تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[07 Dec 2009, 09:34 م]ـ

الأخ الكريم عصام حفظه الله،

1. يذهب علماء الفلك إلى أن الشهر قمري والسنة شمسية. ومن هنا ليس هناك شهر شمسي. ولكن هناك سنة شمسية وسنة قمرية. ومن هنا نفهم قوله تعالى:"إنّ عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهراً ... ".

2. الصيام والزكاة والحج (الشعائر التعبدية) ترتبط دينياً بالشهور القمرية وبالتالي بالسنة القمرية، وما وراء ذلك من أمور الدنيا فمتروك للبشر لتقدير مصالحهم. ومن هنا نلاحظ أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يضع لنا تقويماً، بل كان ذلك من فعل عمر بن الخطاب رضي الله عنه.

3. يقول سبحانه:" الشمس والقمر بحسبان". ويقول سبحانه:" الشمس والقمر حسباناً". فهي تجري بحساب منضبط، ومن هنا يعتمد الناس على هذا الانضباط في حسابهم.

4. قوله تعالى:"وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة لتبتغوا فضلاً من ربكم ولتعلموا عدد السنين والحساب وكل شيء فصلناه تفصيلاً": وآية النهار هنا هي الشمس.

5. وردت لفظة يوم مفردة في القرآن الكريم 365 مرة، وهذا أمر لافت، لأننا نتعامل مع كتاب العليم الخبير، فلا صُدف.

6. أما أيها أدق في الحساب فهو يتفاوت بتفاوت الغرض. ومن هنا نجد أن الالتزامات المادية وغيرها من أمور الدنيا يُفضّل الناس السنة الشمسية، لأن ذلك يرفع الخلاف. وهذا مقصد شرعي. أما الحساب القمري فأنت تشهد كل عام اختلافات حادة.

ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[07 Dec 2009, 11:18 م]ـ

عندي تعقيب على كلام فضيلتك بحسب أرقام مشاركتك:

(1) مداراليوم والليلة فطرياً على الشمس، وكذلك الأسبوع، أما الشهر فقمري؛ لأن علامته مختصة بالأرض، لا كالشمس، وكذلك السنة تبعاً لجمع الشهور الاثني عشر.

(2) أمر الشهور من الأمور المنصوص عليها، وليس من الأمور الدنيوية المعفو عنها، فقد ذكر الله عدتها (اثنا عشر شهراً في كتاب الله)، ونصب عليها علامات (يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج)، ولم يستثن منها آجال الديون ولا عدة الطلاق والحمل والوفاة، وهي قطعاً ليست من العبادات الخمس (صوم زكاة حج).

بل إن استدارة الزمان (الواردة في حجة الوداع كما في البخاري) هي توافق السنة القمرية العربية مع السنة اليهودية، على ما حققه محمود باشا الفلكي، فبدآ منذئذ من يوم واحد، وهي نقطة فاصلة في التاريخ البشري من النسيء والكبس إلى التوافق مع التاريخ الكوني (إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض).

(3) الحساب القمري لا يلغي الحساب الشمسي بل يعتمد عليه ويراعيه في أعمال اليوم والليلة والأسبوع وفي الكسوف والخسوف والشتاء والصيف وفي الاتساق الشهري الذي ينشأ عنه استهلال الهلال.

والعكس صحيح في الحساب الشمسي فهو يلغي الحساب القمري تماماً، إلا في الظواهر الكونية كالمد والجز والخسوف ..

(4) تكامل آيتي الليل (القمر) وآية النهار (الشمس) هو الاعتدال المطلوب شرعاً، أما إلغاء آية الليل (القمر) في الأمور الدنيوية، فلا اعتبار به، لأن القمر مخلوق قبل التقاويم وباق في ظروف الأمم الحاضرة والبادية.

(5) ورد لفظ اليوم مفرداً 444 مرة

وورداً مجموعاً 27 مرة

وورد مثنى 3 مرات.

(والنقل بتصرف عن المعجم المفهرس)

ولم أفهم كيف حُسب عدد مرات ورود (اليوم) في القرآن بـ 365.

ولفظ (يوم) في القرآن لا يتخصص بمدلول واحد؛ لأنه من الألفاظ المشتركة، فتارة يكون من الأيام التي نعدّها، وتارة يكون بحساب آخر يفوق قدرات البشر (وإن يوماً عند ربك كألف سنة مما تعدون) (في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة) (كل يوم هو شأن)، وتارة يوم القيامة الذي لا شمس فيه ولا شتاء!.

(6) اختلافات الناس في حساب رمضان وشوال .. ليس لإشكال في العلامات المنصوب؛ القمر وهلاله؛ فهي آية دالة على عظمة الخالق الذي أخبرنا أنه قدرها منازل متناهية الدقة، تفوق أجزاء الثانية الواحدة من ملايين السنين، كالكسوف والخسوف.

ولكن الاختلاف الواقع لأسباب كثيرة منها سياسي، ومنها قصور العلم، ومنها تخلف قومنا في علم الفلك، وارتباكهم المذهل في استخدام آلات التقنية الحديثة، وغلبة التقليد عليهم، أكثر من التفهم، ومنها إهمال قدر هذه الآية الباهرة.

وأظن أن سارحة الليل سرحت بنا.

بارك الله فيك.

ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[07 Dec 2009, 11:47 م]ـ

الأخ الكريم عصام حفظه الله،

1. أعيد التذكير بأن الشهر عند علماء الفلك هو قمري، ولا وجود للشهر الشمسي في الفلك. وعلى أية حال فالسنة الشمسية كالقمرية تتألف من 12 شهراً. ولم نقل إن السنة القمرية ليست من مواقيت الناس الزمانية. ولكننا نقول والشمسية أيضاً.

2. كانت العرب في الجاهلية تتلاعب في الأشهر القمرية (النسيء). وفي حجة الوداع قام الرسول صلى الله عليه وسلم بضبط التوقيت. ولكن اللافت أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يضبط لنا بداية تقويم كما فعل عمر رضي الله عنه، مما يؤكد أن هذا من مهمة الناس استناداً إلى ما هو كوني.

3. نحن في العالم الإسلامي نستند إلى التقويم الشمسي والقمري ولا إشكال.

4. وردت كلمة (يوم، يوما) في القرآن الكريم 365 مرة، مع ملاحظة أن المعجم المفهرس قد أسقط كلمة واحدة أشار إليها في البداية. أما إذا أحصينا كلمات مثل (يومئذ) فسيختلف الإحصاء. وهذه مجرد ملاحظة لا يجوز تجاوزها ونحن نتعامل مع ألفاظ القرآن الكريم.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير