(متفق عليه).
13 - : إثبات البعث والجزاء: ?إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ? كل هذه الخلائق تؤوب إلى الله عز وجل، وحسابها عليه، لا يخرجون من سلطان الله، ولا ينفذون من ملكه.
ـ[محبة القرآن]ــــــــ[03 Aug 2010, 05:14 م]ـ
التفسير العقدي لجزء عم
سورة الفجر
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
(وَالْفَجْرِ (1) وَلَيَالٍ عَشْرٍ (2) وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ (3) وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ (4) هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ (5) أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ (6) إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ (7) الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ (8) وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ (9) وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ (10) الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ (11) فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ (12) فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ (13) إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ (14)
هذه السورة تسمى سورة (الفجر)، نسبة إلى إقسام الله تعالى بالفجر في مستهلها. وتظهر عليها سمات السور المكية في مقاصدها، وفي أسلوبها، وفي تنوع مقاطعها، وما تتضمنه من أنواع البلاغة، والتأثير، التي تأخذ بمجامع القلوب.
ولهذه السورة كما للسور المكية مقاصد منها:
1 - إثبات المعاد، والجزاء. وهذا في أولها، وأخرها.
2 - اطراد سنن الله في أعدائه.
3 - الكشف عن طبيعة النفس الإنسانية في السراء والضراء.
4 - بيان التلازم بين الإيمان من جهة، والأخلاق والسلوك من جهة أخرى.
(وَالْفَجْرِ) هذا قسم من الله عز وجل بالفجر. وقد اختلف المفسرون في المراد بالفجر؛ فقيل: إن المراد به فجر الصبح الذي يعرفه كل أحد. وقيل: إن المراد به صلاة الفجر، فعبر عن الوقت فعبر عن الصلاة بوقتها، لأنها اشرف ما فيه (وَقُرْآَنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآَنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا). القول الثالث: أن المراد النهار كله. وكأن من ذهب إلى هذا القول جعل هذا قسيمًا لقوله: (وَلَيَالٍ عَشْرٍ)، فجعل الآية الأولى للدلالة على النهار، لكون الآية الثانية تشير إلى الليل. وأقرب هذه الأقوال القول الأول. والله سبحانه وتعالى يقسم بما شاء من الأمكنة، والأزمنة، والمخلوقات. فمما أقسم الله تعالى به من الأزمنة (الفجر)، و (العصر)، و (الضحى)، و (الليل)، و (النهار)، ومن الأمكنة مثل (لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ)، وقوله (وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ)، ومن المخلوقات، مثل: (وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا. وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا)، و (التين والزيتون). وهكذا، فلله سبحانه وتعالى، أن يقسم بما شاء من مخلوقاته، فهاهنا قد أقسم بهذا الوقت، وفيه لفت انتباه إلى تغير الأحوال، وقدرة الله عز وجل على صبغ كل حال بصبغة خاصة، فحال الفجر ليس كحال الظهر، ولا العصر، ولا المغرب، مع أن الفجر يمثل نقلة من الليل إلى النهار، والمغرب نقلة من النهار إلى الليل، إلا أن بينهما فرقا.
(وَلَيَالٍ عَشْرٍ) هذه العشر هي ليالي عشر ذي الحجة. وكأن هذا التفسير محل إجماع بين المفسرين، كما أشار إلى ذلك أمامهم ابن جرير الطبري. وهي ليال، وأيام شريفة. والعرب تعبر بالليلة عن اليوم والليلة معًا، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (مَا الْعَمَلُ فِي أَيَّامِ الْعَشْرِ أَفْضَلَ مِنَ الْعَمَلِ فِي هَذِهِ قَالُوا: وَلاَ الْجِهَادُ؟ قَالَ: وَلاَ الْجِهَادُ. إِلاَّ رَجُلٌ خَرَجَ يُخَاطِرُ بِنَفْسِهِ، وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ بِشَيْءٍ) رواه البخاري.
(وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ) تضمنت هذه الآيات من المحسنات البلاغية (السجع)، وهو سجع غير متكلف، و (الطباق) بتقابل هذه المفردات. قيل إن المراد ب (الشَّفْعِ) الزوج، يعني العدد الزوجي و (وَالْوَتْرِ) الفرد، يعني العدد الفردي. وقيل: (الشَّفْعِ) يوم النحر، لكونه العاشر، و (الْوَتْرِ) يوم عرفة، لكونه التاسع. وقيل: (الشَّفْعِ) المخلوق و (الْوَتْرِ) هو الخالق. وكأن قائل ذلك لاحظ معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: (َإِنَّ اللَّهَ وِتْرٌ يُحِبُّ الْوِتْرَ) متفق عليه. وقيل إن المراد بهما: الصلاة المفروضة؛ فمنها ما هو شفع، ومنها ما هو وتر. فصلاة المغرب وتر، وبقية الصلوات شفع. والصحيح في هذه الأقوال ما دل على العموم، وهو اختيار
¥