تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[15 Oct 2009, 10:10 م]ـ

ولا يجوز أن يكون كون هذا الكلام شعراً أو نثراً حائلاً بينكم وبين النظر فيه. ولو أنكم تتصورون المسألة حق تصورها لما أحجمتم عن النظر في شعر العرب، فلعلكم تعيدون النظر في هذا فتستدركوا ما فاتكم فيه، إذ لا فرق بين كتاب الله وكلام البشر من حيث إمكان العثور على توافقات عددية عجيبة فيه ..

الأخ الفاضل بكر

سوف أذهب معك الى غاية المدى فى المناظرة والمحاجاة

وذلك بأن افترض معك - وليسامحنى الله - أنه لا يوجد فرق بين كلام الله - سبحانه وتعالى - وكلام البشر من حيث اشتمالهما معا على التوافقات العددية العجيبة!!

وأحسبك لا تطمع فيما هو أكثر من هذا؟!

حسنا يا أخى، سلمنا معك بهذا، فما الذى يترتب على ذلك القول ويلزم عنه بالضرورة؟ وما الذى لا يلزم عنه؟

والجواب المنطقى:

هذا الفرض لا يلزم منه - منطقيا - نفى الاعجاز العددى عن القرآن الكريم، وانما غاية ما يفيده أن أمثال تلك التوافقات العددية الواردة بالقرآن يوجد فحسب ما يماثلها فى بعض كلام بعض البشر (لاحظ تكرار لفظ " بعض " ودلالته الدقيقة)

ولكن يبقى بعد ذلك سؤال هام للغاية:

هل ما ورد من مظان الاعجاز العددى فى قول البشر قد كان بقصد، أم كان بدون قصد؟

فان كان بقصد وعن عمد وتخطيط مسبق ومحكم فان هذا سوف يخرجه من باب الاعجاز قطعا، لأن اعجاز القرآن الكريم يعد منظومة متكاملة من وجوه عديدة، فالاعجاز فى جانب منه لا يطغى على جانب آخر ولا يتأتى على حسابه، أما فى كلام البشر (الشعر كمثال) فمن المحال أن تتكامل هذه المنظومة العجيبة، فاذا ما وجدنا فيه توافقات عددية عجيبة فهذا لن يتحقق الا على حساب البيان وحظه من البلاغة والفصاحة، وسيبدو لك مثل هذا الشعر مفتعلا ومتكلفا بدرجة ملحوظة وظاهرة

ولعلك تعجب اذا قلت لك: بامكانك أن تجد بالفعل عشرات الأمثلة على هذا الشعر المصطنع المتكلف الحافل بالتوافقات العددية العجيبة!!

فالأمر لا يقتصر على المثال اليتيم الذى ضربته لنا، بل بامكانك أن تجد الكثير مما يماثله - بل ويفوقه بمراحل - اذا أنت طالعت الشعر المملوكى والعثمانى والذى حفل بالعديد من الشواهد التى هى أشد عجبا مما جئتنا به، ففى هذا الشعر تجد حفاوة بالغة بطريقة حساب الجمل العددية التى أفرط هؤلاء الشعراء فى استخدامها وبرعوا فيها أيما براعة، ولكن براعتهم تلك قد جاءت للأسف على حساب الجانب البيانى والبلاغى فى أشعارهم وجنت عليه جناية كبيرة، وبامكانك التحقق من ذلك بنفسك لتعرف الفرق بين كلام الله وكلام البشر اللذين تسوى بينهما فى جانب التوافقات العددية متجاهلا تفاوت الجانب البلاغى والبيانى بينهما

(يتبع)

ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[15 Oct 2009, 10:13 م]ـ

ثم نأتى الى الاحتمال الثانى:

أن يكون ما ورد فى كلام الشعراء من توافقات عددية قد جاء اتفاقا وبدون قصد منهم، أى بطريق المصادفة البحتة

ومثال ذلك ما أوردته لنا من أبيات شعرية عن (الحديد)

ولكن ألم تلحظ أن ما استخرجته من تلك الأبيات كان ظاهر التكلف والاعتساف؟

وقد أبان لك أخونا أبو عمرو عن ذلك، بل لقد اعترفت أنت بوجود التكلف فيه ولم تنكر ذلك

وهذا التكلف يصدق على كل ما يماثل نموذجك من شعر نتكلف فيه استخراج عجائب عددية لم يقصد اليها الشاعر نفسه

والآن يا أخى الكريم. . تأمل كلامى كله من أوله بحيدة وموضوعية وبدون تأثير فكرة مسبقة كالتى تمسكت بها

فاذا ما فعلت هذا فسوف تصل الى الحق باذن الله

مع تمنياتى لك بالتوفيق فى الاحتكام الى الحياد والموضوعية، وفى تبين الحق من الباطل

والسلام عليكم أخى الكريم

ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[16 Oct 2009, 03:08 ص]ـ

ملحوظة هامة: تجدر ملاحظة الآتى:

التكلف الذى كنت أعنيه بحسب الاحتمال الأول يكون صادرا عن الشاعر نفسه

أما بحسب الاحتمال الثانى والذى عرضت له فى المداخلة السابقة مباشرة فانه يصدر عمن يحاول قسرا ان يستخرج توافقات عددية من شعر الشاعر، ولا يصدر بالطبع عن الشاعر نفسه لأنه لم يك يقصد الى تلك التوافقات المزعومة

والمهم أنه فى الحالتين لا مناص من وجود التكلف على نحو من الأنحاء سواء كان من الشاعر نفسه أو ممن يحلل شعره

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير