وغنى عن القول بالطبع أن هذا التكلف المحتوم فى كلام البشر هو مما يتنزه عنه كلام الله جل وعلا، فكيف نسوى بينهما؟!
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[16 Oct 2009, 01:40 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين:
الذي يظهر أن هناك أدلة قاطعة في المسألة منها:
1) أن عدد سور القرآن متفق عليه بالإجماع (114). وهذا دليل عددي قاطع.
2) أن عد الآي مأخوذ به منذ تنزل القرآن. واختلاف العدّ لا يضر بالمسألة؛ لأن كل آخذ بمذهب منها سيجري بحثه على حسب مذهبه مدنياً كان أو كوفياً، كالقراءة والتفسير. وهذا دليل ثانٍ.
3) أن بعض الأعداد التي أوردت بحسب العد المأخوذ به (الكوفي) كانت ذات نتائج قاطعة ومطردة. وهذا دليل ثالث.
4) أن اطراد النتائج هو الفاصل بين ثبوت التوافق أو التناسب أو الملح أو الإعجاز (لا مشاحة)، وليس مجرد وقوع أي توافق يكون، وليس مجرد توافق انتقائي أو عشوائي. ولا سيما أننا في عصر تقدمت فيه الحسابات الرياضية بشكل غير مسبوق، فناسب أن يظهر الله سبحانه لأهله آيات مما يحسنون.
5) لا يوجد ما يمنع من تدبر هذا النوع من المناسبات ومصادرة نتائجه من البدء، لا بحجة ضياع الوقت المبذول في هذا البحث، ولا بحجة انتفاء الدليل القطعي، ولا بحجة جدة الموضوع وانتفاء السابق.
فالوقت مبارك فيه مع القرآن، والحجة بين أيدينا لو تدبرناها وأنزالنا في منازلها، والجدة من خصائص القرآن الذي لا تنقضي عجائبه.
ولكن .. هناك أفكار تحتاج إلى زمن حتى تنضج، ونضجها يكون بإعادة النظر في مقدماتها ونتائجها مرة بعد مرة، وتواتر النظار والقائلين، ولعل هذه المسألة منها.
وهناك دراسات قرآنية نافعة ومفيدة لا تزال في إطار الإنضاج والتكميل كالوحدة الموضوعية وعلاقة السور بأسمائها.
ولا داعي لتسفيه باحث يرى ما لا يرى غيره، مما فتح الله به عليه من كنوز المعرفة والحكمة.
إن القرآن معجز بكل ما فيه، عرفه من عرفه وأنكره من جهله.
والله أعلم.
ـ[بكر الجازي]ــــــــ[17 Oct 2009, 02:49 م]ـ
الأخ الكريم العليمي:
لقد وصل الحوار بيني وبينك إلى منتهاه في أكثر من مكان، حتى إنك قلت: سأترك الجدل (المراء) ولو كنت محقاً ...
وكذلك الأمر عندي في جدالك، فأنا لم أعد أحب جدالك، ولا جدال حجازي الهوى ولا جلغوم ...
لكم أنت تكتبوا في هذا الباب ما تشاؤون مما ترونه حقاً، ولي أن أكتب ما أشاء مما أراه حقاً ...
وقد دار حوار هاديء في هذا الباب بيني وبين الأخ الفاضل أبي عمرو، وأنا أحرص الناس على أن يظل هادئاً بعيداً عن شد الأعصاب، فلا أريد أن أنغص عليه بما لا يحب، ولا ضير لو انتهى الحوار دون أن يقنع أي منا بما عند صاحبه، على غرار الموضوع السابق "قول متوازن في مسألة الإعجاز العلمي".
والسلام عليكم ...
ـ[بكر الجازي]ــــــــ[17 Oct 2009, 03:01 م]ـ
فالوقت مبارك فيه مع القرآن، والحجة بين أيدينا لو تدبرناها وأنزالنا في منازلها، والجدة من خصائص القرآن الذي لا تنقضي عجائبه.
ولكن .. هناك أفكار تحتاج إلى زمن حتى تنضج، ونضجها يكون بإعادة النظر في مقدماتها ونتائجها مرة بعد مرة، وتواتر النظار والقائلين، ولعل هذه المسألة منها.
وهناك دراسات قرآنية نافعة ومفيدة لا تزال في إطار الإنضاج والتكميل كالوحدة الموضوعية وعلاقة السور بأسمائها.
ولا داعي لتسفيه باحث يرى ما لا يرى غيره، مما فتح الله به عليه من كنوز المعرفة والحكمة.
إن القرآن معجز بكل ما فيه، عرفه من عرفه وأنكره من جهله.
والله أعلم.
الرد على هذا من وجوه:
1. الوقت المبارك فيه مع القرآن إنما هو تدبره بشيء من فقه اللغة، وأصول الفقه، والنظر في معاني آياته على معهود العرب في كلامها، أما أن نشرق ونغرب ونحمل القرآن ما لا يحتمل بحجة الجدة التي هي من خصائص القرآن فلا.
2. ماذا لو زعمت الباطنية والقاديانية وغيرها من فرق الضلال أن ما فطنوا إليه من غرائب التأويل، هو من الجدة التي هي من خصائص القرآن؟!
لا بد عندها من طلب الدليل على أن هذه جدة محمودة، وتلك جدة مذمومة، ونحن بينا أن هذه الجدة التي هي تفسير القرآن بالعلوم الحديثة أو بالأعداد جدة مذمومة لا دليل عليها.
ولا زلنا نطالب أصحابها بالدليل.
3. لا بد لهذه الأفكار الجديدة التي تدعون السبق إليها في القرآن من أصل تستند عليه، ولا دليل عند أصحابها إلا قولهم: نظرنا في القرآن فوجدنا هذه المصادفات العددية.
فما يدريك أن هذه المصادفات العددية مقصودة للشارع سبحانه وتعالى؟!
ولو كان وقوع هذه المصادفات دليلاً على صحتها لم يكن لنا أن نعترض على ضلال الباطنية والقاديانية وغيرهم إذا ما زعموا أن التأويلات التي يزعمونها في القرآن صحيحة بحجة وقوعها.
4. القرآن معجز بكل ما فيه كلمة فيها مبالغة غير محمودة، المتفق عليه والمجمع عليه أن القرآن معجز بنظمه وبيانه الذي ليس في وسع بشر، أما غير ذلك من وجوه الإعجاز فقد وقع فيها خلاف، وأما في باب الإعجاز العلمي أو العددي فلا وجه للقول بهما ...
وكون القرآن معجزاً لا يلزم منه أن يكون لترتيبه وعد آياته وجه إعجاز، فلا بد لهذا من دليل ...
والله أعلم ...
¥