والتفسير هو: كشف المغطى؛ وكم من الناس لا تنكشف لهم أشياء كثيرة من معانيه؛ حتى يسألوا عنها.
وإليك من سورة النحل التي تذكر أنواعاً كثيرة من الوحي هذه الآيات: (وما أرسلنا من قبلك إلا رجالاً يوحى إليهم فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون بالبينات والزبر وأنزلنا عليك الكتاب لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون).
فهي تشرح مثل غيرها كيفيات الوحي وطبائع المخلوقات في العمل به.
وإلا .. فكيف عرفنا أن أمة النحل قد كانت منذ كانت عاملة بوحي السماء (الإلهامي) المجرد.
وكيف عرفنا أن الملائكة الكرام يفعلون ما يؤمرون (بالوحي).
وكيف عرفنا أننا نحن البشر اختصنا الله تعالى بالبيان، وكلفنا بفهم الوحي التنزيلي، ولم يجعل فهمنا آلياً، فهو بيان أو فهم مختلف بين الألسنة .. أصوات ومعان، واختصنا نحن العرب بالبيان العربي، واختصنا نزول القرآن بحين معلوم زمن الشعر العربي الأصيل.
وأمر رسوله ببيانه للناس، وأمر هذه الأمة ببيانه للناس من بعده.
التفسير لازمة من لوازم الكلام، ومحاولة إيجاد العلاقات بين أجزاء الكلام ما هي إلا محاولة بشرية للتفسير، ولكن قد يكون حسناً وقد يكون سيئاً، وقد يكون أحسن شيء في بابه، وقد يأتي ما هو أحسن من الأحسن، حتى نصل إلى فهم التفسير الأحسن، وقد يتعصي منه على عصر متقدم ما يكون من معلومات الأطفال في عصر متأخر، والعكس صحيح.
ولم يكن الرسول قرآناً يمشي فقط بمعناها المتبادر اليوم، بل يمشي بلوازمها المعروفة لدى العرب: يمشي في كل مكان ويتكلم ويسأل ويجيب ويغضب ويبتسم ويحارب ويسالم ويبين للناس ما نزل إليهم.
وإلا فإن يلزم على القول بحصر التفسير في القرآن إهدار حقائق نادرة ومقولات خالدة وتضييعها على البشرية وفصم العرى البيانية بين الله وبين عباده.
هل يستطيع كل إنسان أن يفهم كل القرآن: مستحيل. إلا دعوى مريضة لا عريضة فقط. وإلا لمن أن أراد أن يفرغ البحر الخصم في طست أو حوض سباحة على الأكثر!
لأنه نزل لكل الناس وكل الأجيال والأزمنة والأمكنة وذلك مظنة بذل الجهود البشرية لفهمه الصحيح، والاستفادة من كل ما يتعلق به على مدى التاريخ السابق من لدن البيان النبوي الذي هو وحي من السماء إلى كلام حكماء البشر.
ويلزم عليه أنك ستخاطب الإنجليز بلسان عربي لا يفهمونه إلا بعد دورة في تعليم اللغة العربية؛ أي بعد بضع سنين، وهذا تكليف بما هو فوق الطاقة، وهو مستحيل على الله تعالى.
إذا أقررت بضرورة ذلك في حالة الأمم غير الناطقة بالعربية لزمك أن تقره في حالة الجهال في أمة العرب؛ لأن العلة واحدة، وهي عدم العلم بالعربية التي نزل بها، وإذا أقررت به فإقصاؤك للتفسير البشري المستند إلى الأصول المتعارفة = واقع في غير محله.
والله الهادي إلى سواء السبيل.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[07 Dec 2009, 11:26 ص]ـ
أخي الكريم أمجد الراوي وفقه الله للخير
لم يكن تركي لنقاش ما طرحته عن عجز ولا ازدراء لكم معاذ الله، ولكنكم لم تقولوا شيئاً علمياً يستحق المناقشة، وإنما تثيرون تساؤلات تنادي على غياب أبجديات أصول التعامل الصحيح مع العلم بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم مما دفع الزملاء قبلي إلى تنبيهك إلى هذه الأصول وطرح بعض الأسئلة عليكم لمعرفة مستواكم العلمي حتى يعرفوا كيف يتأتون لتعليمك وإيصال المعلومة إليك، وأنت لا تزيد إلا تهرباً من الجواب، فلو عرفنا من أمجد الراوي من حيث السيرة العلمية والمؤهلات لعرفنا أين نقف، ولكنك تركتنا في عمياء. ونحن في حاجة ماسة إلى الوقت، وليس لدينا منه القدر الذي يمكننا من الاستمرار معك في لعبة البحث عن الكنز المفقود الذي تخفيه عنا.
فإن كنت ترى أننا تبرأ بنا الذمة فيما تسأل فيه من العلم فقد قلنا لك الرأي الذي نطمئن إليه وندعوك للأخذ به، وإن كنت لا ترانا مؤهلين لذلك فجئنا بعلم هو أهدى منه نتبعك فيه. وإلا فسوف نختار لأنفسنا.
ـ[امجد الراوي]ــــــــ[07 Dec 2009, 01:28 م]ـ
أخي الكريم أمجد الراوي وفقه الله للخير
¥