وما الذي زاده العلم الحديث في أمر الشمس والقمر مما يبعد الوثنيين عن عبادتها؟!
3. العام المخصوص يكون في الأحكام الشرعية وليس في الأخبار. ثم إن التخصيص يكون من الشارع وليس من قِبلنا.
وقوله تعالى (تدمر كل شيء بأمر ربها) من باب الأخبار، لا من باب الأحكام الشرعية؟!
ثم إن التخصيص يكون بالشرع، ويكون بالعقل ويكون بالعرف، وهذا مبسوط في أصول الفقه.
4. ما لنا وللذين يَمُطُّونَ معاني المفردات!! هل يجوز لنا أن نقلدهم لنثبت أننا وهم نخبط خبط عشواء. ثم هل رأيت أن باطل القاديانيين يستقيم في العقل وتقوم به الحجة؟!
فلا بد إذن عند الحديث عن تفسير الكلام ومعرفة مراد المتكلم من أصول نجري عليها في فهم الكلام، وإلا وقعنا في الخطأ وحملنا كلام المتكلم ما لا يحتمله، وهذه الأصول نزعم أن أرباب الإعجاز العلمي وأنصاره قد خالفوها، ولمن أراد أن يعرف صدق ذلك أن يرجع إلى شيء من فقه اللغة كما هو عند علماء أصول الفقه، وإلا كان ممن يخبطون خبط عشواء.
وما أراه أن الإعجاز العلمي لا تقوم به حجة، فإن كان عندكم ما تحتجون به في هذا الباب على صدق مدعاكم، فجيؤونا به بارك الله فيك.
5. المفسرون يقدِّمون لنا معنى المفردة. أما المعنى المستفاد من الجُمَل فقد تجدهم غير قادرين على تصوره. وهذا أمر نجده في كل لغات البشر؛ فمن قال لك إن كل إنجليزي يفهم معاني المفردات الإنجليزية يستطيع أن يفهم كل المعاني التي وردت في كلام الفلاسفة أو علماء الاجتماع أو علماء الحياة ... من الإنجليز؟!!
ليس شرطاً أن يفهم كل عربي معنى الكلام، بل قد روي أن عمر بن الخطاب لم يكن يعرف معنى كلمة "تخوف" حتى أخبره بها الهذلي، وكذلك "الأب" في قوله تعالى (فاكهة وأبا) ...
أما أن ألا يعرف المعنى أحد من العرب أو المفسرين فلا، فكيف وأنت تدعي أن المفسرين لجؤوا إلى توليد المعاني بعد أن عجزوا عن تصور المراد؟!
وقد تجد المفسرين يختلفون في معرفة المراد بكلام الله، وتجد أحدهم يذهب إلى ما لا يذهب إليه غيره، وهم في كل هذا لا يجاوزون معهود العرب في كلامها وتصرفها فيه، أما أن نزعم أن المعنى بقي غير متصور لقرون متطاولة حتى جاء العلم الحديث فكشف عنه، فأجدر بقائل هذا ألاّ يقضى منه العجب.
6. أما التصعد في السماء الذي أطلتَ الخوض فيه فقد ظهر أن الخلاف بيننا وبينك في كون الكلام موجه للعرب فقط أم للبشرية إلى يوم القيامة. القرآن الكريم نزل بلغة العرب إلى كل البشر. فقد يفهم العربي المقصود بالمفردة فيُفهِمُه غير العربي المراد من الكلام. فلعلك تقول إن العرب الأقحاح الذين كانوا يعيشون في البادية قبل سنة 250 هـ هم أقدر منا اليوم على فهم المعاني المرادة من النص الكريم!!! وأذكرك قول الرسول عليه السلام:"إنما أنا قاسم والله يعطي"، وقصة الخيط الأبيض والأسود معروفة لديك.
القول بالإعجاز العلمي في آية (كأنما يصعد في السماء) فيه خروج على اللغة، وأصول البلاغة وحسن الإفهام. ولم أجد فيما كتب الإخوة ما ينفصلون به عن الإلزامات التي توجهت عليهم.
لا شك أن العرب الأولين كانوا أقدر منا على فهم القرآن، فالقرآن إنما نزل بلسانهم، ولم يكونوا في الغالب الأعم بحاجة إلى معاجم لغوية، ولا إلى شيء من النحو والصرف يقومون به ألسنتهم، ولا إلى شيء من أصول الفقه، وهم وإن كان قد خالط ألسنتهم اللحن عندما اختلطوا بالأعاجم إلا أنهم كانوا أقرب منا إلى لسان العرب ومعهودها في الألفاظ والمعاني.
فكيف بمن يدعي أنه الآن أقرب إلى فهم القرآن وهو لا يستطيع أن يقيم جملة واحدة لا يلحن فيها، ولا شيء عنده من فقه اللغة، ولا من أصول الفقه، ثم يتجاوز هذا كله، ويريد أن يفهم القرآن كما يحلو له ...
أنت تتحدث يا أخي الكريم عما قبل 250 هـ؟
عن سيبويه، والخليل بن أحمد، وأبي عمرو بن العلاء، الحضرمي والكسائي والفراء، ويونس بن حبيب، وعيسى بن عمر الثقفي وغيرهم كثير ...
ثم تذكر هذا على سبيل التعجب؟!
كلامك ها هنا لا يقضى منه العجب ...
7. أما كلام المتنبي فلا علاقة له بالأخبار. فإنما يأمرك أن لا تقنع بما هو دون النجوم ومن هنا لا حد لطموحك.
هذا لا يجديك ...
الأمر قد يفهم منه الإخبار مثل "إذا لم تستح فاصنع ما شئت"، كما أن الأخبار قد يفهم منها الأمر كما في قوله تعالى (والوالدات يرضعن أولادهن).
8. طلعت وظهرت لا تستلزم حركة. أما تجري فتستلزم حركة. والفاعلية لا تستلزم دائماً حركة، كأن تقول: كتم.
"طلعت" أو "ظهرت" تستلزم حركة، سواء كانت ظاهرية أم حقيقية، ومعرفة إذا ما كانت الحركة ظاهرية أم حقيقية لا يمكن أن نستنبطه من الآية.
فتأمل بارك الله فيك ...
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[05 Oct 2009, 05:10 م]ـ
كيف تريد أن تفهم من لا يريد أن يفهم!!!!؟
إن الله تعالى حينما قال:" بلى قادرين على نسوي بنانه" أراد تبارك وتعالى أن ينبهنا إلى عظيم قدرته وعجيب صنعه في خلقه، وهنا يقف المؤمن المتفكر المتدبر ويتسأل: لماذا خص الله البنان دون غيرها، كالألوان والأطوال والألسن ...... ألخ؟
ثم يأتي العلم ليكشف لنا عجيبة من عجائب صنعه وعظيم قدرته التي لا حدود لها ويكشف لنا أن كل مخلوق يختص ببصمة تميزه عن غيره بحيث لا يوجد شخصان يتطابقان في بصمتهما بل إن بصمات الشخص الواحد تختلف من إصبع إلى آخر، وهنا يتبين لنا الحكمة من تخصيص البنان دون غيرها من الأمور المختلفة الظاهرة لكل أحد.
¥