ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[31 Oct 2009, 05:18 م]ـ
أخي الكريم:
إذا كان هذا هو كلام المفسرين رحمهم الله تعالى، وأنا قرأته قبل أن أطالبك به؛ فلماذ لا نبقيه على حاله بمعنى آخر لماذا نستدل بأقوال المفسرين حين تكون دليلا لنا، ولا نستدل بها حين تخالف رأينا في مسألة الإعجاز؟
وأضيف لك من قول الشنقيطي رحمه الله تعالى حول هذه الآية قوله: (أضواء البيان - (3/ 341)
وعلى قراءة حامية بصيغة اسم الفاعل، فالمعنى: أنها حارة، وذلك لمجاورتها وهج الشمس عند غروبها، وملاقاتها الشعاع بلا حائل) فهل العلم الحديث وأبحاث الإعجاز تؤكد ما قال الشيقيطي هنا أم تنفيه؟
وعلى هذا التفسير فما هي العين الحمئة أو الحامية التي وجد ذو القرنين الشمس تغرب فيها؟
وهل في قواميس اللغة وجد بمعنى رأى؟
وإذا كان العلم الحديث قد تطور لدرجة أنه أدرك كثيرا من هذه المسائل؛ فأين هو سد ذو القرنين؟ هل هو سور الصين العظيم؟
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[31 Oct 2009, 07:20 م]ـ
أخي الكريم:
سؤالي هو: هل "وجدها تغرب" "وجدها تطلع" كلاهما بمعنى رآها رأي العين كما ذكر الأخ، أم أن الوجود شيء زائد على الرؤية بالعين؟
وفقني الله وإياك وكل المسلمين لما فيه الخير والسداد.
نعم، صدقت يا أخى الكريم فى هذه الملحوظة الدقيقة فالوجود فيه معنى زائد عن مجرد الرؤية
لقد كان من الممكن أن يقول القرآن: (رأها)، بدلا من قوله: (وجدها)
ولكن لأن القرآن كلام رب العالمين فانه جاء هنا بهذا اللفظ عمدا ليلفت أنظارنا الى معنى لطيف لا تدركه الأفهام الا بعد تدبر وتفكير
فالذى بدا لى بعد تدبر الآية أن هذا اللفظ انما جاء فى هذا الموضع ليدلنا على أن ذا القرنين - عليه السلام - انما كان يتتبع حركة الشمس ويقتفى أثرها وأن هذا كان مقصوده الأول، وأنه لما بلغ حافة اليابسة والتقى بالبحر المحيط (وجد) الشمس (التى كان يتتبعها) كأنها تغرب فيها
فهذا اللفظ يدل على التتبع والترصد المتعمد، بخلاف لفظ (رأها) الذى لا يدل على شىء من هذا
وربما نستأنس فى هذا الفهم بما ورد فى نفس السورة فى قوله تعالى عن موسى وفتاه عليهما السلام: " فارتدا على اثارهما قصصا، فوجدا عبدا من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علما "
فهنا كذلك نجد لفظ (فوجدا) الذى يفيد التتبع المتعمد والذى دل عليه من قبل قوله تعالى حكاية عن موسى: " لا أبرح حتى أبلغ مجمع البحرين أو أمضى حقبا "
فهنا بالمثل نجد هدفا محددا من ذى قبل هو بلوغ مجمع البحرين، ويصح أن يقال بالمثل أن ذا القرنين كان له كذلك هدفا من رحلته هو بلوغ مغرب الشمس ومطلعها، وربما دل على ذلك أيضا قوله تعالى عنه " ثم اتبع سببا " الذى يفيد أنه كان يسير وينطلق على هدى وبصيرة لبلوغ غاية محددة ومتعينة سلفا
أقول: هذا ما بدا لى، والله عز وجل أعلى وأعلم
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[31 Oct 2009, 07:42 م]ـ
جزاك الله خيرا ..
هذا الكلام متزن ومصيب ويدل عليه ظاهر القرآن الكريم مع تحفظي على "كأنها تغرب فيه"
لأن الله تعالى قال: "وجدها تغرب" ثم كررها مع المطلع فقال "وجدها تطلع" فإذا تدبرت ذلك متسلحا بقضيتين اتضح لك أمر زائد على ذلك، وهاتان القضيتان هما:
1 - أن تتجرد من النظرة المغروسة في أذهاننا عن الكون، وأن الأرض مكتشفة جميعا، وأن الشمس بعدها كذا، وهي عبارة عن كذا، وأن النجوم كذا ..
2 - أن تعلم أن كل ذلك الذي نعتبره مسلمات الآن ليس عندنا عليه من دليل إلا أن النصارى درسوه لنا في المدارس، وقالوا لنا سرعة الضوء كذا، والضغط الجوي يساوي كذا، وأبعد نجم اكتشفناه هو كذا، ولا يبعد أن يكون كل ذلك من الحرب الإعلامية على الأمة الإسلامية ..
أعرف أن هذا قد يعتبر عند البعض تشددا وتنطعا، وبعدا عن الواقع، وخروجا عن المألوف، ولكن هو ما أعتقده، وأدين به ..
والله الموفق وهو الهادي إلى سواء السبيل.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[31 Oct 2009, 09:57 م]ـ
جزاك الله خيرا ..
هذا الكلام متزن ومصيب ويدل عليه ظاهر القرآن الكريم مع تحفظي على "كأنها تغرب فيه"
لأن الله تعالى قال: "وجدها تغرب" ثم كررها مع المطلع فقال "وجدها تطلع" فإذا تدبرت ذلك متسلحا بقضيتين اتضح لك أمر زائد على ذلك، وهاتان القضيتان هما:
1 - أن تتجرد من النظرة المغروسة في أذهاننا عن الكون، وأن الأرض مكتشفة جميعا، وأن الشمس بعدها كذا، وهي عبارة عن كذا، وأن النجوم كذا ..
2 - أن تعلم أن كل ذلك الذي نعتبره مسلمات الآن ليس عندنا عليه من دليل إلا أن النصارى درسوه لنا في المدارس، وقالوا لنا سرعة الضوء كذا، والضغط الجوي يساوي كذا، وأبعد نجم اكتشفناه هو كذا، ولا يبعد أن يكون كل ذلك من الحرب الإعلامية على الأمة الإسلامية ..
أعرف أن هذا قد يعتبر عند البعض تشددا وتنطعا، وبعدا عن الواقع، وخروجا عن المألوف، ولكن هو ما أعتقده، وأدين به ..
والله الموفق وهو الهادي إلى سواء السبيل.
أخي الكريم إبراهيم
هذا ما كنت أخشى أن أسمعه منك
وما دام أنك ختمت مداخلتك بقولك:
"أعرف أن هذا قد يعتبر عند البعض تشددا وتنطعا، وبعدا عن الواقع، وخروجا عن المألوف، ولكن هو ما أعتقده، وأدين به .. "
فهذا في نظري أنك قد قطعت الطريق على نفسك لفهم وجهة النظر الأخرى.
وفقك الله وأنار بصيرتك.
¥