ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[16 Sep 2009, 10:10 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أعتذر منكم اخوانى الكرام لتأخرى فى الرد
ولكن عسى أن يأتى هذا التأخير بالخير الكثير ان شاء الله تعالى
فقد وجدت أن المسألة لا تزال بحاجة لمزيد من البحث والتمحيص
وقضيت الأمس كله فى مراجعة ما يربو على أربعين تفسيرا للقرآن الكريم فى الآية محل النقاش، وفى مراجعة الأمر جيدا ومن كافة الوجوه
وقد انتهيت بالفعل الى بلورة رؤية جديدة فى المسألة المطروحة، وسأوافيكم بها قريبا جدا ان شاء الله، فأمهلونى قليلا من الوقت
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[بكر الجازي]ــــــــ[16 Sep 2009, 02:42 م]ـ
بارك الله فيك أخي المصري ...
سأكون بانتظارك ...
ونسأل الله أن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه، والباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه ...
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[17 Sep 2009, 01:37 ص]ـ
(1)
بسم الله الرحمن الرحيم
بعد أن درست موضوعنا هذا دراسة أحسبها وافية مستفيضة، وبعد أن رجعت الى كافة كتب التفسير التى أمكننى الوصول اليها (وقد بلغ عددها أربعين ونيف) فانه يمكننى الآن أن أوجز أركان القضية على النحو التالى:
التشبيه القرآنى " كأنما يصعد فى السماء " يتنازع فيه طرفان:
الطرف الأول: يولى عنايته القصوى بالبلاغة والبيان ويقدمهما على أى توجه آخر، ويمثل حد التطرف فيه الأخ الفاضل بكر الجازى
الطرف الثانى: يهتم باعجاز القرآن بمعناه الشامل ويولى عناية خاصة بالاشارات العلمية الاعجازية، ويمثل حد التطرف فيه الأخ الفاضل أبو عمرو البيراوى، ثم يليه بدرجة أقل حدة وتطرفا أخونا الفاضل حجازى الهوى
وقد حاولت أنا أن أنشىء تيارا متوسطا بين هذين الاتجاهين المتطرفين، وكذلك حاول معى أخونا الفاضل محمد الأمين بارك الله فيه
أما لماذا وضعت أخى الأستاذ البيراوى فى جهة التطرف بالفريق الثانى فلأنه - على العكس من أخينا حجازى - ينطلق من فهم خاص لقوله تعالى: "ثم ان علينا بيانه " بحيث يظل البيان القرآنى بنظره ينكشف شيئا فشيئا على مر الزمان وبما يعنى أن بعض معانى القرآن تبقى مستترة وتظل غامضة حقبا متطاولة وقرونا كثيرة قبل أن تبوح بأسرارها ومعانيها الحقة حين يصل الناس الى درجة من العلم تؤهلهم لفهمها على وجهها الصحيح والأوحد
كان هذا تلخيصا - أرجو أن يكون أمينا - لمواقف المشاركين فى هذا النقاش بوجه عام
وفى المداخلة القادمة ان شاء الله سوف أبين مواطن القصور والضعف لدى كل فريق، فانتظرونى
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[17 Sep 2009, 01:43 ص]ـ
(2)
والآن ابدأ فى توجيه النقد الموضوعى لطرفى النزاع
وأتوجه أولا الى فريق أخى البيراوى قائلا:
ادعاء أن بعض معانى القرآن تظل مستترة وخافية بالكلية الى أن يأتى أوان ظهورها هو ادعاء مرفوض
ويأتى هذا الرفض من منطلق أن القرآن يخاطب البشرية فى كل العصور، بمعنى أنه يجب أن يكون مفهوما لكل عصر على نحو من الأنحاء، وعلينا فحسب توصيف ورصد تطور هذا الفهم وتتبع مراحله
أما انكاره بالكلية فى عصر (أو عصور) كاملة فذلك أمر يتنزه عنه كلام الله
فحتى الحروف المتقطعة التى يضرب بها المثل فى غموض المعنى قد خاضت فيها الأفهام وتعددت فيها الآراء بما يعنى قابليتها للفهم والتفسير
فتلك القابلية هى السمة المميزة للنص القرآنى فى كل العصور بصرف النظر عن بلوغ المراد وادراك المعنى الحقيقى للنص
فالمهم أن النص القرآنى يكون قابلا للفهم على نحو من الأنحاء، ولا يكون أبدا ملغزا ومستعصيا على كل الأفهام كل الاستعصاء، ومن يقول بهذا يعد متطرفا فى الرأى
وبتنزيل هذا الكلام على الآية محل النقاش أتوجه لأخى البيراوى متسائلا:
ما هو حظ ونصيب العصور القديمة من فهم مدلول هذه الآية؟
أنت تقول أنهم لم يدركوا معناها الحقيقى
وأنا أرى أنهم قد أدركوا لها معنى ما، وهذا يكفى
فلماذا يكفى؟
لأن المعنى الذى أدركوه يسمح به (البيان القرآنى) ولا يتعارض مع المعنى الذى كشف عنه العلم الحديث
أما ان كان يتعارض ويتصادم معه، فعندها نقول: الحق معك، والنص القرآنى كان ملغزا لهم
وأعتقد انك لا تقول بذلك، وكذلك أخى حجازى
(يتبع فى المداخلة القادمة)
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[17 Sep 2009, 01:47 ص]ـ
(3)
¥