تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[12 Sep 2009, 05:24 م]ـ

الأخ الفاضل الحجازي:

محل النزاع هو في دلالة الآية على ما كشف عنه العلم الحديث، وليس في ثبوت الحقيقة العلمية في نفسها. أي أن العلم التجريبي إذا أثبت أن الأكسجين ينقص في طبقات الجو العليا، فليس لنا أن ننكر هذا، وليس هذا محل نزاع، محل النزاع إنما هو في دلالة الآية على هذه الحقيقة العلمية، وهذا ما أنكره.

إذا كنت تزعم أن العلم الحديث كشف عن معنى الآية بعد أن لم يكن معلوماً، ففي هذا خروج القرآن على أصول البلاغة وحسن الإفهام، من حيث إنه يكون بهذا قد أتى العرب الأولين بتشبيه لا يعرفونه، وهو خلاف قول تعالى (ولقد يسرنا القرآن للذكر).

وقد بينت لك في أصول التشبيه أن وجه الشبه لا بد أن يكون معروفاً، ودعوى أرباب الإعجاز العلمي تنفي أن يكون معروفاً للعرب، ومعهوداَ لهم، فكيف يستقيم هذا؟

أما أن أقوال المفسرين لم تشف الغليل فهذه دعوى أخالفك فيها، وسأبين لك في الجزء الثاني من مبحثي إن شاء الله أقوال المفسرين أو بعضهم في أمهات الكتب مفصلة.

يا أخانا الكريم

دلالة الآية على ما كشفه العلم الحديث واضحة جلية لكل من يريد أن يفهم.

وأما قولك:

"إذا كنت تزعم أن العلم الحديث كشف عن معنى الآية بعد أن لم يكن معلوماً، ففي هذا خروج القرآن على أصول البلاغة وحسن الإفهام، من حيث إنه يكون بهذا قد أتى العرب الأولين بتشبيه لا يعرفونه، وهو خلاف قول تعالى (ولقد يسرنا القرآن للذكر)."

.

فهذا كلام مجمل يحتاج إلى تفصيل:

فأما معنى الآية العام فهو مفهوم لك عربي،والضيق والحرج في الصدر يعرفه من يصاب بسببه، وأسبابه كثيرة منها ماهو معنوي ومنها ما هو حسي، ولكن الذي لم يكن معلوما هو لماذا يضيق صدر المصعد في السماء ويصبح حرجا والدليل اختلاف أقوال المفسرين في معنى التصعد في السماء.

والتصعد في السماء صورة ذهنية متخلية ومعقولة للسامعين ولكنها غير ممكنة لهم في ذلك الوقت وهذا لا يخرج القرآن عن أصول البلاغة وحسن الإفاهم وليس بمخالف لقول الله تعالى:" ولقد يسرنا القرآن للذكر".

أما أقوال المفسرين فالكل يعرفها وسبق أن نقلت لك خلاصة أقوالهم من تفسير بن كثير رحمه الله تعالى وليس فيها ما تستريح له النفس في معنى التصعد في السماء.

وفق الله الجميع لما يرضيه

وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد.

ـ[بكر الجازي]ــــــــ[12 Sep 2009, 06:00 م]ـ

أخي الكريم:

يا أخانا الكريم

دلالة الآية على ما كشفه العلم الحديث واضحة جلية لكل من يريد أن يفهم.

وفي هذا النزاع ...

فنحن نقول إنها لا تدل على ما كشف عنه العلم الحديث ...

فأما معنى الآية العام فهو مفهوم لك عربي،والضيق والحرج في الصدر يعرفه من يصاب بسببه، وأسبابه كثيرة منها ماهو معنوي ومنها ما هو حسي، ولكن الذي لم يكن معلوما هو لماذا يضيق صدر المصعد في السماء ويصبح حرجا والدليل اختلاف أقوال المفسرين في معنى التصعد في السماء.

قلت لك في مشاركة سابقة: إذا كان حرج الصدر بسبب صعود الجبال (السماء) مدركاً للعرب، فليس في الآية ما يزيد على هذا، والزعم بأنها دلت على أن هذا بسبب نقص الأكسجين من تحميل الآية ما لا تحتمل. أنت تقول: إن الذي لم يكن معلوماً هو لماذا يضيق صدر المصعد في السماء ويصبح حرجا؟

فإذا كان العلم الحديث كشف عن أن هذا بسبب نقصان الأكسجين فليس في الآية دلالة على ذلك، بل الآية دلت فقط على حرج الصدر عند صعود الجبال (السماء)، ولم تعرض لسبب هذا، وإذا كان حرج الصدر معروفاً عند العرب الأولين عند صعود الجبال فليس هناك أي إعجاز علمي.

وهذا بالطبع بناء على تسليم هذا الوجه في تفسير الآية، وأن المقصود بها هو حرج الصدر عند صعود الجبال. مع أن أقول المفسرين غير هذا ...

والتصعد في السماء صورة ذهنية متخلية ومعقولة للسامعين ولكنها غير ممكنة لهم في ذلك الوقت وهذا لا يخرج القرآن عن أصول البلاغة وحسن الإفاهم وليس بمخالف لقول الله تعالى:" ولقد يسرنا القرآن للذكر".

لو أن الرسول صلى الله عليه وسلم (لو صعد أحدكم في السماء انقطع نفسه) على هذا الوجه من التصريح لقبلنا ذلك منك، أو من أرباب الإعجاز العلمي، ويكون هذا منزلاً منزلة الأخبار الصادقة التي أخبر بها الحبيب المصطفى، وانكشفت لنا من بعده، كما أخبر بفتح القسطنطينية صلى الله عليه وسلم.

أما أن يكون هذا في سياق التشبيه، وفي معرض تقرير القدر فيمن كتب الله عليه الهداية وفيمن كتب عليه الضلال، فلا ...

ومثل هذا كمثل من يقرأ:

أدميت باللحظات وجنته ... فاقتص ناظره من القلب

ثم بعد أن يستوفي الكلام على هذا المعنى الغزلي الرائع، يذهب بنا إلى ما يمكن أن يكشف عنه العلماء في هذا الباب من أن حمرة الخجل تكون بسبب كثرة ضخ الدم إلى الوجنتين، وأن الخلايا الفلانية تتحسس الخجل الحاصل عند المرء، فترسل إشارة إلى مركز ما في الدماغ، فيرسل الدماغ إشارة إلى القلب بزيادة ضخ الدم إلى الوجنتين، ثم يستطرد في تفصيل هذا!!!

أفليس هذا خروجاً عن الموضوع بالكلية!!!

أما أقوال المفسرين فالكل يعرفها وسبق أن نقلت لك خلاصة أقوالهم من تفسير بن كثير رحمه الله تعالى وليس فيها ما تستريح له النفس في معنى التصعد في السماء

أمهلني آتك بأقوالهم، أو بأقول ثلاثة منهم كنت قد دونتها عندي وعلقت عليها ...

وفيها ما تستريح له النفس ...

وإن كنت ألتمس العذر لكل من لا تستريح نفسه بأقوال المفسرين الأولين، ذلك أن دعوى الإعجاز العلمي باتت أشهر من أن تعرف، والمواضيع التي يطرحونها في كل محفل، وما يرافقها من تغطية إعلامية، تجعل ذهنك ينصرف عند قراءة القرآن إلى كل ما يدعونه في تفسير الآيات من دلالة على كشوف تجريبية ...

والحق يا أخي تجده في بطون الكتب من أمهات كتب التفسير، فإن أضفت إليه شيئاً من فقه اللغة انكشفت لك الإشكالات وتبين لك فساد دعوى الإعجاز العلمي، وتهافتها وأنها ليست بشيء ...

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير