تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

(وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ). هذه الجبال الرواسي، الشامخات، التي يضرب بها المثل في الثبات، تزول عن أماكنها، ويسيُّرها الله عز وجل، كما قال في الآية الأخرى: (وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ). وهذا هو أحد أحوال الجبال يوم القيامة، وهو حال التسيير؛ بأن تزول من أماكنها، التي كانت قد ثبتت، وأرسيت فيها، فتسير سيراً عجيباً. ثم يتلو هذا التسيير مرحلة النسف، كما قال الله تعالى: (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنْسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا). ويتلو هذا الحال مرحلة البس، والدق، حتى تعود هباءً منبثاً، كما قال الله عز وجل: (وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسًّا. فَكَانَتْ هَبَاءً مُنْبَثًّا). وهكذا ينبغي أن تجمع الآيات في القضية الواحدة، ليكتمل فهمها , فلا يقال إن هذا يعارض هذا , بل يقال: إن يوم القيامة يوم طويل، تحصل فيه هذه الأحداث المتنوعة، وتتوالى.

المصدر /التفسير العقدي لسورة التكوير .. من موقع ملتقى التفسير

للشيخ أحمد بن عبد الرحمن القاضي

(دك الأرض ونسف الجبال)

يخبرنا ربنا تبارك وتعالى أن أرضنا الثابتة وما عليها من جبال صم راسية تحمل في يوم القيامة عندما ينفخ في الصور فتدك دكة واحدة: {فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ وَحُمِلَتِ الأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ} [الحاقة: 13 - 15]، {كَلاَّ إِذَا دُكَّتِ الأَرْضُ دَكًّا دَكًّا} [الفجر: 21]، وعند ذلك تتحول هذه الجبال الصلبة القاسية إلى رمل ناعم، كما قال تعالى: {يَوْمَ تَرْجُفُ الأَرْضُ وَالْجِبَالُ وَكَانَتِ الْجِبَالُ كَثِيبًا مَّهِيلاً} [المزمل:14]، أي: تصبح ككثبان الرمل بعد أن كانت حجارة صماء، والرمل المهيل: هو الذي إذا أخذت منه شيئا تبعك ما بعده، يقال: أهلت الرمل أهيله هيلاً، إذا حركت أسفله حتى انهال من أعلاه. وأخبر في موضع آخر أن الجبال تصبح كالعهن وهو الصوف كما قال تعالى: {وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ} [القارعة:5]، وفي نص آخر: مثلها بالصوف المنفوش: {وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنفُوشِ} [القارعة:5]. ثم إن الله تبارك وتعالى يزيل هذه الجبال وعبر القرآن عن إزالتها مرة بتسييرها ومرة بنسفها: {وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ} [التكوير:3]، {وَإِذَا الْجِبَالُ نُسِفَتْ} [المرسلات:10].ثم بين الحق حال الأرض بعد تسيير الجبال ونسفها: {وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ وَتَرَى الأَرْضَ بَارِزَةً} [الكهف:47]، أي: ظاهرة لا ارتفاع فيها ولا انخفاض، كما قال تعالى: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا فَيَذَرُهَا قَاعًا صَفْصَفًا لا تَرَى فِيهَا عِوَجًا وَلا أَمْتًا} [طه:105 - 107].

المصدر/ القيامة الكبرى لعمر الأشقر - ص102

بحث الأخوات

ريحانة الشعر

مميزة

.

ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[27 Oct 2010, 05:28 م]ـ

ومن موقع أهل الحديث هذا الموضوع بعنوان: هول يوم القيامة نأخذه من أحوال الجبال أنقل لكم التالي:

إعلم أنه جل وعلا بين لنا هول وأحوال يوم القيامة في آيات من كتابه ومن بين هذه الأحوال أردت أن أستعرض معكم أحوال الجبال فإنها تعتبر من أعظم مخلوقات الله عزوجل كيف يذهبها ويزيلها وهذا مع صلابتها وقوتها فسبحان القوي العزيز

قال تعالى {وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ وَتَرَى الْأَرْضَ بَارِزَةً} [الكهف: 47] وقال سبحانه {يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاءُ مَوْرًا وَتَسِيرُ الْجِبَالُ سَيْرًا} [الطور:9، 10] وقال كذلك {وَسُيّرَتِ الجبال فَكَانَتْ سَرَاباً} [النبأ: 20] قال المفسرون أي تذهب من مكانها وتزول و ليس في لفظ الآيات ما يدل على أنها إلى أين تسير، فيحتمل أن يقال: إنه تعالى يسيرها إلى الموضع الذي يريده ولم يبين ذلك الموضع لخلقه والحق أن المراد أنه تعالى يسيرها إلى العدم

ثم ذكر أنه يوم القيامة يحمل الأرض و الجبال من أماكنها ويدكهما دكة واحدة وذلك في قوله {وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً} [سورة الحاقة: 14]

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير