ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[16 Nov 2009, 11:41 م]ـ
الأخ الكريم حجازي،
أقصد بكل ما طرحته أن يتنبه المسلمون إلى ضرورة الإنسجام في اعتقادهم وأحكامهم وأن لا يتناقضوا. وإسهاماً مني في ذلك أقدم لك هذه الملاحظات على ما ورد في مداخلتك:
1. " والذين آمنوا واتّبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم". فأين الدليل النصي الذي يخص المؤمنين من أقرباء الرسول عليه السلام ويميّزهم على باقي أهل الإيمان.
.
يخصهم في ماذا؟
الله خص آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بخصائص وقد رأيت النصوص في ذلك. فما علاقة آية الطور بالموضوع؟
2. نحن في الصلاة نصلي على من آل إلى الرسول صلى الله عليه وسلم باعتقاد وتابعية. لأن الآل هم من يؤولون بنسب أو اعتقاد أو تابعية. والنسب هنا غير مراد، كما أن آل إبراهيم عليه السلام هم من آلوا إليه باعتقاد وتابعية. والنسب غير مراد حتماً لما نعلم من انحراف بني إسرائيل .. وما نقوله في تفسير آل محمد هنا هو ما يقوله كبار علماء ..
إذا سلمنا أن آل محمد صلى الله عليه وسلم هم أتباعه المؤمنون به، فلا يزال أهل بيته لهم منزلتهم الخاصة والآحاديث واضحة في ذلك.
3. أبو طالب في ضحضاح ليس لقرابته ولكن لبلائه في الدفاع عن الرسول عليه السلام، أما أبو لهب فما أغنت عنه القرابة شيئاً ..
أبو طالب في ضحضاح لشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم والحديث واضح في هذا.
4. قول الرسول صلى الله عليه وسلم:"واصطفى مِن قريشٍ بَنِي هاشِم، واصطفانِي مِن بَنِي هاشِم" فيقصد به الخيرية بالمجمل، والرسول عليه السلام يقول:" خياركم في الجاهلية خياركم في الإسلام إذا فقهوا". وهنا نسأل: أين عبد الله، وأين عبد المطلب، في رأي أهل السنة؟!.
إذا اصطفاهم لما فيهم من الخير وأخرج النبي صلى الله عليهم من أصلابهم، فكيف بالمؤمنين منهم من صلب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد وردت النصوص في فضلهم وما خصهم الله به من الكرامة إكراما لرسوله صلى الله عليه وسلم؟
فما هو المشكل في الأمر؟
5. لا نشك لحظة أن ابن البنت هو ابن وهو من الذرية، ولكنه لا ينسب إلى أهل أمه. ومعلوم أن الرسول عليه السلام لم يترك أبناءً حتى ينتسب إليه أحد. وفقط فاطمة وزينب ورقية وأم كلثوم وإبراهيم والقاسم وعبد الله هم من ينتسب إلى الرسول عليه السلام ..
لا أدري إلى اي شيء ترمي من وراء هذا الكلام!!
ذرية الحسن والحسين ينتسبون إلى النبي صلى الله عليه وسلم من جهة الأم وهم بعض آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ويلحق بههم من ورد في:
القولُ الصحيحُ في المرادِ بآل بيت النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم هم مَن تَحرُم عليهم الصَّدقةُ، وهم أزواجُه وذريَّتُه، وكلُّ مسلمٍ ومسلمةٍ من نَسْل عبدالمطلب، وهم بنُو هاشِم بن عبد مَناف.
ويدلُّ لدخول بنِي أعمامه في أهل بيته ما أخرجه مسلم في صحيحه (1072) عن عبدالمطلب بن ربيعة بن الحارث بن عبدالمطلب أنَّه ذهب هو والفضل بن عباس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يطلبان منه أن يُولِّيهما على الصَّدقةِ ليُصيبَا مِن المال ما يتزوَّجان به، فقال لهما صلى الله عليه وسلم: ((إنَّ الصَّدقة لا تنبغي لآل محمد؛ إنَّما هي أوساخُ الناس))، ثمَّ أمر بتزويجهما وإصداقهما من الخمس."
فما أدري ما هو الإشكال عندك!؟
6. جاء في البخاري ومسلم عن أبي هريرة قال: لما أُنْزِلَتْ هذه الآية: "وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ" دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم قريشاً، فاجتمعوا. فَعَمَّ و خَصَّ فقال: "يا بني كعبِ بن لؤَيٍّ، أنقذوا أنفسَكم من النار. يا بني مُرَّةَ بن كعبٍ، أنقذوا أنفسكم من النار. يا بني عبدِ شمسٍ، أنقذوا أنفسكم من النار. يا بني عبد مَنَافٍ، أنقذوا أنفسكم من النار. يا بني هاشم، أنقذوا أنفسكم من النار. يا بني عبد المطلب، أنقذوا أنفسكم من النار. يا فاطمةُ، أنقذي نفسك من النار. فإني لا أملك لكم من الله شيئاً. غير أن لكم رَحِماً سأبُلُّها ببَلالِها". أي أصلها بصلتها.
وهذا لا إشكال فيه؛ فبدون الإيمان وشهادة الحق لن يغني عنهما النبي صلى الله عليه وسلم شيئا، ولكن بعد إيمانهم خصهم الله بما شاء من فضله فما هو المشكل؟