فيدر كما تدر [ص: 268] اللقحة. وأخرج أبو عبيد وابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس في قوله: وأرسلنا الرياح لواقح، قال: تلقح الشجرة وتمري السحاب: وأخرج أبو عبيد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن أبي رجاء - رضي الله عنه - قال قلت للحسن - رضي الله عنه -: وأرسلنا الرياح لواقح قال: لواقح للشجر، قلت: أو السحاب، قال: وللسحاب تمر به حتى يمطر. وأخرج ابن جرير عن قتادة في قوله: وأرسلنا الرياح لواقح قال: تلقح الماء في السحاب. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن الضحاك في قوله: وأرسلنا الرياح لواقح قال: الريح يبعثها الله على السحاب، فتلقحه فيمتلئ ماء. وأخرج ابن أبي الدنيا في كتاب السحاب، وابن جرير وأبو الشيخ في العظمة، وابن مردويه والديلمي في مسند الفردوس بسند ضعيف عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول " ريح الجنوب من الجنة " وهي الريح اللواقح التي ذكر الله في كتابه وفيها منافع للناس، والشمال من النار تخرج فتمر بالجنة، فيصيبها نفخة منها فبردها هذا من ذلك. وأخرج ابن أبي الدنيا عن قتادة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " نصرت بالصبا، وأهلكت عاد بالدبور، والجنوب من الجنة، وهي الريح اللواقح ".
هذا حاصل معنى كلام العلماء في الرياح اللواقح، وقد قدمنا قول من قال: إن اللواقح هي حوامل المطر، وأن ذلك القول يدل له قوله تعالى: حتى إذا أقلت سحابا ثقالا [7\ 57] أي حملتها، وقد قدمنا في ترجمة هذا الكتاب المبارك أن من أنواع البيان التي تضمنها، أن يكون للشيء أوصاف، فيذكر بعضها في موضع، فإنا نبين بقية تلك الأوصاف المذكورة في مواضع أخر، ومثلنا لذلك بظل أهل الجنة فإنه تعالى وصفه في سورة النساء بأنه ظليل في قوله: وندخلهم ظلا ظليلا [4\ 57] وقد وصفه بأوصاف أخر في مواضع أخر، وقد بينا صفات ظل أهل الجنة المذكورة في غير ذلك الموضع كقوله: أكلها دائم وظلها [13\ 35] وقوله: وظل ممدود [56] إلى غير ذلك من أوصافه، وإذا علمت ذلك فاعلم أنه تعالى وصف الرياح في هذه الآية بكونها لواقح، وقد بينا معنى ذلك آنفا، ووصفها في مواضع أخر بأوصاف أخر، من ذلك وصفه لها بأنها تبشر بالسحاب في قوله:ومن آياته أن يرسل الرياح مبشرات [30\ 46] وقوله: وهو الذي يرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته على قراءة من قرأها بالباء، ومن ذلك وصفه لها بإثارة السحاب كقوله: الله الذي يرسل الرياح فتثير سحابا الآية [25\ 48] [ص: 269] وقال صاحب الدر المنثور: وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة عن عبيد بن عمير قال " يبعث، فيجعله ركاما، ثم يبعث اللواقح فتلقحه فيمطر "
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[25 Sep 2009, 08:01 ص]ـ
جزاك الله خيراً أختي الفاضلة محبة القرآن على هذا النقل الطيب والتفصيل في كلمة واحدة في كتاب الله تعالى (لواقح).
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[25 Sep 2009, 12:43 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أختنا الفاضلة / محبة القرآن
بوركتى وجوزيتى خيرا على هذا النقل المفصل
ولكن يا أختاه يبدو أنك لم تدركى ما كنت أرمى اليه من وراء سؤالى هذا، وكذلك - فيما يبدو - الأخت سمر
لقد نقلتى لنا - مشكورة - جواب أهل اللغة سواء القدامى منهم أم المعاصرين
فما رأيك فى أن تعيرى سمعك ولو قليلا لجواب أهل العلم الحديث المؤمنين الصالحين؟
جاء فى تفسير (المنتخب) الصادر عن المجلس الأعلى للشئون الاسلامية بجمهورية مصر العربية ما يلى:
"سبقت هذه الآية ما وصل اليه العلم من أن الرياح عامل هام فى نقل حبوب اللقاح الى الأعضاء المؤنثة فى النبات ليتم بذلك عقد الثمار، كما أنه لم يعرف الا فى اوائل القرن العشرين أن الرياح تلقح السحاب بما ينزل بسببه المطر، اذ أن نويات التكاثف، أو النويات التى تتجمع عليها جزيئات بخار الماء لتكون نقطا من الماء نامية داخل السحب هى المكونات الأولى من المطر تحملها الرياح الى مناطق اثارة السحاب، وقوام هذه النويات أملاح البحار وما تذروه الرياح من سطح الأرض والأكاسيد والأتربة ونحوها كلها لازمة للأمطار.
كما ذكر أحد العلماء المعاصرين ما يلى:
¥