7. "وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ ": نعم لم يستيقنوا الهلاك ومن هنا كان الدعاء.
وطالما أنه يمكن فهم الآيات فهماً صحيحاً فلماذا نصرف الألفاظ عن ظاهرها؟!!
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[03 Nov 2009, 03:19 م]ـ
الأخوة الكرام،
1. لا يأتي الظن بمعنى اليقين، وإنما ذهبت الجماهير إلى هذا القول بعد أن فهموا الآيات الكريمة على غير وجهها.!!
أخي الكريم أبا عمرو
أليس في قولك هذا مبالغة!!؟
هل جماهير المفسرين فهموا الآيات على غير وجهها؟
2. "الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ": وهذا يعني أن النجاة يوم القيامة لا تكون لأهل اليقين فقط، بل تشمل الذين سلكوا بغلبة الظن.
لقد ربط الله النجاة والفلاح باليقين أخي الكريم قال تعالى:
(وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآَخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4) أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (5)) سور البقرة
أما المتشككون فلاحظ لهم في النجاة كما قال الله تعالى عنهم:
(وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا أَفَلَمْ تَكُنْ آَيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَاسْتَكْبَرْتُمْ وَكُنْتُمْ قَوْمًا مُجْرِمِينَ (31) وَإِذَا قِيلَ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَالسَّاعَةُ لَا رَيْبَ فِيهَا قُلْتُمْ مَا نَدْرِي مَا السَّاعَةُ إِنْ نَظُنُّ إِلَّا ظَنًّا وَمَا نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ (32)) سورة
واليقين بأمور بالغيب ومنه لقاء الله لا بد منه للنجاة وتأمل قول الله تعالى:
(اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ) سورة الرعد (2)
فمسألة غلبة الظن غير وارده.
3. "قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ ": لم يكونوا قد استيقنوا الشهادة .. !!
استيقان الشهادة لا علاقة له بموضوع الايمان بلقاء الله، الاعتقاد بلقاء الله يجب أن يكون مستقرا في نفس المؤمن مات شهيدا في ساحة القتال أو مات على فراشه.
4. " وظن أنه الفراق": يبقى للإنسان أمل في الحياة حتى آخر رمق .. !!
الأمل في النجاة لا ينافي اليقين من تحقق أسباب الهلاك، كيف وقد بلغت التراقي!
5. "وَظَنُّوا مَا لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ": يبقى الإنسان متعلقاً بعفو الله ورحمته ويرجو النجاة حتى يواقع النار، وحتى عند مواقعتها يبقى طالباً للخروج متعلقاً برحمة الله.
وهذه أيضا لا تنافي أن اليقين هنا أنه ليس هناك محيص ولا مفر.
6. "وَظَنُّوا أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ ": لاستشعارهم عظيم ما وقعوا فيه لم يستيقنوا أن تشملهم رحمة الله. والملجأ يقي من الخطر ..
أخي الكريم
الآية تدل على عكس ما ذكرت، بل إن هم تحققوا أن لا مخرج لهم من هذا المازق الذي وقعوا فيه إلا أن يشملهم الله برحمته ويتوب عليهم فتنفرج أزمتهم لا سيما أنهم استسلموا لأمر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم باعتزال الناس لهم ولم يدفعهم هذا إلى الخروج عن جماعة المسلمين وموقف كعب رضي الله عنه واضح في ذلك.
7. "وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ ": نعم لم يستيقنوا الهلاك ومن هنا كان الدعاء.!!
أخي الكريم المتيقن هنا وجود أسباب الهلاك ومقدماته وانعدام أسباب النجاة ولهذا كان الدعاء.
وعليه فلا أظن أن جمهور المفسرين لم يفهموا المعنى الصحيح ولم يخرجوا بالألفاظ عن ظاهرها.
والله أعلى وأعلم.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[03 Nov 2009, 05:10 م]ـ
أشكر كل من أفاد وشارك.
لعل المخرج في معنى الظن هو أن الظن درجات. فأدناه يقارب الشك وليس هو به وأعلاه يقارب اليقين وليس هو به. ويبقى باب التأمل في سبب التعبير بالظن في كل المواضع مفتوحاً، وقد اطلعتُ على كلام جيد في هذا الموضوع في مواضع كثيرة ليست بين يدي الآن، ولعلي أجدها وأنقلها فهذا من المواضع التي تعاورتها أقلام المفسرين واللغويين على مدى قرون.
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[03 Nov 2009, 05:22 م]ـ
¥