تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[30 Oct 2009, 03:15 م]ـ

وما يلاحظ جيدا أن الأمر سبب ألما لزيد رضي الله عنه حتى أنه طلق زوجه بسبب تعاليها عليه، فأكرمه الله تعالى بذكر اسمه مع تخليد قصته المؤلمه في القرآن الكريم، وأي شرف ناله بذلك!

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين

وبعد:

ألا ترى أخي الحبيب بأن القول بتعالي أم المؤمنين عن أمر زوجها الذي أمرها الرسول صلى الله عليه وسلم بالزواج به وقبلت أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن هذا القول يحمل معصية لأمر الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد يرى الكثير من المشككين بهذا الدين أن في هذا القول غمز صريح بأم المؤمنين رضي الله عنها.

ونجد في بعض الروايات ما يدل صراحة على خلاف ذلك، ومن ذلك ما رواه الإمام الطبري حيث قال:

((حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد: كان النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم قد زوج زيد بن حارثة زينب بنت جحش، ابنة عمته، فخرج رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم يومًا يريده وعلى الباب ستر من شعر، فرفعت الريح الستر فانكشف، وهي في حجرتها حاسرة، فوقع إعجابها في قلب النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم، فلما وقع ذلك كرِّهت إلى الآخر، فجاء فقال: يا رسول الله إني أريد أن أفارق صاحبتي، قال: ما ذاك، أرابك منها شيء؟ "قال: لا والله ما رابني منها شيء يا رسول الله، ولا رأيت إلا خيرًا، فقال له رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم: أمسك عليك زوجك واتق الله ... ))

جامع البيان الطبري م/24 ت أحمد شاكر الرسالة - (20/ 274)

الله سبحانه وتعالى هو مقلب القلوب، فمنذ أن دخلت مسرّتها في قلب النبي صلى الله عليه وسلم، أخرج الله سبحانه وتعالى حبها من قلب سيدنا زيد رضي الله عنه وأرضاه.

وبعد انقضاء عدّتها تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم.

فالذي تطمئن له القلوب ويُرَجَّح من الروايات هو ما يثبت العفّة والطهارة لأمهات المؤمنين صلوات الله وسلامه عليهن أجمعين

وهذا ما ينبغي لنا أن نتدبّره في آيات القرآن الكريم.

وأعظم حكمة في هذه المسألة (زواج سيدنا زيد رضي الله عنه من السيّدة زينب بنت جحش رضي الله عنها) هي الحكم الشرعي الذي ما كان له أن يظهر تطبيقا عمليا إلا بهذا الزواج، في قوله تعالى: (لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَراً وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولاً) (الأحزاب:37)

لهذا كلّه نقدم القاعدة المعروفة عند أهل التفسير: العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب

والله سبحانه وتعالى الموفق والهادي إلى سواء السبيل

ـ[أم الأشبال]ــــــــ[31 Oct 2009, 07:14 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.

أما بعد:

أخي الكريم

بالنسبة للرواية التي ذكرتها فهي باطلة من عدة وجوه، أثبت بطلانها أهل التحقيق من أهل العلم، وهذا ما يؤيده سياق الآيات الكريمة وواقع الحال في ذلك الوقت، وهو سبب النزول وملابسات الأمر برمته، وهنا سبب النزول مهم لبيان الحكم الشرعي، فالآية لا يظهر منها أن زيد كان ابن الرسول صلى الله عليه وسلم بالتبني قبل أن تبطل الشريعة مثل هذا الأمر السائد في الجاهلية.

أما بالنسبة لسبب الشقاق الحاصل بين الزوجين فهو واضح، ولا أحتاج في إثباته للروايات الواهية السابقة، بل يكفيني أنه قد ثبت أن أم المؤمنين زينب ومنذ البداية رفضت الزواج:

عن ابن عباس قال: خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم زينب بنت جحش لزيد بن حارثة، فاستنكفت منه، وقالت: أنا خير منه حسبا -وكانت امرأة فيها حدة -فأنزل الله، عز وجل: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ} الآية كلها. " أهـ (تفسير ابن كثير)

وواضح أنها انصاعت للأمر لكن ما لا تملكه هو مشاعرها اتجاه زوجها، فكان الطلاق نتيجة متوقعة، ولو أراد الله سبحانه أن يبدل هذا الأمر لبدل مشاعرها، والله أعلم.

ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[01 Nov 2009, 01:36 ص]ـ

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير