تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[فيوض]ــــــــ[27 Jan 2010, 09:19 ص]ـ

((الخاطرة العاشرة)

الاستسلام المطلق للاعتقاد في الخوارق و القوى المجهولة خطر، لأنه يقود إلى الخرافة

ويحول الحياة إلى وهم كبير، ولكن التنكر المطلق لهذا الاعتقاد ليس أقل خطرا

لأنه يغلق منافذ المجهول كله، وينكر كل قوة غير منظورة، لا لشىء إلا لأنها قد تكون

أكبر من إدراكنا البشري في فترة من فترات حياتنا، وبذلك يصغر من هذا الوجود

مساحة وطاقة، و قيمة كذلك، ويحده بحدود " المعلوم " وهو إلى هذه اللحظة

ـ حين يقاس إلى عظمة الكون ـ ضئيل، جدآ ضئيل.

إن حياة الإنسان على هذه الأرض سلسلة من العجز عن إدراك القوى الكونية

أو سلسلة من القدرة على إدراك هذه القوى، كلما شب عن الطوق

وخطا خطوة إلى الامام في طريقه الطويل.

إن قدرة الإنسان في وقت بعد وقت على إدراك إحدى قوى الكون التى كانت مجهولة له

منذ لحظة وكانت فوق إدراكه في وقت ما، لكفيلة بأن تفتح بصيرته على أن هناك قوى أخرى

لم يدركها بعد لأنه لا يزال في دور التجريب!

إن احترام العقل البشري ذاته لخليق بأن نحسب للمجهول حسابه في حياتنا

لا لنكل إليه أمورنا كما يصنع المتعلقون بالوهم والخرافة، ولكن لكى نحس عظمة

هذا الكون على حقيقتها، ولكى نعرف لأنفسنا قدرها في كيان هذا الكون العريض

وإن هذا لخليق بأن يفتح للروح الانسانية قوى كثيرة للمعرفة، وللشعور بالوشائج

التي تربطنا بالكون من داخلنا وهى بلا شك أكبر وأعمق من كل ما أدركناه بعقولنا حتى اليوم

بدليل أننا ما نزال نكشف في كل يوم عن مجهول جديد، وأننا لا نزال بعد نعيش

ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[27 Jan 2010, 10:40 ص]ـ

(الخاطرة التاسعة)

إنهم قليلون، قليلون في تاريخ البشرية، بل نادرون!

ولكن منهم الكفاية، فالقوة المشرفة على هذا الكون، هي التى تصوغهم

وتبعث بهم في الوقت المقدر المطلوب

كم هو جميل أن يجد الإنسان لذة القراءة ومتعة العقل وراحة البال وهدوء النفس وهو يقرأ , ولكن الأجمل أن يفهم ما يقرأ فما المراد بالقوة المشرفة على هذا الكون؟ وهل هذا التعبير صحيح شرعا؟ أم أن الأديب لا يسأل عما يكتب والإبداع ليس له حدود يقف عندها؟

ـ[فيوض]ــــــــ[27 Jan 2010, 03:00 م]ـ

(الخاطرة الحادية عشرة)

من الناس في هذا الزمان من يرى في الاعتراف بعظمة الله المطلقة غضا من قيمة الإنسان

وإصغارا لشأنه في الوجود: كأنما الله والإنسان ندان يتنافسان على العظمة والقوة في هذا الوجود!

أنا أحس أنه كلما ازددنا شعورأ بعظمة الله المطلقة زدنا نحن أنفسنا عظمة لأننا من صنع إله عظيم.

إن هؤلاء الذين يحسبون أنهم يرفعون أنفسهم حين يخفضون في وهمهم إلههم أو ينكرونه

إنما هم المحدودون الذين لا يستطيعون أن يروا إلا الأفق الواطىء القريب.

إنهم يظنون أن الإنسان إنما لجأ إلى الله إبان ضعفه وعجزه، فأما الآن فهو من القوة

بحيث لا يحتاج إلى إله، كأنما الضعف يفتح البصيرة والقدرة تطمسها!

إن الإنسان لجدير بأن يزداد إحساسآ بعظمة الله المطلقة كلما نمت قوته

لأنه جدير بأن يدرك مصدر هذه القوة كلما زادت طاقته على الإدراك.

إن المؤمنين بعظمة الله المطلقة لا يجدون في أنفسهم ضعة ولا ضعفا، بل على العكس

يجدون في نفوسهم العزة والمنعة باستنادهم إلى القوة الكبرى المسيطرة على هذا الوجود

إنهم يعرفون أن مجال عظمتهم إنما هو في هذه الأرض وبين هؤلاء الناس

فهى لا تصطدم بعظمة الله المطلقة في هذا الوجود.

إن لهم رصيدأ من العظمة والعزة في إيمانهم العميق لا يجده أولئك الذين ينفخون

أنفسهم كـ " البالون " حتى ليغطي الورم المنفوخ عن عيونهم كل آفاق الوجود

.

ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[27 Jan 2010, 10:19 م]ـ

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة .. سندس ..

(الخاطرة التاسعة)

إنهم قليلون، قليلون في تاريخ البشرية، بل نادرون!

ولكن منهم الكفاية، فالقوة المشرفة على هذا الكون، هي التى تصوغهم

وتبعث بهم في الوقت المقدر المطلوب

(الخاطرة الحادية عشرة)

بل على العكس يجدون في نفوسهم العزة والمنعة باستنادهم إلى القوة الكبرى المسيطرة على هذا الوجود

.

كم هو جميل أن يجد الإنسان لذة القراءة ومتعة العقل وراحة البال وهدوء النفس وهو يقرأ , ولكن الأجمل أن يفهم ما يقرأ فما المراد بالقوة المشرفة على هذا الكون؟ وما المراد بالقوة الكبرى المسيطرة على هذا الوجودوهل هذا التعبير صحيح شرعا؟ أم أن الأديب لا يسأل عما يكتب والإبداع ليس له حدود يقف عندها؟

أخشى أن يقع المحبون لسيد قطب في قول الله تعالى (ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله) لأنهم يغضبون لسيد إذا بين عالم خطأه من كتبه , ولا يغضبون لله إذا أخطأ سيد فسماه بما لم يسم به نفسه ولا سماه به رسوله صلى الله عليه وسلم (والذين آمنوا أشد حبا لله) اللهم اجعلنا من هؤلاء ولا تجعلنا من أولئك.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير