ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[21 Sep 2009, 01:58 م]ـ
لا إشكال في المسألة إطلاقا، سليمان عليه السلام من أنبياء بني إسرائيل، وبنو إسرائيل كانت تسوسهم الأنبياء كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم، وكان عليه السلام يقيم فيهم شريعة موسى عليه الصلاة والسلام، ولكنه كان مع ذلك ملكا آتاه الله مُلكا لا ينبغي لأحد، وقد تصرف مع ملكة سباء بصفة الملك، وسياق القصة واضح حيث إن الله تعالى أوردها لبيان فضله العظيم على داود وسليمان عليهما السلام، وكيف إنهما تصرفا مع هذه النعمة والفضل العظيم تصرف الشاكر الذي يستخدم ما آتاه الله في طاعة الله تبارك وتعالى.
والقرآن قد أعرض عن جوانب أخرى في القصة لا ندري ماذا صنع فيها، ومن ذلك:
هل قدمت بجميع أفراد مملكتها أم هي وحدها مع بعض حاشيتها؟
هل عادت إلى مملكتها أم بقيت مع سليمان عليه السلام؟
هل لما أسلمت مع سليمان هل أسلم جميع من في مملكتها إذا افترض أن الجميع لم يقدموا عل سليمان؟
.
أحسنت أخى حجازى الهوى فى مداخلتك الأخيرة
ولعلى أجيبك هنا - بحول الله تعالى - عن بعض ما طرحته فيها من اسئلة
أولا يلزم التنويه بأن القصة كما أورها القرآن الكريم لها أصل فى أسفار اليهود المقدسة، ولكنها فى القرآن أوسع تفصيلا
كما أن لها اشارة على لسان السيد المسيح عليه السلام فى الانجيل
فأما الأصل التوراتى للقصة فنجده فى الاصحاح العاشر من سفر (الملوك الأول) حيث يروى السفر أن ملكة سبأ قد زارت الملك سليمان بعد أن سمعت عن حكمته البالغة، واليك نصه (مع ملاحظة أن ما بين الأقواس هو من تعليقى الشخصى):
" وسمعت ملكة سبا بخبر سليمان لمجد الرب فأتت لتمتحنه بمسائل، فأتت الى أورشليم بموكب عظيم جدا بحمال حاملة أطيابا وذهبا كثيرا جدا وحجارة كريمة (وهى هدية المال فى قصة القرآن) وأتت الى سليمان وكلمته بكل ما فى قلبها .... فلما رأت ملكة سبا كل حكمة سليمان والبيت الذى بناه (وهو الصرح الممرد فى قصة القرآن) ... لم يبق فيها روح بعد. . وأعطت الملك مئة وعشرين وزنة ذهب وأطيابا كثيرة جدا وحجارة كريمة. . وأعطى الملك سليمان لملكة سبا كل مشتهاها الذى طلبت. . فانصرفت وذهبت الى أرضها هى وعبيدها "
ولعل فى الجملة الأخيرة جوابا عن سؤالك القائل:
هل عادت إلى مملكتها أم بقيت مع سليمان عليه السلام؟
وكما هو واضح فالقصة التوراتية تختلف فى بعض تفاصيلها عن القصة القرآنية، والحق بالطبع هو ما أورده القرآن، ففى الرواية التوراتية أن ملكة سبأ هى التى بادرت بالمجىء الى سليمان عليه السلام ومن تلقاء نفسها، وأن دافعها الى ذلك كان انبهارها بما سمعته عن حكمته ورغبتها فى طرح بعض الاسئلة عليه، وذلك دون ذكر للهدهد والكتاب الذى ألقاه اليها. . الى غير ذلك من التفاصيل الكثيرة التى انفرد بذكرها القرآن الكريم
أما فى الانجيل فنجد اشارة الى تلك القصة التوراتية على لسان السيد المسيح عليه السلام، حيث يذكر انجيل متى 12: 42 قوله:
" ملكة التيمن (يعنى بذلك ملكة الجنوب) ستقوم فى الدين مع هذا الجيل وتدينه، لأنها أتت من أقاصى الأرض لتسمع حكمة سليمان، وهوذا أعظم من سليمان ها هنا "
أما عن سؤالك القائل:
هل لما أسلمت مع سليمان هل أسلم جميع من في مملكتها إذا افترض أن الجميع لم يقدموا عل سليمان؟
فالجواب عنه نجده فى كتاب (قصص الأنبياء) لفضيلة الشيخ عبد الوهاب النجار - عليه رحمة الله - حيث قال:
" ولعل اتصال ملكة سبأ بسليمان كان سببا فى وجود الديانة الموسوية فى بلاد اليمن، وأن ذلك هو الأساس الذى بنى عليه (ذو نواس) الحميرى دخوله فى اليهودية نكاية بالدولة الرومانية الشرقية التى أرسلت الى اليمن القسوس كمقدمة لاستعمار اليمن، فلم ير أنكى لهم من اعتناق اليهودية وتعصب لها حتى قتل أهل نجران وخد لهم الأخدود و حرقوا بالنار فكان ذلك سبب غزو أهل الحبشة لليمن كما هو معروف فى التاريخ، ولم يزل بصنعاء نحو عشرة آلاف يهودى الى اليوم (1934) "
أرجو أن أكون قد أفدت كما استفدت، عيدكم مبارك، والسلام عليكم
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[21 Sep 2009, 02:06 م]ـ
السلام عليكم
إن الأمر مازال مشكلا
هل القضية فى أصلها صحيحة؟
هل لم يرسل رسول إلا إلى قومه؟
¥