تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

بالنسبة للرواية التي ذكرتها فهي باطلة من عدة وجوه، أثبت بطلانها أهل التحقيق من أهل العلم، وهذا ما يؤيده سياق الآيات الكريمة وواقع الحال في ذلك الوقت، وهو سبب النزول وملابسات الأمر برمته، وهنا سبب النزول مهم لبيان الحكم الشرعي، فالآية لا يظهر منها أن زيد كان ابن الرسول صلى الله عليه وسلم بالتبني قبل أن تبطل الشريعة مثل هذا الأمر السائد في الجاهلية

أما بالنسبة لسبب الشقاق الحاصل بين الزوجين فهو واضح، ولا أحتاج في إثباته للروايات الواهية السابقة، بل يكفيني أنه قد ثبت أن أم المؤمنين زينب ومنذ البداية رفضت الزواج:

عن ابن عباس قال: خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم زينب بنت جحش لزيد بن حارثة، فاستنكفت منه، وقالت: أنا خير منه حسبا -وكانت امرأة فيها حدة -فأنزل الله، عز وجل: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ} الآية كلها. " أهـ (تفسير ابن كثير).

من أسبق في التفسير أبن كثير أم الطبري، حتى وإن تجاوز ابن كثير في هذه المسألة عن بعض الأقوال التي أوردها الإمام الطبري والإمام أحمد بن حنبل رحمهما الله تعالى فلم يذكرها في تفسيره، فلا يعني ذلك بحال أن هذه الأقوال باطلة.

ثم هل ما سقته يبين حال أمنا زينب بنت جحش رضي الله عنها وأرضاها بعد أمر الرسول صلى الله عليه وسلم لها بالزواج من سيدنا زيد؟؟؟ وكيف ذلك؟؟؟

وواضح أنها انصاعت للأمر لكن ما لا تملكه هو مشاعرها اتجاه زوجها، فكان الطلاق نتيجة متوقعة، ولو أراد الله سبحانه أن يبدل هذا الأمر لبدل مشاعرها، والله أعلم.

كيف اتضح لكم ذلك؟؟؟ ثم أخي الحبيب أرى أنه يصعب علي القول بـ لوأراد الله كذا لفعل كذا، وفق فهمنا نحن، ولعل حكم الله خلاف ما نتناقش فيه أنا وأنت.

وأرجو من فضيلتكم قراءة هذه العبارات التي أنقلها لفضيلتكم من تفسير ابن كثير الذي اعتمدتم عليه في النقاش:

(لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَراً وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولاً) (الأحزاب:37)

الإمام الطبري أسبق من ابن كثير، وابن كثير ينقل عنه كثيرا في تفسيره؛

يقول ابن كثير (700 - 750هـ): ((وقال ابن جرير (الإمام أبو جعفر محمد بن جرير224 - 310هـ):

وقوله: {وَحَلائِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلابِكُمْ} أي: وحُرمت عليكم زوجات أبنائكم الذين ولدتموهم من أصلابكم، يحترز بذلك عن الأدعياء الذين كانوا يَتَبَنَونهم في الجاهلية، كما قال تعالى: {فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ [إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا]} الآية [الأحزاب: 37].

وقال ابن جُرَيْج: سألت عطاء عن قوله: {وَحَلائِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلابِكُمْ} قال: كنا نُحَدِّث، والله أعلم، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما نكح امرأة زيد، قال المشركون بمكة في ذلك، فأنزل الله [عز وجل] {وَحَلائِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلابِكُمْ} ونزلت: {وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءَكُمْ أَبْنَاءَكُمْ} [الأحزاب: 4]. ونزلت: {مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ} [الأحزاب: 40]))

تفسير القرآن العظيم ابن كثير م/ت سامي سلامة/8 - (2/ 253)

ويقول ابن كثير أيضا:

وقوله: {لِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا} أي: إنما أبحنا لك تزويجها وفعلنا ذلك؛ لئلا يبقى حرج على المؤمنين في تزويج مطلقات الأدعياء، وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان قبل النبوة قد تبنى زيد بن حارثة، فكان يقال له: "زيد بن محمد"، فلما قطع الله هذه النسبة بقوله تعالى: {وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءَكُمْ أَبْنَاءَكُمْ ذَلِكُمْ قَوْلُكُمْ بِأَفْوَاهِكُمْ وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ ادْعُوهُمْ لآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ}، ثم زاد ذلك بيانا وتأكيدا بوقوع تزويج رسول الله صلى الله عليه وسلم بزينب بنت جحش لما طلقها زيد بن حارثة؛ ولهذا قال في آية التحريم: {وَحَلائِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلابِكُم} [النساء:23] ليحترز من الابن الدَّعِي؛ فإن ذلك كان كثيرًا فيهم.

تفسير القرآن العظيم ابن كثير م/ت سامي سلامة/8 - (6/ 426)

أرجو من فضيلتكم عذري عن الفتور في النقاش لما أصابني من مرض أرهقني.

ـ[أم الأشبال]ــــــــ[22 Nov 2009, 05:40 ص]ـ

أرجو من فضيلتكم عذري عن الفتور في النقاش لما أصابني من مرض أرهقني.

أسأل الله لنا ولكم العفو العافية.

أما الروايات فقد كفانا أهل العلم مؤنة تحقيق ما ورد فيها ورد ما حقه الرد وقبول ما حقه القبول وفق القواعد والأصول المرعية.

ولا أعتقد أن مثلكم يخفى عليه ذلك، وإذا أردت أحلتك لما أشرت إليه.

وإذا تكرمتم لم أفهم قولك التالي:

" أرى أنه يصعب علي القول بـ لوأراد الله كذا لفعل كذا، وفق فهمنا نحن، ولعل حكم الله خلاف ما نتناقش فيه أنا وأنت " أهـ

أرجو التوضيح أخي الكريم.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير