ـ[أبو يعقوب]ــــــــ[14 Jan 2010, 01:14 ص]ـ
رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح الجنان
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[14 Jan 2010, 04:58 ص]ـ
إنا لله وإنا إليه راجعون
رحمه الله رحمة الابرار وألحقه بكل من أنعم عليهم من عباده الأخيار.
ـ[يسري خضر]ــــــــ[16 Jan 2010, 12:01 ص]ـ
يقول الأستاذمحمديوسف عدس
"فوجئت بنبأ وفاة واحد من أعز أصدقائي هو الدكتور عبد العظيم الديب .. لم تكن علاقتي به مجرد زمالة جمعتنا لعشر سنوات بجامعة قطر في الفترة من سنة 1980 إلى سنة 1990ولكنها علاقة إنسانية وصداقة حميمة بدأت في الخمسينات من القرن الماضي، واستمرت بعد جامعة قطر إلى يوم وفاته .. نعم .. لقد سافرت كثيرا وتغيبت طويلا عن مصر والعالم العربي سنوات عديدة ولكني ما أن أعود وألتقي به حتى نستعيد معا ذلك الدفءْ العاطفي الأخوي، وتلك الصلات الروحية والفكرية المتبادلة التي لم تستمر فحسب، وإنما ازدادت ثراء وتدفّقا مع مرور الأيام ونُضج الخبرة واتساع آفاق المعرفة ..
أذكر أن أول لقاء لي به كان في مسكني بمنيل الروضة في القاهرة .. كان هو طالبا في كلية دار العلوم وكنت طالبا في كلية الآداب بنفس الجامعة .. كان سكنه على مقربة منى .. وكنا في شهر رمضان فدعوته لتناول الإفطار فاستجاب .. ثم امتد الحديث بنا في تلك الليلة إلى قرب وقت السحور، فطلبت منه البقاء لنتناول السحور معًا .. ولكنه اعتذر لتوقّعه ضيوفا من بلدته سيصلون إليه في ذلك الموعد .. وبينما نحن واقفين خارج الشقة نودّعه هبّ هواء من الداخل فأغلق الباب ومفتاح الشقة بداخلها .. وحاولنا فتح الباب فاستعصى .. وأُسْقط في يديْ .. فقد كان الوقت متأخرا ولا أمل في الحصول على مساعدة من أحد .. ولكن الدكتور عبد العظيم هوّن الأمر عليّ .. قال: لا تيأس سنجد حلا إن شاء الله وإن لم نجد فستقضى الليلة عندي حتى الصباح ..
لم نجد في الحي كله ساهرا سوى صاحب مخبز قريب فاتجهنا إليه وسألناه أن يقرضنا مفكّ لمعالجة باب شقتنا الذي أغلقه الهواء علينا .. ولكن الرجل تشكك في هذا السلوك وسألنا بخبث: شقة منُ يا ترى تريدون سرقتها .. ؟؟ وهممت أن أعنّفه على سوء ظنه .. ولكن صديقي عبد العظيم تدارك الموقف ودخل في حوار هادئ مع الرجل حتى أقنعه بمساعدتنا فقام بنفسه وجاء معه بأدواته .. ولم يتركني الدكتور عبد العظيم حتى اطمأن عليّ ثم استأنف رحلة العودة إلى مسكنه ..
كان الدكتور عبد العظيم يكبرني سنا ببضع سنوات قليلة، ولكنّ هذه الواقعة كشفت لي فيه عن روح أبوّة رحيمة، وشعور ناضج بالمسئولية تجاه أصدقائه .. وصبر عجيب على مواجهة المصاعب .. وقدرة على الاحتمال وعلى الإقناع والتفاهم حتى مع البسطاء من الناس .. ومع أكثر الأيديولوجيين المخالفين شراسة وتعصّبا .. وهى خصال لم تكن متوفّرة عندي .. إنما اكتسبتها منه .. فيسّرت عليّ كثيرا من الصعوبات في مستقبل حياتي .. منذ تلك الواقعة لم تنقطع صلتي بالدكتور عبد العظيم الديب ..
أعلم أنني لا أستطيع أن أنافس إخوانه وأصدقاءه ومريديه ومحبّيه -وما أكثرهم- في إحصاء أعماله وإنجازاته العلمية وعشقه للمعرفة .. ولكنى اطلعت على بعض جوانب من شخصيته الإنسانية ربما لم يطلع عليها أحد غيري .. وهى ما أريد الإشارة إليها هنا لتجلية جوانب من هذه الشخصية الفذة التي لم تجد ما كانت تستحقه من تكريم في وطنه الأم مصر.
فقدت ابني "باسم" سنة 1983 في حادث أليم أثناء وجودي في قطر في بعثة مع اليونسكو .. وكان في السنة الأولى بالجامعة في كانبرا .. فسافرت مسرعا إلى استراليا حيث حضرت إجراءات دفنه وعدت بعد عشرة أيام إلى عملي في الدوحة ولكن أي عودة .. ! لقد شعرت أن عشر سنوات قد انسلخت من عمري لا عشرة أيام فحسب .. عدت شبح إنسان .. وأدرك الدكتور عبد العظيم هول ما تحوّل إليه حالي فلازمني بالزيارة اليومية في منزلي على مدى شهر كامل بانتظام .. دون ملل .. كان يقضى معي يواسيني ساعة أو ساعتين كل يوم ..
¥