ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[21 Sep 2009, 09:02 ص]ـ
1.في قوله تعالى ( .... وأتوني مسلمين) يقول ابن عثيمين رحمه الله أنه يحتمل أن يكون معناها مسلمين لي أي مستسلمين لي وليس مسلمين لله .. ويحتمل أن يكون مسلمين لله ..
فعلى الاحتمال الأول يكون لا إشكال فليس هناك دعوة مباشرة لدخول دينه عليه السلام ..
2. ألا يمكن أن يكون هناك فرق بين قضايا التوحيد والتي هي مشتركة بين الديانات وبين التشريعات فقضايا التوحيد يجب على كل نبي دعوة جميع الناس وتعبيدهم بالطاعة لله ولكن خصوصيته لقومه بإلزامهم باتباع التشريعات والأحكام ..
وهذه النقطة الأقرب في توصيف ماحدث في قصة سليمان عليه السلام مع ملكة سبأ
3. ألا يوجد احتمال أن تكون ملكة سبأ من قوم سليمان إذ كانت لغة التخاطب مفهومة بين المملكتين فملكة سبأ فهمت كتاب سليمان عليه السلام ..
لا إشكال في المسألة إطلاقا، سليمان عليه السلام من أنبياء بني إسرائيل، وبنو إسرائيل كانت تسوسهم الأنبياء كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم، وكان عليه السلام يقيم فيهم شريعة موسى عليه الصلاة والسلام، ولكنه كان مع ذلك ملكا آتاه الله مُلكا لا ينبغي لأحد، وقد تصرف مع ملكة سباء بصفة الملك، وسياق القصة واضح حيث إن الله تعالى أوردها لبيان فضله العظيم على داود وسليمان عليهما السلام، وكيف إنهما تصرفا مع هذه النعمة والفضل العظيم تصرف الشاكر الذي يستخدم ما آتاه الله في طاعة الله تبارك وتعالى.
وقصته مع ملكة سبأ أظهرت جانبا من العظمة والقوة التي أعطيت له في الملك، وكان منطقه إزاء هذا منطق الشاكر المتواضع لله حيث ينسب الفضل لله تعالى وأن من شكر فإنما يشكر لنفسه وأما من كفر فإن الله غني كريم.
والقرآن قد أعرض عن جوانب أخرى في القصة لا ندري ماذا صنع فيها، ومن ذلك:
هل قدمت بجميع أفراد مملكتها أم هي وحدها مع بعض حاشيتها؟
هل عادت إلى مملكتها أم بقيت مع سليمان عليه السلام؟
هل لما أسلمت مع سليمان هل أسلم جميع من في مملكتها إذا افترض أن الجميع لم يقدموا عل سليمان؟
الخلاصة أن النبي صلى الله عليه وسلم قد أخبر أن كل نبي قبله كان يبعث إلى قومه خاصة وسليمان لا يخرج عن هذه القاعدة، وما سبق من أنه تصرف تصرف الملك المأذون له من الله أن يتصرف بمقتضى الحكمة والعدل وقد فعل سليمان عليه السلام، والله قد قال له:
(هَذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ) (صـ: 39)
أما كون سبأ من قوم سليمان فهذا بعيد، لأن مملكة سبأ كانت لغتها الحميرية القديمة ولغة سليمان وقومه العبرية أو الآرمية، وسبأ ليسوا من بني إسرائيل قطعاً.
أما فهمهم لخطاب سليمان فمن علم منطق الطير فمن باب أولى أن يعلم منطق البشر.
والله أعلى وأعلم.
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[21 Sep 2009, 12:05 م]ـ
السلام عليكم
إن الأمر مازال مشكلا
هل القضية فى أصلها صحيحة؟
هل لم يرسل رسول إلا إلى قومه؟
قد نعلم أن يوسف عليه السلام أرسله الله إلى المصريين وليسوا بقومه
وموسى عليه السلام أرسله الله إلى فرعون وهامان وليسا من قومه
وشعيبا عليه السلام أرسله الله إلى أصحاب الأيكة وليسوا بقومه
أما الحديث فيتكلم عن الأنبياء وليس الرسل
وسليمان عليه السلام كان رسولا
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[21 Sep 2009, 12:58 م]ـ
الأخوة الكرام،
1. "وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة، وبعثت إلى الناس عامة": وهذا يشمل الرسل، لأن كل رسول نبي. والمعنى هنا أن النبي لم يكن مكلفاً بالتبليغ خارج دائرة قومه، وكان ما يسير عليه من تشريع وتعاليم تراعي خصوصة القوم؛ فما يصلح من تشريع لأمة قد لا يصلح لأخرى. وعندما نضجت البشرية وقاربت أن تكون عالمية الأفق ختمت الرسالات وكانت الرسالة العامة.
2. أما في قضايا العقيدة، والتي هي أخبار، فلا تختلف باختلاف الأمم، وبالتالي لا تختلف من نبي إلى أخر. فمسألة توحيد الخالق مثلاً جاءت بها كل الأنبياء إلى كل الأمم في كل العصور، وكذلك الأمر في عبادة الله وحده:" ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت .... " النحل: 36
3. فالحديث الشريف يتكلم عن خصوصية الرسالة وتخصيص النبي المعلم، ولا تتكلم عن واجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لمن قدر عليه من غير أن يفرط بما أنيط به من واجب. فعندما علم سليمان عليه السلام بوجود الخلل العقدي مع قدرته على الإصلاح والقيام بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سارع إلى فعل ذلك. ولو كانت مملكة سبأ صحيحة العقيدة مختلفة الشريعة لما أنكر عليهم شرعهم على فرض أنه خاص بهم.
4. وهذا ما يفسر لنا موقف موسى عليه السلام عندما أنكر على الفراعنة انحرافهم العقدي.
5. جيد أن نلفت انتباه الأخوة الكرام إلى أن القرآن الكريم لم يشر اطلاقاً إلى علاقة سليمان عليه السلام ببني إسرائيل.
6. بعثة الرسول إلى قوم بعينهم تجعله عالماً بهم وبوجودهم قادراً على مخاطبتهم بلسانهم، وليس بالضرورة أن يكون منهم نسباً، كما هو الأمر بالنسبة للوط عليه السلام.
وعدم معرفة سليمان عليه السلام بواقع مملكة سبأ يدل على أنه لم يكلف بتبليغهم وإصلاح أمورهم، ومن هنا ندرك أن نبوته كانت خاصة. أما الرسول صلى الله عليه السلام فقد بادر إلى إرسال الرسل إلى الملوك والزعماء وواصل الصحابة رضي الله عنهم المسيرة ولا نزال نحملها للعالمين. فعدم تكليف سليمان عليه السلام ابتداءً يدل على الخصوصية.
¥