تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

تم أتوجه الآن الى الفريق الآخر الذى يمثله الأخ بكر فأقول له:

انك يا أخى تتبنى دعوى متطرفة باقصائك التام للمدلول العلمى فى تفسير الآية واستبعادك له بالكلية

ودعنى أصارحك القول:

لقد طالعت أنا ما يزيد عن أربعين تفسيرا للآية محل النقاش، وبامكانى الآن أن أؤكد لك ما سبق أن قاله من قبل أخى حجازى من أن أقوال قدامى المفسرين فيها لا تشفى غليلا، بل وأزيد على قوله بأنها لا تسمن ولا تغنى من جوع

اننى يمكن أن أقبل أن القدماء قد فهموا (التصعد فى السماء) على أنه يعنى (ارتقاء الجبل الوعر) مثلا، وهذا فهم سديد ولا غبار عليه كما قلت من قبل، أما ما قدمه المفسرون من أقوال قد ذكرت أنت بعضها وطالعت أنا بقيتها فى عشرات التفاسير فاننى لا أستطيع أن أقبل بها الآن بعد أن علمت مدلول الآية على ضوء العلم الحديث، فهذا المدلول يبدو لى أكثر اقناعا وأوضح بيانا مما قالوه

ولكنى أقول: نعم، كان يمكننى أن أقبل بأقوالهم لو كنت أعيش عصورهم تلك

بل وكان من الممكن أن أقتنع بأن هذا هو ما تعنيه الآية حقا وبكل تأكيد، هذا لو كنت معاصرا لهم، أما الآن فأقول:

سبحان من كان هذا كلامه!!!

ثم انك أخى الكريم لم تنتبه الانتباه الكافى الى نكتة لطيفة فى النص القرآنى

فقد كان من الممكن أن يقول البيان القرآنى عن ذى الصدر الضيق الحرج: " كأنما يرتقى جبلا " وتصبح القضية محسومة لصالحك

ولكنه عدل عن هذا التعبير المباشر الى نص أكثر اعجازا: " كأنما يصعد فى السماء "

فانظر أخى رعاك الله الى اختياره لفظ (السماء) عن عمد وقصد، وعدوله عن لفظ (الجبل) أو (الطور)

فأرجو أن تنتبه أخى الكريم الى دقة القرآن فى اختيار ألفاظه، وكيف لا يكون بمثل تلك الدقة وهو كلام الله عز وجل؟!

انه يختار الألفاظ بحيث تسع معانى متعددة على مر العصور والأزمنة، والتى منها عصرنا هذا ويجب عليك أن تضعه فى اعتبارك أيضا

فلولا أن القرآن الكريم قد اختار هذا اللفظ عمدا (السماء) ما كنا نتناقش الآن فى مدلول هذه الآية كل هذا النقاش الطويل

ويمكننى الآن أن أقرر وأنا مطمئن ومستريح:

ان هذه الآية الكريمة تعد شاهدا قويا من شواهد الاعجاز العلمى للقرآن الكريم

هذا، والله عز وجل هو أعلى وأعلم

ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[17 Sep 2009, 03:26 م]ـ

الأخ الكريم العليمي حفظه الله

1. عندما يعجز القدماء عن تصور المعنى يذهبون إلى توليد المعاني، وما نقلته أنت عنهم في معنى السماء أوضح مثال على ذلك؛ فأين نجد في اللغة العربية أن السماء تعني الجبل. ونقلك هذا هو ما جعلني أعجب لعلمي أنك لا تفسر الآية الكريمة كما فسرها بعض القدماء رحمهم الله.

2. يكون سقف البيت سماء للبيت وهذا لا غبار عليه فلماذا أعجب؟!

3. أما آية الحج:" فليمدد بسبب إلى السماء ثم ليقطع ... " فكل كلمة منها مفهومة للعربي، ولكن يبدو أنهم لم يدركوا المراد حتى الآن، ومن هنا ذهبوا إلى أن السبب هنا هو الحبل ويبدو أن الذي دعاهم إلى ذلك هو كلمة يقطع. وعليه فصحيح كلامك أنهم فهموا النص بصورة من الصور ولكن ليس بالضرورة أن يكون هو الفهم الصحيح.

4. نحن نأخذ من القرآن الكريم بقدر وعينا وخبراتنا، وهذا أمر بدهي لا يتعلق بالنص القرآني فقط بل أيضاً بكل نص.

5. من المنطق السليم أن تقول إنه يجب أن يكون النص قابلاً للفهم بالنسبة للمكلفين. ولكن ليس من المقبول القول إن قابيلية النص للفهم تعني حصول الفهم من كل أحد.

وأخيراً لك كل حب وتقدير وإعجاب

ـ[بكر الجازي]ــــــــ[17 Sep 2009, 04:21 م]ـ

أخي الكريم المصري:

قرأت مداخلاتك الثلاث الأخيرة، وبارك الله فيك على ما تفضلتَ به.

أحسب يا أخي أنني حرَّرتُ موطن النزاع في مداخلتي رقم 35. وأحب أن أعيدها على مسامعك هنا لننظر في مواطن الاتفاق والاختلاف، ثم نبني عليها:

1. أنا لا أنكر الحقائق التي يتوصل إليها العلم التجريبي، وما يصل إلينا من كشوف ومخترعات، بل إن هذه الكشوف والمخترعات في الطب والهندسة والزراعة والصناعة آية من آيات الله الدالة على أنه مسبب الأسباب، سبحانه.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير