أحييك أخي الدكتور عبدالرحمن على هذه الصفحة وإن كنت لا أزال أرى أنها " أديبة " إلى حد بعيد، وهو ما لا يحمد في " الأدب "!
لي طلب عند يا صديقي العزيز:
في " اشتياق " لقراءة أبيات " اليماني " و " المالي " و فتاة الغنج والدلال " الغانية - بتخفيف الياء - الغانيّة؛ بتشديدها " فهي من روائع الأدب المعاصر.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[19 Jun 2010, 12:14 ص]ـ
الأخ العزيز فهد الجريوي: أشكرك على حرصك وعنايتك، مع كمال أدبك وحسن استشهادك، وقد أعجبتني مختاراتك من كتب العلم والأدب، والتي تنادي على ما وراءها من العقل والفطنة، زادك الله من فضله، وأسبغ عليك نعمه.
الصديق الحبيب أبا إبراهيم الجكني: لقد صحبتك في رحلتنا للمغرب فكنت نعم الرفيق والصاحب، وقد أفدتُ من أدبك وحسن أخلاقك، كما أفدتُ من علمك ودقة بحثك، فزادك الله من فضله، وأحسن إليك في الدنيا والآخرة. وأما قصة الفتاة الغينية، فسأعيد روايتها لك وللزملاء القراء تلبية لرغبتك، وسأجعلها هنا حتى لا يتقطع بنا الحديث.
كان الشاعر عبدالله بن يحيى العلوي من شعراء اليمن الفضلاء، وكان مندوباً للإمام أحمد بن حميد الدين ملك اليمن في زمانه ينيبه في حضور بعض المؤتمرات الدولية، وكان يعود فيصوغ تقاريره شعراً، وكان الإمام يتذوق الشعر ويقوله. وكان هذا الشاعر شهد عام 1382هـ الموافق 1962م مؤتمراً تَمهيدياً لدول عدم الانحياز في القاهرة، فلما رجع كتب هذه الأرجوزة يلخص فيها أهم ما في المؤتمر، وفيها طرافة وإبداع ليس بغريب على أدباء اليمن وشعراءها، حيث يقول:
هاك التحيةْ وكذا سلامي =أرفعهُ لحضرةِ الأمامِ
وبعدُ فالعالمُ في صراعِ = مُحتدمِ الخلاف والنزاعِ
فذا شيوعيٌ يقول مالي =لدولتي، وذاك رأسُمالي
وبانَ في الوجودِ جمعٌ ثالثْ=يدعو إلى الحياد غير عابثْ
وقد دعا إلى اجتماعٍ ناصرِ= من أجله كيتُ وعبدُالناصرِ
فلبتِ الدعوةَ كُلُّ دولهْ =ترى الحيادَ مبدءاً ونحلهْ
وعُقدَ المؤتَمرُ التمهيدي = لدولِ الحياد بالتحديدِ
في مصرَ خيرِ بلدٍ أفريقي =وبين شعب في العلا عريقِ
وانتخبوا لجلسة الرئاسةِ = محمود فوزي وهو ذو كياسةِ
ورأسهُ كإِسْمهِ رِياطُ =كأَنَّه الخلجانُ والحياطُ
واختلطَ البيضانُ بالسودانِ=في ساحةٍ جميلةِ الأركانِ
وكان يوماً قاسي الحرارةْ=تكادُ منه أنْ ترى الشرارةْ
وفي الوفودِ وزراءٌ عشرةْ=قلوبُهم بيضاءُ عكس البَشَرةْ
ورحبَ الوفودُ بالجزائرِ =وهم وقوفٌ بعدَ يومٍ ثائرِ
وصفَّقوا لوفده طويلا=وحاولوا العناق والتقبيلا
كما ارتأوا حقَّ الكبير والصغيرْ= في وحدةِ الأرض وتقريرِ المصير
وأَنْ تَحُدَّ الدولُ القويَّةْ=مِنْ صُنعها القنابل النَّووية
وقرَّروا تصفيةَ القواعدِ=بكل ما أوتوا من السواعدِ
وفي الأخير أصدروا بيانا=وقد حوى الكثير مِمَّا كانا
وقرروا بعدَ جدالٍ مُختصرْ =في بلجرادَ أَن يكونَ المؤتَمرْ
وفي الوفودِ شاعرٌ يَمانيْ= يستلهمُ الوحيَ من المثاني
بشعرهِ يُسجِّلُ الحوادثْ=ولا يَخافُ قَلم المباحثْ
وفي الوفودِ غادةٌ غِينيَّةْ =تَخالُها مِنْ أُسرةٍ غنيَّةْ
ترشقُها العُيونُ بالتَّوالي =وبالأَخصِّ مِن سفيرِ مالي
خفيفةٌ في الروح كالمصريَّةْ=صفراءُ كالليمونةِ الطريَّةْ
واختتمَ المؤتمرُ التمهيديْ =أعمالَهُ بالوعدِ لا الوعيدِ
والشكرُ للمضيفة العظيمةِ = مصرَ على الضيافةِ الكريمةِ
فهذه هي الأرجوزة يا أبا إبراهيم، وهي غنية عن التعليق بحلاوتها وخفتها، رعاك الله وجمعنا بكم على الخير دوماً.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[19 Jun 2010, 12:17 ص]ـ
وهذه الحلقة الثانية من هذه التأملات، ذكرتُ فيها قصة طريفة وقعت لي في مشاركتي مع قناة دليل في برنامج ربيع القوافي الأدبي تجدونها على هذا الرابط
خزانة الأدب: تأملات خاصة في ظلال أدب العربية (2) ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?p=106149#post106149)
ـ[سالمين]ــــــــ[26 Jun 2010, 11:43 ص]ـ
خزانة أدبية ممتعة.
بارك الله فيك يا دكتور.
ـ[الجكني]ــــــــ[08 Jul 2010, 03:33 م]ـ
شكراً جزيلاً أخي الحبيب الأديب الدكتور عبد الرحمن الشهري.
ويظهر لي أن " التغزل " و " النسيب " بالسمراوات ومن بشرتهن " شوكلاتات " خاصة، وليس " كاراميلات " عادة متأصلة في بعض الأدباء العرب الأقحاح، حيث قد سبق أن قام الشيخ العلّامة المشهور بسيبويه عصره، أعني: المختار بن بونا الجكني رحمه الله بنظم أبيات في سمراء، وهذه أبياته:
1 - وسوداء رمت الوصل منها فأعرضت ... فقلتُ أمثلي عنه مثلُك يعرض
2 - فقالت بلوني عنك ما أنا راغب ... ولكن كلوني عن كلونك معرض
3 - وقالت سماك النار إني أخافها ... على جسدي للنار لست أعرّض
4 - فقلت لها مالفظ نار بمحرق ... ولكن عذراً لي أردت يعرض
5 - وقلت لنفسي عن هواها صيانة ... ففي الذنب كل الذل للمرء يعرض
6 - فإن أعرضتِ عني فيا رب رودة ... من البيض مني للهوى تتعرض
هذا ما وجدته من هذه القطعة.
وإني لأجزم أن في تراثنا الأدبي الراقي قديماً وحديثاً كثيراً من التغني بأخواتنا السمراوات اللاتي أقسم يميناً لست فيها بحانث أن الله تعالى أوجد فيهن " شيئاً " لم يعطه " للبيضاوات " ولا " للشقراوات ":
يمين لست فها بحانث **** لأني بعقبى الحانثين عروف
وتقبل مني كل تحية وتقدير.
¥