يقع تقييم الرواية الحديثية كما ارى بين ثلاث اختيارات وهي:
الاختيار الاول: انها وجدت كمكمل للقران وضرورة دينية لعمل القران، وهي ذات نشأة دينية اصيلة وليست ثانوية، وهو الراي الذي عليه الغالبية العظمى من المنتمين للدين الاسلامي وباغلب مذاهبه كالمذهب السني والمذهب الشيعي ولا يرون غيره ويرون الخروج عنه هدما للاسلام وبالتالي كفرا بالله ورسوله، ولابد ان يواجهنا لهذا الاختيار سؤال؛ اذا فمن الذي اوجدها كمكمل للقران، ومن الذي اذن لها ومن اعطاها شرعية وجودها، واذا كان وجودها عملية اجتهاد فردي او جماعي، فكيف لنا ان نصوب او نخطيء هذا العمل وباي ميزان ياترى؟ وقطعا لا مناص ولاوجود لهذا التقييم في اي مكان غير القران الكريم، وباعتبار القران الكريم ليس نصا متفق عليه وحسب، وانما للمزايا التي ينفرد بها والتي يتجاهلها اهل الرواية والتي لا تأخذ نصيبها من التقييم الحق عند اغلب الناس،والتي هي بادية الوضوح في المصدر الرباني المتين، وللمواصفات التي يتمتع بها القران في عدم العورات وعدم مخالطة غيره وخلوه الجلي من الدس المحبط لاي تقرير بخلاف غيره الذي ولغ فيه، بل بالاحرى كوَّنه؛ اعداء القرءان، وبينما لم يقرر القران اي ملحق له كمكمل او مبيّن له، ولم يلحق له اي رواة ورجال سند لهذا القران، بل جعله الله للناس كافة ومطلقا من اي اوصياء عليه، وهو ضد زعم الرواية الحديثية لنفسها وللقران،
والاختيار الثاني: انها محض عمل فوضوي اواعتباطي تلقائي النشاة كنشاط بشري هامشي و لاتتميز بسوء القصد – النوايا – بل لها فوائد لا تنكر كما عليها مءاخذ لا تنكر،، ويدحض هذا الاختيار تعاظم المؤسسة الروائية والمؤسسات الملحقة بها وهيمنتها على مساحة كبيرة من الوعي الوهمي الديني (وبالاحرى اللاوعي واللادين) والتي لايمكن تصنيفها وفق الحالة الاعتباطية الهامشية،
والاختيار الثالث: الذي لا انكر الميل اليه، انه سيء القصد منذ اللحظة الاولى لتاسيسه ولا ينطوي على اي قيمة في ذاته ولا ينطوي على اي حسن قصد في دوافعه بل ارى انه جهد كيدي محض، [/ color]
فعلا عملك متواضع من أساسه أي بمعنى أدق أنه عمل وضيع فاقد للقيمة يصدق على صاحبه اختيارك الثالث الذي تميل إليه.
وإذا كنت تبرأ من سوء القصد فدع عنك الرواية وأجب عن أسئلتي حول ما تؤمن به: القرآن. هذا إن كنت تؤمن به.
كيف وصل إليك هذا الكتاب؟
وعلى من أنزل؟
وأين دارت الأحداث التي ذكرت فيه؟
ومن هم الشخصيات المذكورة فيه؟
وكيف نطبق الأوامر المجملة فيه؟
وهناك الكثير من الأسئلة أطرحها بعد أن تجيب على ما هو مطروح الآن.
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[07 Dec 2009, 11:25 ص]ـ
أود أن أشارك في أمر يتعلق بكتاب الله
وهو كتاب لم ينزل مجلداً من السماء بل نزل بهيئة متواترة هي التلقي من الملك والتلقي من الرسول، ثم من الصحابة إلخ.
وكان له تتابع زمني معروف ووقائع ونوازل إلخ
أما قوله تعالى:
(ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيرا)
فعبارة الآية وإشاراتها ليس فيها حصر التفسير في القرآن، وإنما أخبرت أن ما يجيء من الله إليك يا محمد بأيّ وجة من أوجه الوحي فهو (1) الحق (2) وأحسن تفسيراً.
وقوله (أحسن تفسيراً) أسلوب تفضيل؛ فهي لا تنفي أن يكون هناك تفسير آخر حسن وآخر سيئ أو تفاسير للمعنى مختلفة الزوايا.
فمن أين تبادر الحصر والتحديد؟
ومن طرائق القرآن (الفرقان) في تفسيره الأحسن ذاك: هي تكرار المعاني في أساليب مختلفة؛ حتى تتضح من كل زواياها.
والقرآن ليس فيه أي إشكال ذاتي. وهذا محل اتفاق ومحل تحدٍ أيضاً وموطن معجز.
ولا تأتي إليه الإشكالات (الإلقاءات الشيطانية مثلاً: ألقى الشيطان في أمنيته) إلا من خارجه أي من قارئه المبتلى بالعوارض، وهذا محل اتفاق بين الجميع ومحل تحد للناس أن يأتوا بشيء منه فيه اختلاف.
بل هو محل اتفاق أيضاً مع الأخ صاحب الموضوع حفظه الله تعالى.
والقرآن بذلك يعمل وحده، أي أن الناس ما فتئوا يستمعون إليه، فيتأثرون به، في تأليفه الصوتي ونظمه وخبره.
وهذا العمل لا ينافي اختصاص الله تعالى بعضَ الناس بفهم أشياء منه لم تتيسر لغيرهم، وهذه مزية لأبي بكر في يوم وفاته عليه الصلاة والسلام (لعلمه الذين يستنبطونه منهم).
¥