تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

حدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: أخبرنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول، في قوله (وأرسلنا الرياح لواقح) الرياح يبعثها الله على السحاب فتلقحه، فيمتلئ ماء.

حدثنا أبو كريب، قال: ثنا أحمد بن يونس، قال: ثنا عيسى بن ميمون، قال: ثنا أبو المهزم، عن أبي هريرة، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " الريح الجنوب من الجنة، وهي الريح اللواقح، وهي التي ذكر الله تعالى في كتابه وفيها منافع للناس ".

حدثني أبو الجماهر الحمصي أو الحضرمي محمد بن عبد الرحمن، قال: ثنا عبد العزيز بن موسى، قال: ثنا عيسى بن ميمون أبو عبيدة، عن أبي المهزم، عن أبي هريرة، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكر مثله سواء.

وقوله: (فأنزلنا من السماء ماء فأسقيناكموه) يقول تعالى ذكره: فأنزلنا من السماء مطرا فأسقيناكم ذلك المطر لشرب أرضكم ومواشيكم. ولو كان معناه: أنزلناه لتشربوه، لقيل: فسقيناكموه. وذلك أن العرب تقول إذا سقت الرجل ماء شربه أو لبنا أو غيره: سقيته بغير ألف إذا كان لسقيه، وإذا جعلوا له ماء لشرب أرضه أو ماشيته، قالوا: أسقيته وأسقيت أرضه وماشيته، وكذلك إذا استسقت له، قالوا أسقيته واستسقيته، كما قال ذو الرمة:

[ص: 89] وقفت على رسم لمية ناقتي فما زلت أبكي عنده وأخاطبه وأسقيه حتى كاد مما أبثه تكلمني أحجاره وملاعبه وكذلك إذا وهبت لرجل إهابا ليجعله سقاء، قلت: أسقيته إياه.


ويقول الشيخ:محمد الأمين بن محمد بن المختار الشنقيطي
في كتابه:أضواءالبيان في إيضاح القرآن بالقرآن

قوله تعالى: وأرسلنا الرياح لواقح. اللواقح جمع لاقح، وأصل اللاقح التي قبلت اللقاح فحملت الجنين، ومنه قول ذي الرمة:

إذا قلت عاج أو تفتيت أبرقت بمثل الخوافي لاقحا أو تلقح

وأصل تلقح: تتلقح، حذفت إحدى التاءين، أي توهم أنها لاقح وليس كذلك، ووصف الرياح بكونها لواقح ; لأنها حوامل تحمل المطر كما قال تعالى حتى إذا أقلت سحابا ثقالا [7\ 57] [ص: 267] أي حملت سحابا ثقالا، فاللواقح من الإبل حوامل الأجنة، واللواقح من الريح حوامل المطر، فالجميع يأتي بخير، ولذا كانت الناقة التي لا تلد يقال لها عقيم، كما أن الريح التي لا خير فيها يقال لها عقيم كما قال تعالى: وفي عاد إذ أرسلنا عليهم الريح العقيم الآية [51\ 41] وقال بعض العلماء: اللواقح بمعنى الملاقح، أي التي تلقح غيرها من السحاب والشجر، وعلى هذا ففيه وجهان: أحدهما: أن المراد النسبة، فقوله: لواقح، أي ذوات لقاح كما يقال: سائف ورامح، أي ذو سيف ورمح ومن هذا قول الشاعر: وغررتني وزعمت أنك لابن في الحي تامر أي ذو لبن وتمر، وعلى هذا فمعنى لواقح أي ذوات لقاح، لأنها تلقح السحاب والشجر.

الوجه الثاني: أن لواقح بمعنى ملاقح جمع ملقحة، وملقح اسم فاعل ألقحت السحاب والشجر كما يلقح الفحل الأنثى، وغاية ما في هذا القول إطلاق لواقح وإرادة ملاقح، ونظيره قول ضرار بن نهشل يرثي أخاه يزيد أو غيره:

ليبك يزيد ضارع لخصومة
ومختبط مما تطيح الطوائح

فإن الرواية تطيح بضم التاء من أطاح الرباعي، والمناسب لذلك المطيحات لا الطوائح، ولكن الشاعر أطلق الطوائح وأراد المطيحات، كما قيل هنا بإطلاق اللواقح وإرادة الملاقح أي الملقحات باسم الفاعل، ومعنى إلقاح الرياح السحاب والشجر، أن الله يجعلها لهما كما يجعل الذكر للأنثى، فكما أن الأنثى تحمل بسبب ضراب الفحل، فكذلك السحاب يمتلئ ماء بسبب مري الرياح له، والشجر ينفتق عن أكمامه وأوراقه بسبب إلقاح الريح له. قال ابن كثير في تفسير هذه الآية الكريمة وأرسلنا الرياح لواقح [15\ 22] أي تلقح السحاب فتدر ماء، وتلقح الشجر فتنفتح عن أوراقها وأكمامها، وقال السيوطي في الدر المنثور: " وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني والخرائطي في مكارم الأخلاق عن ابن مسعود - رضي الله عنه - في قوله وأرسلنا الرياح لواقح قال: يرسل الله الريح فتحمل الماء فتلقح به السحاب فيدر كما تدر اللقحة ثم يمطر ". وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: يرسل الله الريح، فتحمل الماء من السحاب، فتمري به السحاب،
¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير