تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

مثلاّ، عند مراجعة كتب التفسير القديمة تستطيع ان تدرك مقدار الجهد، والتعب الذى قام به المفسرون القدامى لجمع المادة المناسبة للتفسير، ومقدار الوقت الذى امضوه فى كتابة التفسير، باليد والنسخ دون مساعدة من أجهزة أو أدوات طباعة. ولتقدير ما قاموا به، مقارنة بما يقوم به بعض المعاصرين، عليك بتصفح .. مثلا ... مثلا .. التفسير الكبير للفخر الرازى، وقل لى بالله عليك كم بذل الفخر الرازى من الوقت والمجهود ليقوم بهذا العمل، مع العلم ان المشهور إنه لم يكمل تفسيره بنفسه وأكمله عالم أخر بعد أن توفى الرازى. وبالمثل يمكنك فقط أن تتصفح كتب الإمام الشافعى، والإمام الغزالى، والإمام إبن تيمية، و ابن كثير والشاطبى، وغيرهم وتتأمل مقدار ما بذلوه من جهد ووقت. لذلك إقتنعت ان من يحترم القرآن و الحديث ويريد ان يدلى بدلوه فى تفسيرهما ومناقشة آياته، لابد ان يبذل جهداً يتناسب مع أهمية القرآن و الحديث بالنسبة له، ولابد من التأنى والمراجعة المستمرة بما يتناسب مع جلال القرآن، وأهمية الحديث وقدسية الوحى.

عندما أراد تلميذ الإمام أبو حنيفة النعمان (أبو يوسف) ان ينفرد بحلقة علم فى المسجد، أرسل له الإمام ابو حنيفه من يسأله سؤالاً فى الفقه، وعندما فشل أبو يوسف فى الإجابة وأدرك ان هذا إختبار له من أستاذه، عاد الى حلقة أستاذه. وعندما تأكد الإمام من تمكن أبو يوسف من الفقه تركه ينفرد بحلقة من حلقات العلم فى المسجد. وهذا لم يمنع التلميذ النجيب من ان يفتى بأراء خالف فيها أستاذه.

ولنا دروس أخرى فى علم الحديث قديما. من أهمها مفهوم التوثيق الذى افتقدناه كثيراً فى كتابات عديدة هذه الأيام. وأيضا كانت دوائر علم الحديث لا تسمح لمحدث أن يتحدث الا بعد ان تعطيه إجازة، وقصص إختبار تمكن حافظ الحديث من معرفة السند والمتن كثيرة. ومع ذلك ظهر علم الحديث و علم الجرح والتعديل لكى يدرسهما من اراد ان ينتقد الأحاديث أو لمن يريد ان يصححها أو يضعفها. ومع ذلك نرى بعض الكتاب المعاصرين يتكلم فى الحديث دون دراسة لمجهودات السابقين.

مفهوم إجازة الدارس وإعطاءه الدرجة العلمي أصبح مألوفا هذه الأيام فى الجامعات، فرسالة الدكتوارة مثلا لا يحصل عليها الباحث حتى تمتحنه لجنة من المتخصصين فى نفس المجال. ومع ذلك تجد فى بعض الجامعات حالياً، يقوم المشرف بإختيار اللجنة بحيث تكون متساهلة فى الأسئلة حتى يجتاز صاحب الدرجة العلمية المناقشة بسلام و يصبح دكتوراً من أصحاب لقب ال د.!، ولا يفضل بعض المشرفون أسلوب ألإمام أبو حنيفة مع تلميذه. وقد أدى التساهل فى الإمتحانات الى تدهور مستوى الأبحاث فى بعض الجامعات. فى الجامعات الحالية هناك درجة علمية تسمى أستاذ كرسى، وهذا تقليد جامعى له أصوله فى الأساتذة العظام الذين تمكنوا من إنشاء حلقات لهم فى المساجد قديماً.

فمن أجل التأنى والإجادة قد إقترحت المراجعة. والإجادة هنا يجب ان تكون إجادة فى فهم القرأن والمراجعة هنا من أجل ان نتذكر لماذا أرسل الله رسوله محمد (ص) الى الناس كافة بالإسلام، والتأنى هنا هو واجب ومطلوب للمعرفة المتمكنة التى تمكننا من ربط أيات القرأن بمنتجات العلم الطبيعى. فعلى الساحة الفكرية نجد:

- من يجيد فهم الدين الإسلامى ولا يجيد العلم الطبيعى ومع ذلك يفتى فى التفسير العلمى.

- من يجيد العلم الطبيعى فى أحد فروعه، ولا يجيد العلوم التى تلزم المفسر ومع ذلك يفتى فى التفسير العلمى.

- والمصيبة الكبرى مع هؤلاء اصحاب الفلسفة والآداب والذين لا يجيدون لا العلم ولا الدين ومع ذلك يفتون فى التفسير العلمى، ويخربون العلم ويحاربون الدين ومع ذلك إذا انتقدهم كالوا لك الكيل من قاموسهم الأدبى والثقافى والفكرى.

من هنا اعتقد أن المراجعة و لمدة كافية للدراسة الجادة لموضوع محدد يضم العلم والدين.

(يتبع)

ـ[محبة القرآن]ــــــــ[28 Sep 2009, 04:49 م]ـ

لماذا اقترحت المراجعة؟ (2)

للتأكد من صحة نتائج البحث فى التفسير والإعجاز العلمى، إعتماداً على العلم الطبيعى، يفضل مراجعة الأتى:

- مقرر فى أصول الفقه و خصوصا مبحث اللفظ.

- مقرر وتدريب فى علوم التفسير، حتى لا يخرج عالم الإعجاز عن قواعد التفسير و يتكلف.

- مقرر فى أحد الموضوعات العلمية، مثلاً الفيزياء النظرية أوالفلك أو النظرية النسبية العامة أو نظرية الإنفجار العظيم، من مرجع علمى يتناسب مع المجتهد.

00 - من المفترض من عالم الإعجاز ان يعتمد على مراجع علمية معتمدة وليس كتب العلوم المبسطة فينقل منها، وهى الكتب التى تنتشر ويترجم منها إلى العربية، أوينقل نتائج العلم من مقالات الصحف السيارة، فهذه لا تعتبر مراجع معتمدة فى مجال العلوم. ويمكن لأى مهتم ان يقرأ كتاب من الذرة إلى الكوارك، عالم المعرفة، رقم 327، مايو 2006، حتى يدرك أهمية ذلك.

00 - ولمعرفة إلتزام المجتهد فى الإعجاز العلمى بالمراجع، يمكن مراجعة المراجع التى إستعملها و ذيل بها بحثة، ومن مراجعة ذلك يمكن الإطمئنان على المصدر العلمى الذى أعتمد عليه عالم الإعجاز.

00 - لمعرفة مقدار الجهد المطلوب لإستخراج أحكام من القرأن أقترح على المهتم بالتفسير العلمى أن يراجع كتب الإمام الشافعى الرسالة والأم، ليدرك جهد الإمام الشافعى فى تحرى الدقة.

(يتبع)

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير