ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[24 Jan 2010, 12:09 ص]ـ
أخي الكريم طارق بن عبد الله
لاريب فيما ذكرت بأن الجزم لشخص بعينه بالشهادة لايكون إلا عن طريق الوحي أومن أجمعت الأمة على ذلك له
إذا اتفقنا على ذلك فما الداعي لما بعده؟
ولكن بالله عليك
أما وقد سألتني بالله فإليك الجواب بعيدا عن العواطف والمداهنات:
رجل وقف أمام طاغية جائر حكم بغير ما أنزل الله يدعوه إلى منهج الله وإقامة دينه يتمسك بدعوته إلى الله رغم كل المحن وألوان العذاب ثابتا أمام الفتن والإغراءات يتأبى أن يسترحم لذلك الباطل رافضا كل مساوماته.
الذي لا يعلمه كثير من الناس أن سيد قطب كان حريصا على قتل عبد الناصر وكان يخطط لذلك بشهادة قائد التنظيم السري للإخوان مع سيد قطب في 1965 في مذكراته حيث يقول ص 106 - 108:
((وفي أحد الاجتماعات فاجأنا الأستاذ سيد قطب بأنه وردت إليه معلومات من مكتب المشير تقول: نضرب الإخوان الآن أم ننتظر عليهم بعض الوقت؟ وقال: إن هذه المعلومات أكيدة وكان من رأيه أن نسرع في تدريب المجموعات التي ستقوم بتنفيذ أي عمليات فنعطيها أولوية في العمل وأن نشتري بعض الأسلحة.))
وبعد أن تكلم على الأسلحة قال ص 114: ((ومن الشخصيات التي كانت عرضة للاغتيال: جمال عبد الناصر والمشير وزكريا محيي الدين.
وبعض المنشآت التي ورد أنها لابد أن تحطم وتدمر ومنها: مبنى الإذاعة والتلفزيون ومحطات الكهرباء وهدم القناطر الخيرية.))
هذا ليس كلام مبغض لسيد قطب متحامل عليه بل كلام محب له منطو تحت تنظيمه , فهل هذا التخطيط للاغتيالات ولتدمير المنشآت من الإسلام في شيء ومن دعوة الحق؟
وهل من الإسلام أو حتى من العقل والرأي أن نناطح الحكام ولو كانوا طغاة ونحن عاجزون عن ذلك؟
إن عبد الناصر لن يكون شرا في ظاهره من الحجاج بن يوسف الذي قال فيه عمر بن عبد العزيز: لو جاءت كل أمة بخبيثها وجئناهم بالحجاج لغلبناهم وقال أبو بكر بن عياش عن عاصم بن أبي النجود ما بقيت لله حرمة إلا وقد ارتكبها الحجاج وقال عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاوس أن أباه لما تحقق موت الحجاج تلا قوله تعالى فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين. (البداية والنهاية 6/ 238) وإن سيد قطب لن يكون في ظاهره خيرا من عمرو بن عبيد الذي قال فيه الحسن البصري هذا سيد شباب القراء ما لم يحدث. (البداية والنهاية 10/ 79).
ومع هذا فقد قال سلام بن أبي مطيع لأنا بالحجاج أرجى مني لعمرو بن عبيد لأن الحجاج قتل الناس على الدنيا وعمرو بن عبيد أحدث للناس بدعة شنعاء قتل الناس بعضهم بعضا. (البداية والنهاية 9/ 137) وكتب سيد قطب ملئى بكلام أشد من كلام عمرو بن عبيد فماذا لو أنصفنا وتجردنا وتركنا التعصب.
إن جمال عبد الناصر قد مات وماتت معه أقواله وأعماله يحاسب بها عند ربه عز وجل وإن سيد قطب قد قتل وكان قتله سببا في بقاء أفكاره التي تكفر المجتمع كله حتى المصلين والمؤذنين والأئمة وذلك بشهادة الشيخ القرضاوي نفسه.
فأي الرجلين كانت جنايته على الدين أعظم أالحجاج أم عمرو وجمال أم سيد؟
لقد أجاب أحد جهابذة السلف عن الأولين بقوله الآنف: لأنا بالحجاج أرجى مني لعمرو بن عبيد لأن الحجاج قتل الناس على الدنيا وعمرو بن عبيد أحدث للناس بدعة شنعاء قتل الناس بعضهم بعضا.
فلو قلنا في الآخرين ماقاله ذلك العالم في الأولين ألا نكون منصفين؟
إن سيد قطب لم تعجبه خلافة عثمان رضي الله عنه وأخرج خلافته من الخلافة الراشدة واعتبرها فجوة في الإسلام وأثنى على الثورة التي قتلت عثمان , فهل يعجبه حكم عبد الناصر؟
وانظر كتاب العدالة الاجتماعية ص 159 , 172.
يشهد له السواد الأعظم من علماء الأمة ودعاتها ممن عرفوا بالاستقامة
كثيرا من الراسخين في العلم يقدحون في منهج سيد قطب وإن تركوا شخص الرجل أو ترحموا عليه لحماسته وممن يقدح في منهج سيد علامة الزمان الإمام الألباني والشيخ محمد سعيد رسلان وفي موقعه ملف كامل عن طامات سيد قطب من كتبه بل وحتى القرضاوي رد أفكار سيد واعتبره مسئولا عن التطرف والتكفير في العالم الإسلامي , وحتى من دافع عن سيد وكتبه كان عمدته في دفاعه أن سيد ليس من العلماء - وهذا تلطف منهم إذا معناها أنه جاهل بالدين ـ فرجل يدافع عنه محبوه بأنه جاهل بالدين هل يصح إطرائه بكل هذه الألقاب؟
زمن طغت فيه الجاهلية إيما طغيان تسوم الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا ألوان العذاب تقتل منهم وتشرد فيهم وتمزق فيهم كل ممزق
قال الشيخ الفوزان حفظه الله: أما ما بعد الإسلام فلا يقال له: جاهلية. لأن الجاهلية زالت ولله الحمد بالإسلام والعلم موجود ورثه الرسول صلى الله عليه وسلم , فبعد بعثة هذا الرسول زالت الجاهلية العامة , أما بقايا الجاهلية أو خصال من أمور الجاهلية فقد تبقى في أفراد من الناس أو طوائف من الناس المسلمين لكن أن يقال: الناس كلهم في جاهلية كما يطلقه بعض الكتاب الجهال فهذا باطل فقد يبالغ بعض الكتاب الجهال فيصفون هذا الوقت بوقت الجاهلية فيقول بعضهم: جاهلية القرن العشرين وهذا تعبير خاطئ وقول باطل كما نبه على هذا شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه اقتضاء الصراط المستقيم. (المجموع الفريد شرح كتاب التوحيد 2/ 65).
¥