تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

فقلت لهم ظُنُّوا بأَلْفَيْ مُدَجَّج ... سراتهم بالفارسي المسرج

فهو مشترك بين الاعتقاد الجازم وبين الاعتقاد الراجح.

وقال دريد بن الصمة:

فقلت لهم ظُنُّوا بأَلْفَيْ مُدَجَّج ... سراتهم بالفارسي المسرج

فهو مشترك بين الاعتقاد الجازم وبين الاعتقاد الراجح."

وقال تعالى:

(قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ) سورة البقرة (249)

قال الزمخشري في الكشاف:

" {قَالَ الذين يَظُنُّونَ} يعني الخُلّص منهم الذين نصبوا بين أعينهم لقاه الله وأيقنوه. أو الذين تيقنوا أنهم يستشهدون عما قريب ويلقون الله، والمؤمنون مختلفون في قوة اليقين ونصوع البصيرة."

فيظنون في الآيتين السابقتين بمعنى يعتقدون ويستيقنون ملاقاة الله وإن لم تحدث بعد.

ويسند القول أن الظن هنا هو بمعنى الاعتقاد الجازم أو اليقين قول الله تعالى:

(وبالآخرة هُمْ يُوقِنُونَ) (البقرة: 4)

ومن مواضع مجيء الظن بمعنى الاعتقاد الجازم قول الله تعالى:

(وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ) سورة القيامة (28)

فهنا هو متيقن الفراق لأن أسبابه أو أماراته أصبحت يقيناً مع أنه لم يحصل بعد.

ومن مجيء الظن بمعنى اليقين:

قول الله تعالى:

(وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ) سورة التوبة (118)

ومثله قول الله تعالى:

(إِلَيْهِ يُرَدُّ عِلْمُ السَّاعَةِ وَمَا تَخْرُجُ مِنْ ثَمَرَاتٍ مِنْ أَكْمَامِهَا وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَى وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ أَيْنَ شُرَكَائِي قَالُوا آَذَنَّاكَ مَا مِنَّا مِنْ شَهِيدٍ (47) وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَدْعُونَ مِنْ قَبْلُ وَظَنُّوا مَا لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ (48)) سورة فصلت

ولا يمكن حمل الظن في الآيتين على غير اليقين.

ومن مجيء الظن بمعنى اليقين:

قول الله تعالى:

(وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ وَظَنُّوا أَنَّهُ وَاقِعٌ بِهِمْ خُذُوا مَا آَتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) سور الأعراف (171)

(هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنْجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ) سورة يونس (22)

(وَرَأَى الْمُجْرِمُونَ النَّارَ فَظَنُّوا أَنَّهُمْ مُوَاقِعُوهَا وَلَمْ يَجِدُوا عَنْهَا مَصْرِفًا) سورة الكهف (53)

والظن في الآيات هو أن أسباب الهلاك متيقنة وإن لم يقع الهلاك نفسه.

والله أعلى وأعلم

ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[03 Nov 2009, 02:32 م]ـ

الأخوة الكرام،

1. لا يأتي الظن بمعنى اليقين، وإنما ذهبت الجماهير إلى هذا القول بعد أن فهموا الآيات الكريمة على غير وجهها.

2. "الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ": وهذا يعني أن النجاة يوم القيامة لا تكون لأهل اليقين فقط، بل تشمل الذين سلكوا بغلبة الظن.

3. "قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ ": لم يكونوا قد استيقنوا الشهادة.

4. " وظن أنه الفراق": يبقى للإنسان أمل في الحياة حتى آخر رمق.

5. "وَظَنُّوا مَا لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ": يبقى الإنسان متعلقاً بعفو الله ورحمته ويرجو النجاة حتى يواقع النار، وحتى عند مواقعتها يبقى طالباً للخروج متعلقاً برحمة الله.

6. "وَظَنُّوا أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ ": لاستشعارهم عظيم ما وقعوا فيه لم يستيقنوا أن تشملهم رحمة الله. والملجأ يقي من الخطر.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير