وقد وافق ما في التفسير الميسر ما في التفسير المنتخب، حيث جاء في الأخير: (الذين صدَّقوا بالحق وأذعنوا له، يقاتلون فى سبيل إعلاء كلمة اللَّه والعدل والحق، والذين جحدوا أو عاندوا يقاتلون فى سبيل الظلم والفساد .. ).
ولو أنهم فسروا الآية بـ (الذين صدَقُوا في إيمانهم اعتقادًا وعملا يقاتلون في سبيل الله وذلك بنصرة الحق وأهله, والذين كفروا يقاتلون في سبيل الشيطان وذلك بطاعته والسير على طريقه في محاربة الحق وأهله, فقاتلوا أيها المؤمنون أهل الكفر والشرك الذين يتولَّون الشيطان, ويطيعون أمره, إن تدبير الشيطان لأوليائه كان ضعيفًا.).
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[23 Oct 2009, 03:13 م]ـ
2 - قال الله تعالى: ? الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً ? [النساء:76]
جاء في التفسير الميسر ما نصه: (الذين صدَقُوا في إيمانهم اعتقادًا وعملا يجاهدون في سبيل نصرة الحق وأهله, والذين كفروا يقاتلون في سبيل البغي والفساد في الأرض, فقاتلوا أيها المؤمنون أهل الكفر والشرك الذين يتولَّون الشيطان, ويطيعون أمره, إن تدبير الشيطان لأوليائه كان ضعيفًا.)
التعليق: في تفسير هذه الآية نظر من وجوه:
الأول: تفسيرهم لـ"يقاتلون" بـ "يجاهدون"، والقتال أخص من الجهاد؛ لأن القتال لا يكون إلا بالسلاح والسنان، وأما الجهاد فيكون باللسان والمال والسنان. وهذا التفسير يوحي بشيئ من الانهزام والضعف الذي وقع في بعض التفاسير المتأخرة عندما يتهرب أصحابها من ذكر قتال الكفار بالسلاح والسيف.
الأخ الفاضل أبا مجاهد
شكر الله لك
مادام أن الجهاد أعم من القتال فالقتال مندرج تحته فلا إشكال ما ذكرت من تهرب أصحاب بعض التفاسير من ذكر قتال الكفار لا يرد على ماذكر هنا لأنهم قالوا:
"فقاتلوا أيها المؤمنون أهل الكفر والشرك الذين يتولَّون الشيطان, ويطيعون أمره"
الثاني: تفسيرهم لـ "سبيل الطاغوت" بـ "سبيل البغي والفساد في الأرض" فيه نظر؛ لأن المراد بالطاغوت هنا: الشيطان.
جاء في تفسير الطبري: ("يقاتلون في سبيل الطاغوت"، يعني: في طاعة الشيطان وطريقه ومنهاجه الذي شرعه لأوليائه من أهل الكفر بالله.)
وفي الوجيز للواحدي: ("والذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت"، أَيْ: في طاعة الشَّيطان.)
وفي زاد المسير لابن الجوزي: (الطاغوت هاهنا: الشيطان).
وفي تفسير ابن كثير: ("الذين آمنوا يقاتلون في سبيل الله والذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت" أي: المؤمنون يقاتلون في طاعة الله ورضوانه، والكافرون يقاتلون في طاعة الشيطان.)
وفي تفسير الجلالين: ("وَاَلَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيل الطَّاغُوت" الشَّيْطَان .. )
ولا شك أن نظم الآية يدل على أن المراد بالطاغوت هنا: الشيطان، قال ابن عطية: (و "الطاغوت" كل ما عبد واتبع من دون الله، وتدل قرينة ذكر الشيطان بعد ذلك على أن المراد بـ "الطاغوت" هنا الشيطان.)
وقد وافق ما في التفسير الميسر ما في التفسير المنتخب، حيث جاء في الأخير: (الذين صدَّقوا بالحق وأذعنوا له، يقاتلون فى سبيل إعلاء كلمة اللَّه والعدل والحق، والذين جحدوا أو عاندوا يقاتلون فى سبيل الظلم والفساد .. ).
ولو أنهم فسروا الآية بـ (الذين صدَقُوا في إيمانهم اعتقادًا وعملا يقاتلون في سبيل الله وذلك بنصرة الحق وأهله, والذين كفروا يقاتلون في سبيل الشيطان وذلك بطاعته والسير على طريقه في محاربة الحق وأهله, فقاتلوا أيها المؤمنون أهل الكفر والشرك الذين يتولَّون الشيطان, ويطيعون أمره, إن تدبير الشيطان لأوليائه كان ضعيفًا.). [/ align][/size]
وهنا لا أرى وجه لتعقبك أخي الكريم لأن سبيل الطاغوت هي سبيل البغي والشر والفساد فهو تفسير الشيء بلازمه.
وفقك الله وسدد قلمك.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[23 Oct 2009, 07:04 م]ـ
الأخ حجازي الهوى! جعل الله هواك تبعاً لما جاء به حبيبك صلى الله عليه وسلم
أشكرك على التعليق
وأخبرك بأن وجهات النظر لا بد أن تختلف في كثير من المسائل، والأمر فيما ذكرتُ أنا وذكرتَ أنت قريب.
والتعليقات التي سأذكرها لا يعدو كثير منها أن يكون رأياً يحتمل الصواب والخطأ.
¥