدرة على البيان إلا من الإنسان الذي لا يعقل؛ولذا كان غير مكلف مرفوع عنه القلم ...
وعليه: فلا يرتفع التحدي إلا عن المجنون ونحوه ...
وهل أقول أنا: تحدى الله البشر أن يعبروا عن مراداتهم فلم يستطيعوا؟؟!!
ما هذا العبث في فهم الكلام؟!!!
يا مولانا تلك مباحث دقيقة فاصبر على فقه كلام مخالفك فقهاً ينفعك وينفعه فإن لم تكن بك طاقة = فجاوز ..
ومن تأمل هذا الموضع = تبين له سقوط دعوى التحدي بما يفترق البشر في وجود أداته كالعلمي والإنباء بالغيب ونحوه .. وبان له أن الموضع الصالح للتحدي للبشر جميعاً وبأول القرآن وآخره وبأكبر سورة وأصغر سورة ولأول أمة الدعوة ولآخرها .. والموضع الذي فقه الصحابة ومن بعدهم ومن آمن ومن كفر = هو البيان لا غير ..
¥