تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[زمرلي]ــــــــ[20 Sep 2009, 10:03 م]ـ

قال الإمام ابن القيم في كتبه الرائع مفتاح دار السعادة:" قال في الصحاح:اليقين العلم وزوال الشك يقال:منه يقنت الامر يقنا واستيقنت وايقنت وتيقنت كله بمعنى واحد وأنا على يقين منه وإنما صارت الياء واوا في موقن للضمة قبلها وإذا صغرتها رددته إلى الاصل فقلت: مييقن وربما عبروا عن الظن باليقين وبالظن عن اليقين قال:

تحسب هواس وأيقن اني ... بها مفتد من واحد لا أغامره ...

يقول:تشمم الاسد ناقتي يظن انني افتدي بها منه وأستحيي نفسي فأتركها له ولا اقتحم المهالك لمقاتلته

قلت: هذا موضع اختلف فيه اهل اللغة والتفسير هل يستعمل اليقين في موضع الظن والظن في موضع اليقين فرأى ذلك طائفة منهم الجوهري وغيره واحتجوا بسوى ما ذكر بقوله تعالى: {الذين يظنون انهم ملاقوا ربهم وأنهم اليه راجعون} ولو شكوا في ذلك لم يكونوا موقنين فضلا عن ان يمدحوا بهذا المدح،وبقوله: {قال الذين يظنون انهم ملاقوا الله كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة باذن الله} وبقوله تعالى: {ورأى المجرمون النار فظنوا انهم مواقعوها} وبقول الشاعر:

فقلت لهم ظنوا بالفي مقاتل ... سراتهم في الفارسي المسرد

أي استيقنوا بهذا العدد

وأبى ذلك طائفة وقالوا: لا يكون اليقين الا للعلم واما الظن فمنهم من وافق على انه يكون الظن في موضع اليقين واجابوا عما احتج به من جوز ذلك بان قالوا هذه المواضع التي زعمتم ان الظن وقع فيها موقع اليقين كلها على بابها فإنا لم نجد ذلك الا في علم بمغيب ولم نجدهم يقولون لمن رأى الشيء اظنه ولمن ذاقه اظنه وإنما يقال لغائب قد عرف بالسمع والعلم فإذا صار الى المشاهدة امتنع الى اطلاق الظن عليه

قالوا: وبين العيان والخبر مرتبة متوسطة باعتبارها أوقع على العلم بالغائب الظن لفقد الحال التي تحصل المدركة بالمشاهدة وعلى هذا خرجت سائر الادلة التي ذكرتموها

ولا يرد على هذا قوله: {ورأى المجرمون النار فظنوا انهم مواقعوها}؛ لأن الظن انما وقع على مواقعتها وهي غيب حال الرؤية فإذا واقعوها لم يكن ذلك ظناً، بل حق يقين

قالوا:وأما قول الشاعر:وايقن انني بها مفتد:فعلى بابه لأنه ظن أن الاسد لتيقنه شجاعته وجراءته موقن بان الرجل يدع له ناقته يفتدى بها من نفسه قالوا وعلى هذا يخرج معنى الحديث:"نحن احق بالشك من إبراهيم "وفيه اجوبة،لكن بين العيان والخير رتبة طلب إبراهيم زوالها بقوله: {ولكن ليطمئن قلبي} فعبر عن تلك الرتبة بالشك والله اعلم"اهـ

ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[21 Sep 2009, 01:11 م]ـ

ولعلي أقول في قوله تعالى:"ورأى المجرمون النار فظنوا أنهم مواقعوها": لعلهم يرجون رحمة الله، ومن هنا لم يتيقنوا المواقعة للنار.

ـ[زمرلي]ــــــــ[23 Sep 2009, 04:20 م]ـ

الرجاء أخي الكريم أن تقرأ ما قاله شيخ الإسلام ابن القيم حول هذه الأية فيما نقلته لك، وأن تتوسع في ذلك فتقرأ كتب التفسير، لأنه كلام الله تعالى، والزركشي في برهانه تكلم على معنى الظن، وكذا نقل السيوطي عنه في الإتقان

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير