ـ[علي أبو عائشة]ــــــــ[17 Oct 2009, 11:24 ص]ـ
بارك الله فيك على هذا التفصيل الطيب
واسمح لي أن أطلب منك توضيحا لبعض الاستفسارات إن تكرمت عليّ بإيضاحها.
ما الدليل على تخصيص (الخلق) في الآيات الواردة بالأفراد دون الأجناس؟ فإن تخصيص العام الوارد في كتاب الله بلا دليل قوي يشبه تحريف الكلم عن مواضعه، فالله تعالى ذكر بدا الخلق، والمتبادر أنه بدأ الأفراد والأجناس، وأما إذا كان المقصود أنه بدأ الأفراد فقط فإضافة إلى أنه تحكّم في تفسير كلام الله، فإنه يوهم أن الجنس غير مخلوق لله تعالى، وفيه خروج بعض المخلوقات عن قدرة الله تعالى، وفيه من العقائد الباطلة ما فيه.
ثم أليس المفروض وضوح العقيدة وسهولتها؟؟؟ فكيف يتحقق ذلك مع التفريق بين أفراد المخلوقات وجنسها وهي فلسفة لا يعلمها عامة المسلمين فهم لا يعرفون الفرق بين الأفراد والجنس؟؟ فهلا عرفتنا من فضلك حقيقة الفرق بين الأفراد والجنس حتى نفهم مقصود من قال بأن الأفراد لها أول أما جنس المخلوقات لا أول له؟؟؟
وأخيرا، فقولك أخي الفاضل: (ولا معنى لاسمه الخالق وصفة الخالق بدون إمكان قدرته على خلق المخوقات وإحداثها) فيه حل الإشكالات كلها، ففي الأزل الله تعالى قادر على أن يخلق، ولا يلزم من كونه قادرا على أن يخلق أنه خلق بالفعل، فالعجز هو أن يكون غير قادر على الخلق، لكن هذا منتف في حق الله تعالى.
فلا يلزم أن يكون خلق في الأزل بالفعل حتى يستحق اسم القادر، بل مجرد قدرته على الخلق تحقق اتصافه بالقدرة على الخلق. وهذا واضح من كلامك لو تأملت فيه.
والحاصل أن تقسيم العالم إلى أفراد وأجناس، والرفض بأن الله كان وحده في الأزل ولم يكن شيء معه، كما نص على ذلك نبينا صلى الله عليه وسلم، أدى بأصحاب ذلك القول إلى تعسفات كبيرة، وليتهم ما خاضوا في تلك المتاهات وصدقوا القرآن في أن الله تعالى بدأ خلق المخلوقات (أجناسها وافرادها) من العدم من لا شيء.
ـ[عبدالله بن بلقاسم]ــــــــ[17 Oct 2009, 03:18 م]ـ
أخي الكريم وفقك الله
الإمر إيضاحه سهل إن شاء الله
الجنس معنى لا يوجد إلا في الأذهان وأما في الخارج فلا شيء منفصل اسمه جنس، وإنما هو معنى كلي يتساوى عدد أفراده فيه.
فإذا قلت: الله خلق الجنس، فالمقصود أفراده، لأن الجنس ليس شيئا إلا في الأذهان، والموجود خارج الاذهان أعيان آحاده.
فجنس الإنسان- مثلا-: هو زيد وعمرو وبكر إلخ، يجمعهم جنس الإنسان، فهل يمكن أن تأتيني بهذا الجنس أو المعنى الكلي المشترك بينهما منفصلا عنهم.
فإذا قلنا بدأ الله الخلق فالمقصود بالخلق هو أفراد المخلوقات الموجودة في خارج الأذهان وليس هذا المعنى المشترك الكلي لجنس المخلوقات والذي لايمكن وجوده إلا في الأذهان.
وهذا بحمد الله واضح فلو جمعت أهل العربية علماءهم وأفرادهم لقالوا المخلوقات هذه هي الموجودة في الخارج، ولم يشتبه عليهم الأمر مطلقا، ولم يرد في أذهانهم أنه المعنى الكلي المشترك أبدا.
وما الاستفسار الثاني:
فإن القائلين بعدم وجود حوادث لا أول لها، يقولون بامتناع ذلك، يعني باستحالته، والممتنع: هو الذي يمنع العقل وجوده،
وأنت تقول: إن الله لم يزل قادرا على الخلق لكنه لا يلزم منه أن خلق فعلا
وهذا أمر مختلف عن دعوى من ادعى وجود حوادث لا أول لها
لأن قولك يلزم منه الإقرار بإمكان حوادث لا أول لها، لأن الله قادر في كل حين سبحانه، وكل وقت حصل فيه خلق وحادث، فالله قادر على الخلق قبله، وهو عين القول بوجود حوادث لا أول لها
أما قولك لا يلزم من قدرته على الخلق أن يفعله، فصحيح أنه لا يلزم من هذا الوجه
لكن يلزم من أمور أخرى منها
أن الله سما نفسه الخلاق، والخالق، وأحسن الخالقين، ومن هذه صفته فهل من الكمال أن يبقى دهورا وآمادا لا يخلق فيها مثقال ذرة
وأظن تصور هذا يكفي استبعاده
بارك الله فيك وجزاك خيرا، فقد أعدت إلينا شيئا من لذائذ الحوار والمناقشة.
ـ[علي أبو عائشة]ــــــــ[17 Oct 2009, 03:36 م]ـ
نعم هو حوار لذيذ فعلا لو كلل بالفهم الصحيح.
هل القدرة على الخلق يلزم منها وجود المخلوق؟
الجواب الصحيح: لا.
لكن في كلامك أخي تنطلق من القدرة على الخلق إلى القول بوجود المخلوق من مجرد القدرة على الخلق وهذا انتقال بلا واسطة.
¥