(فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ (101) فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (102) وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ (103)) سورة المؤمنون
وقد أخبر صلى الله عليه وسلم بأن النسب لا يغني عن العمل الصالح كما جاء في صحيح مسلم من حديث ابي هريرة رضي الله عنه قال:
" قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا نَفَّسَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ يَسَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ وَمَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللَّهِ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ إِلَّا نَزَلَتْ عَلَيْهِمْ السَّكِينَةُ وَغَشِيَتْهُمْ الرَّحْمَةُ وَحَفَّتْهُمْ الْمَلَائِكَةُ وَذَكَرَهُمْ اللَّهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ وَمَنْ بَطَّأَ بِهِ عَمَلُهُ لَمْ يُسْرِعْ بِهِ نَسَبُهُ"
أما سببه صلى الله عليه وسلم وهو الإيمان والعمل الصالح، ونسبه مع الإيمان والعمل الصالح فإنه لا ينقطع ولو ضعف العمل والأحاديث واضحة في ذلك.
وهذا من فضل الله العظيم على رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم:
( .... وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا) سورة النساء من الآية (113)
(وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى) الضحى (5)
أما قولك:
يأتي الناس بأعمالهم ويأت آل البيت بأنسابهم؟!
فلم يقل أحد أن أنساب آل البيت تنفعهم دون الإيمان والعمل الصالح.
ولكن نقول إن نسبهم ينفعهم مع الإيمان والعمل الصالح وهذا معنى الحديث.
أما قولك:
هل يجوز أن ينسب الرجل إلى أهل أمة؟
نقول الرجل ينسب إلى أبيه.
ولكن ابن البنت يقال له ابن كما قال النبي صلى الله عليه وسلم عن الحسن رضي الله عنه إن ابني هذا سيد.
وآل بيت النبي صلى الله عليه وسلم هم من بينهم الحديث.
5. وقد صح حديث زيد بن أرقم، ولكن هل يصح فهمه لمعنى أهل البيت؟ وإذا صح فهمه، فما بالنا نجده يدخل نساء الرسول في مفهوم أهل البيت ثم يخرجهن في رواية أخرى للحديث؟! وفي رأينا بعد التحقق لا ترادف في الآتية: الأهل، الآل، ذوي القربى.
أما هذه الفقرة الأخيرة فننتظر تحقيقك فيها.
وفق الله الجميع لما يحب وبرضى.
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[16 Nov 2009, 10:51 م]ـ
الأخ الكريم حجازي،
أقصد بكل ما طرحته أن يتنبه المسلمون إلى ضرورة الإنسجام في اعتقادهم وأحكامهم وأن لا يتناقضوا. وإسهاماً مني في ذلك أقدم لك هذه الملاحظات على ما ورد في مداخلتك:
1. " والذين آمنوا واتّبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم". فأين الدليل النصي الذي يخص المؤمنين من أقرباء الرسول عليه السلام ويميّزهم على باقي أهل الإيمان.
2. نحن في الصلاة نصلي على من آل إلى الرسول صلى الله عليه وسلم باعتقاد وتابعية. لأن الآل هم من يؤولون بنسب أو اعتقاد أو تابعية. والنسب هنا غير مراد، كما أن آل إبراهيم عليه السلام هم من آلوا إليه باعتقاد وتابعية. والنسب غير مراد حتماً لما نعلم من انحراف بني إسرائيل .. وما نقوله في تفسير آل محمد هنا هو ما يقوله كبار علماء.
3. أبو طالب في ضحضاح ليس لقرابته ولكن لبلائه في الدفاع عن الرسول عليه السلام، أما أبو لهب فما أغنت عنه القرابة شيئاً.
4. قول الرسول صلى الله عليه وسلم:"واصطفى مِن قريشٍ بَنِي هاشِم، واصطفانِي مِن بَنِي هاشِم" فيقصد به الخيرية بالمجمل، والرسول عليه السلام يقول:" خياركم في الجاهلية خياركم في الإسلام إذا فقهوا". وهنا نسأل: أين عبد الله، وأين عبد المطلب، في رأي أهل السنة؟!
5. لا نشك لحظة أن ابن البنت هو ابن وهو من الذرية، ولكنه لا ينسب إلى أهل أمه. ومعلوم أن الرسول عليه السلام لم يترك أبناءً حتى ينتسب إليه أحد. وفقط فاطمة وزينب ورقية وأم كلثوم وإبراهيم والقاسم وعبد الله هم من ينتسب إلى الرسول عليه السلام.
6. جاء في البخاري ومسلم عن أبي هريرة قال: لما أُنْزِلَتْ هذه الآية: "وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ" دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم قريشاً، فاجتمعوا. فَعَمَّ و خَصَّ فقال: "يا بني كعبِ بن لؤَيٍّ، أنقذوا أنفسَكم من النار. يا بني مُرَّةَ بن كعبٍ، أنقذوا أنفسكم من النار. يا بني عبدِ شمسٍ، أنقذوا أنفسكم من النار. يا بني عبد مَنَافٍ، أنقذوا أنفسكم من النار. يا بني هاشم، أنقذوا أنفسكم من النار. يا بني عبد المطلب، أنقذوا أنفسكم من النار. يا فاطمةُ، أنقذي نفسك من النار. فإني لا أملك لكم من الله شيئاً. غير أن لكم رَحِماً سأبُلُّها ببَلالِها". أي أصلها بصلتها.
¥