تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

1)) علماء مثل اللحياني, والجوهري, والراغب الأصفهانى، وابن الأثير يرون أن القرآن مصدر على وزن "فعلان" كالرجحان والغفران والتكلان من قرأت, سمى به المقروء من باب تسمية اسم المفعول بالمصدر, ويعنى ذلك أنه قيل للقرآن قرآنا لأنه مقروء. [9]

2)) وقال الزجاج: إنه وصف على وزن فعلان مشتق من "القرء" بمعنى الجمع. [10]

3)) وقال قطرب: سمى القرآن قرأنا, لأن القارئ يظهره ويبينه من فمه أخذا من قول العرب: " ما قرأت الناقة سلاَ قط" أي: ما ألقت ولا رمت بولد. ووجه التشبيه أن قارئ القرآن يلفظه ويلقيه من فمه فسمى قرآنا. [11]

المذهب الثاني: ويرى هذا المذهب أن لفظ القرآن غير مهموز, وأصحابه على ثلاثة أقوال:

1)) قيل بأن لفظ القرآن مشتق من قرنت الشيء بالشيء إذا ضممت أحدهما إلى الآخر. وينسب هذا القول للإمام أبي الحسن الأشعري. [12]

2)) وقيل: إنه مشتق من القرائن لأن الآيات يصدق بعضها بعضا وتتشابه. وينسب هذا القول للفراء [13] , والقرطبي. [14]

3)) وقال البعض: إنه مشتق من "القري" وهو الجمع، ومنه قريت الماء في الحوض, أي: جمعته. وينسب الزركشي هذا القول إلى الجوهري. [15]

ولفظ القرآن على كلا المذهبين مشتق غير مرتجل, لكن على المذهب الأول نونه زائدة وعلى الثاني أصلية.

المذهب الثالث: وأما المذهب الثالث فهو القول المتفرد، وهو للإمام الشافعي - رحمه الله- وكان رأيه أن لفظ القرآن اسم علم مرتجل غير مشتق وليس مهموزا وهو خاص بكلام الله تعالى المنزل على محمد –صلى الله عليه وسلم-, مثل لفظي التوراة والإنجيل [16]. وقد رجح السيوطي في الإتقان [17] وكذالك بعض المعاصرين من أهل العلم رأي الأمام الشافعي وهو من هو في علمه بلغة العرب ومناحي كلامهم. [18]

وسواء كان لفظ القرآن مشتقا أم مرتجلا فهو علم بالغلبة والمعاني الوصفية- على القول باشتقاقه- مراعاة لكونها معاني معقولة وواضحة.

ولعل أقوى اعتراض في هذا الصدد هو ما يوجه إلى القول المنسوب إلى القراء بكون لفظ القرآن مشتق من القرينة, إذ لا يجمع مثل قرينة على وزن فعال في التكثير؛ لأن الجموع الواردة على وزن فُعال محصورة، ليس هذا منها. [19]

وأما من حيث تعريف لفظ القرآن وتنكيره, فقد فرق كثير من العلماء بين "القرآن" معرفا و "قرآن" دون تعريف.

ويمكن خلاصة ما فيل في هذا الصدد في نقطتين:

أولا: إن اللفظ المعرف بـ "أل" لا يصدق إلا على هذا الكتاب المبارك, أما غير معرف بـ "أل" فقد يراد به القرآن الكريم كقوله تعالى: ? {وقرآنا فرقناه لتقرآه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا?} [20] وقد يراد به غيره كقوله تعالى: {إن علينا جمعه وقرآنه, فإذا قرأناه فاتبع قرآنه} [21] فكلمة القرآن في هاتين الآيتين لا يقصد بهما القرآن الكريم بل معناه القراءة.

ثانيا: ذهب بعض أهل العلم إلى القول بأن لفظ القرآن معرفا إذا أطلق أريد به القرآن الكريم كله كقوله تعالى: {إن هذا القرآن يهدى للتي هي أقوم?} [22] وقوله عز وجل: ? {وأوحي الي هذا القرآن لأنذركم به?} [23] ولا يطلق على بعض القرآن إلا مقيدا لقول النبي –صلى الله عليه وسلم-: " زوجتكها بما معك من القرآن" [24]. و قول بعض أهل العلم: "يحرم على الجنب والحائض قراءة القرآن". فالقرآن هنا يصدق على أبعاض مخصوصة. أما لفظ القرآن منكرا فيصدق على الكل والأبعاض على السواء, بمعنى أنه إذا أطلق لا يقصد به مجموع القرآن كله إلا إذا دلت القرآن على ذلك.

والخلاصة: أن لفظ القرآن معرفا يراد به مجموع القرآن، ويطلق على الأبعاض بقرائن, فإن لم يكن معرفا كان إطلاقه على الكل وعلى الأبعاض سواء [25]. ويتبين من استقراء الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة أن لفظ القرآن يطلق فيها حينا على المجموع وحينا على الأبعاض [26] ومن أمثلة ذلك:

وقوله تعالى {إنا أنزلناه في ليلة مباركة?} [27]

وقوله تعالى: {إنا أنزلناه في ليلة القدر?} وقول النبي صلى الله عليه وسلم: "خيركم من تعلم القرآن وعلّمه" [28]

والراجح من الأقوال- والله أعلم- هو رأي الجمهور القائل بأن لفظ القرآن مصدر في الأصل كالغفران والشكران وهو عَلَم على هذا الكتاب الكريم من باب إطلاق المصدر على اسم المفعول. [29]

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير