ـ[أحمد الفقيه]ــــــــ[13 Nov 2009, 04:46 م]ـ
أخي الدكتور وأستاذي الشيخ عبد الرحمن الشهري حفظك ربي
قلت ((وأعلم أنك سقت المسألة فرحاً بما تظنه موافقة من ابن الحاجب لرأيك واجتهادك، ولا شك أن طالب العلم يفرح بموافقة مثله فإن التفرد موحش))
نعم التفرد موحش والأخذ بقول الجمهور أولى ولكن ما المانع من الاجتهاد في هذه المسألة وخاصة أن العلة العقدية تعم أسماء الله وصفاته
وأما العلة النحوية تخص لفظ الجلالة (الله) فقط علما أنه لم يسمع (أيها الله) ولا (أيها الرحمن) ولا (أيها الرحيم) إلخ ..
فعلة النحاة إذن منطبقة على لفظ الجلالة (الله) فقط و لو سئل بعض نحاة عصرنا هذا عن نداء (الرحمن) بـ (أيها) لأجازه وإن لم يسمع ذلك فيه!!
فهل تطيب نفسك بذلك وأنت المفسر الأديب النحوي؟؟!!!
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[13 Nov 2009, 05:29 م]ـ
وأما العلة النحوية تخص لفظ الجلالة (الله) فقط علما أنه لم يسمع (أيها الله) ولا (أيها الرحمن) ولا (أيها الرحيم) إلخ ..
فعلة النحاة إذن منطبقة على لفظ الجلالة (الله) فقط و لو سئل بعض نحاة عصرنا هذا عن نداء (الرحمن) بـ (أيها) لأجازه وإن لم يسمع ذلك فيه!!
[/ color]؟؟ !!!
أخانا الكريم أحمد
ما ذهبت إليه هو الصواب في لفظ "أيها"
فالله تعالى لا يحتاج إلى تنبيه
والسمع لم يرد بذلك و أيضا فإن النفس تنفر منه في حق الله وإن جاز من ناحية اللغة وتقبله النفس في حق المخلوق وتأمل قول الشاعر:
يا أيها الملك الاجل مكانةً،،،،،،،،بين الملوك و يا أعزُ قبيلا.
إذا هي من باب الأدب مع الله تعالى.
أما ما قاله الشعراوي رحمه الله تعالى فيرد عليه ما تفضل به الدكتور عبد الرحمن.
وأظن أن العلة في حذف الهاء هو إشعار بما في نفس المتكلم من تهوين الخطب.
والله أعلى وأعلم.
ـ[أحمد الفقيه]ــــــــ[14 Nov 2009, 06:54 ص]ـ
هذه إجابة أحد المتخصصين في النحو في هذه المسألة:
(إن (يا) نفسها للتنبيه لأن النداء تنبيه، ولكن نداء الله مختلف عن نداء البشر، فنداء العبد ربه توجه إليه وتخصيص له بالخطاب، ولا يتصور فيه التنبيه الملازم لنداء البشر البشر.
أما أيها فإنها وصلة مبهمة توصف بما يزيل عنها الإبهام، والذي يزيل إبهامها فرد معين من جنس أو وصف لفرد معين من جنس، مثل: يا أيها الرجل، أو يا أيها القائم، والأصل فيها ألا توصف بالأعلام فلا يقال: يا أيها زيد، فإذا كان العلم فيه أل، جاز أن يأتي وصفا لأيها إجراء له على أصله في الوصفية نحو: يا أيها الحارث، وبما أنها توصف بفرد من جنس فإنها تشي بأن المنادى بعدها واحد من متعدد، نحو: يا أيها الرجل، فهذا تخصيص لرجل معهود من جنس الرجال .. وكذلك: يا أيها النبي، تخصيص لنبي معهود من بين الأنبياء، ومثل هذا مستحيل في علم الذات المقدسة سبحانه وتعالى، لذلك امتنع نداء لفظ الجلالة بـ (يا أيها)
أما نداؤه بأسمائه الحسنى التي تبين صفاته سبحانه فأرى أن ما كان منها لا يستعمل إلا في حقه فلا ينادى بـ (أيها) كاسم الرحمن، وما عدا ذلك فلا أرى مانعا من ندائه بـ (أيها) كأن تقول: يا أيها الرحيم الذي ليس لرحمته حدود ارحمني، كما جاز أن تقول: يا عظيما يرجى لكل عظيم ..
والله أعلم.))
فما تقولون حفظكم الله؟؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[19 Nov 2009, 05:19 م]ـ
الأخ الحبيب أحمد الفقيه رعاه الله وزاده علماً وأدباً
أنت أعلم مني بالنحو واللغة فأنت الآن تعدُّ للحصول على درجة الدكتوراه في النحو، في حين لم يتجاوز تحصيلي للغة مرحلة البكالوريوس، مع حبي الشديد للغة وقراءتي لكتبها وحرصي على التفقه فيها، ولذلك فلا مكان لهذه الألقاب التي وصفتني بها حفظك الله في قولك: (وأنت المفسر الأديب النحوي). فأين أنا من هذا رحمك الله وغفر لك.
ولذلك فقولكم في هذه المسألة أولى من قولي، ولكنَّه أدبكم وتواضعكم وفقكم الله.
أما مسألة امتناع لفظ الجلالة (الله) سبحانه وتعالى بتوسط (أيها) بين (يا) النداء وبينه فكما سبق الحديث حولها منك ومن الأخ حجازي الهوى وفقه الله والأخ النحوي الذي نقلت كلامه.
والخلاصة التي تظهر لي هي:
نداء لفظ الجلالة له خصوصيته، ونداءه مبني على السَّماعِ والتوقيف. ولو سُمِعَ من النبيِّ صلى الله عليه وسلم (يا أيها الله) لما كان لكلام النحويين مكان.
وتوجيهكم أخي أحمد للمسألة توجيه موفق، وله وجاهته، كيف وقد صدر من مثلك، وكلام ابن الحاجب فيه تقوية لرأيك. وعلى توجيهك فيمتنع نداء لفظ الجلالة بـ (أيها) ويمتنع نداء غيره من الأسماء (ألرؤوف) و (العليم) وغيرها كذلك؛ لهذه العلة أيضاً وهو أنه لا ينبه سبحانه وتعالى.
وأرجو أن يكون هذا قولاً يحفظ لكم في كتب النحو عند نقاش هذه المسألة في المستقبل، وليس هناك مانع من الاجتهاد في العلم، ولكن ليتك تحاول التحقق من عدم سبق أحد النحويين لهذا التوجيه، فقد تكون سبقت إليه من أحدهم ولا سيما أصحاب الحواشي كالخضري وأمثاله فلهم تفردات جميلة من مثل هذه.
وقد أحببت الاستناس برأي بعض الأصدقاء من أهل النحو فسألت الدكتور حسن بن محمد الحفظي فأعجبه هذا التوجيه وأثنى عليه. وسألتُ أيضاً د. سعود بن عبدالله الحسن وهو صديق عزيز من أهل النحو وهو رئيس قسم النحو بكلية اللغة العربية بالرياض فأعجبه هذا التوجيه وأكد على مسألة التوقيف في نداء لفظ الجلالة خصوصاً.
وقد راجعتُ بعض كتب النحو التي كنت أظنها ستتوسع في هذه المسألة فلم أجد فيها ما يتعلق بموضوعنا، ووعدني د. حسن الحفظي بالبحث أيضاً، ويبقى النقاش العلمي مفتوحاً حول هذه المسألة فالغرض هو الفائدة للجميع.
نفع الله بكم ورزقنا جميعاً الفقه في كتابه وفي لغة العرب فهي المفتاح.
¥