تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[08 Jun 2010, 03:11 م]ـ

فوائد من المجلد الثالث:

1 ـ قيل أن حكيم بن حزام رضي الله عنه، باع دار الندوة من معاوية بمئة ألف. فقال له ابن الزبير: بعت مكرمة قريش، فقال: ذهبت المكارم يا ابن أخي إلا التقوى، إني اشتريت بها داراً في الجنة، أُشهدكم أني قد جعلتها لله. ص50.

2 ـ صح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نازل عبدالله بن عمرو بن العاص في ختم القرآن إلى ثلاث، ونهاه أن يقرأه في أقل من ثلاث وهذا كان في الذي نزل من القرآن، ثم بعد هذا القول نزل ما بقي من القرآن. فأقل مراتب النهي أن تُكره تلاوة القرآن كله في أٌقل من ثلاث، فما فقه ولا تدبر من تلى في أقل من ذلك. ولو تلا ورتل في أسبوع، ولازم ذلك، لكان عملاً فاضلاً، فالدين يسر، فوالله إن ترتيل سُبع القرآن في تهجد قيام الليل مع المحافظة على النوافل الراتبة، والضحى، وتحية المسجد، مع الأذكار المأثورة الثابتة، والقول عند النوم واليقظة، ودُبُر المكتوبة والسحر، مع النظر في العلم النافع والاشتغال به مخلصاً لله، مع الأمر بالمعروف، وإرشاد الجاهل وتفهميه، وزجر الفاسق، ونحو ذلك، مع أداء الفرائض في جماعة بخشوع وطمأنينة وانكسار وإيمان، مع أداء الواجب، واجتناب الكبائر، وكثرة الدعاء والاستغفار، والصدقة وصلة الرحم، والتواضع، والإخلاص وجميع ذلك، لشُغْلٌ عظيم جسيم، ولمقام أصحاب اليمين وأولياء الله المتقين، فإن سائر ذلك مطلوب. فمتى تشاغل العابد بختمة في كل يوم، فقد خالف الحنيفية السمحة، ولم ينهض بأكثر ما ذكرناه ولا تدبر ما يتلوه.

هذا السيد العابد الصاحب كان يقول لما شاخ: ليتني قبلت رخصة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وكذلك قال له عليه السلام في الصوم، وما زال يناقصه حتى قال له: (صم يوماً وأفطر يوماً، صوم أخي داود عليه السلام) وثبت أنه قال: (أفضل الصيام صيام داود). ونهى عليه السلام عن صيام الدهر. وأمر عليه السلام بنوم قسط من الليل، وقال: (لكني أقوم وأنام، وأصوم وأفطر، وأتزوج النساء، وآكل اللحم، فمن رغب عن سنتي فليس مني).

وكل من لم يزم نفسه في تعبده وأوراده بالسنة النبوية، يندم ويترهب ويسوء مزاجه، ويفوته خير كثير من متابعة سنة نبيه الرؤوف الرحيم بالمؤمنين، الحريص على نفعهم، وما زال صلى الله عليه وسلم معلماً للأمة أفضل الأعمال، وآمراً بهجر التبتل والرهبانية التي لم يبعث بها، فنهى عن سرد الصوم، ونهى عن الوصال، وعن قيام أكثر الليل إلا في العشر الأخير، ونهى عن العُزبة للمستطيع، ونهى عن ترك اللحم إلى غير ذلك من الأوامر والنواهي. فالعابد بلا معرفة لكثير من ذلك معذور مأجور، والعابد العالم بالآثار المحمدية، المتجاوز لها مفضول مغرور، وأحب الأعمال إلى الله تعالى أدومها وإن قلّ. ألهمنا الله وإياكم حسن المتابعة، وجنبنا الهوى والمخالفة. ص84 ـ 86.

3 ـ أخذت معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه قِرةٌ (برد) فاتخذ لحفاً خِفافاً تُلقى عليه، فلم يلبثْ أن يتأذى بها. فإذا رُفعت، سأل أن تُرد عليه، فقال: قبحك الله من دار، مكثت فيك عشرين سنة أميراً، وعشرين سنة خليفة، وصرت إلى ما أرى. ص157.

ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[12 Jun 2010, 12:07 ص]ـ

4 ـ عن عبدالله بن دينار، قال: خرجت مع ابن عمر إلى مكة، فعرّسنا، فانحدر علينا راع من جبل، فقال له ابن عمر: أراع؟ قال: نعم، قال: بعني شاة من الغنم. قال: إني مملوك، قال: قل لسيدك: أكلها الذئب. قال: فأين الله عز وجل؟ قال ابن عمر: فأين الله!! ثم بكى، ثم اشتراه بعد، فأعتقه!. ص216.

5 ـ كتب الحجاج إلى ابن عمر: بلغني أنك طلبت الخلافة وإنها لا تصلح لعيي ولا بخيل ولا غيور. فكتب إليه: أما ما ذكرت من الخلافة فما طلبتها، وماهي من بالي، وأما ما ذكرت من العي، فمن جمع كتاب الله، فليس بعيي. ومن أدى زكاته، فليس ببخيل. وإن أحق ما غرت فيه ولدي أن يشركني فيه غيري. ص219.

6 ـ قال ابن عمر: إني لأخرج ومالي حاجة إلا أن أُسلّم على الناس، ويسلمون عليّ. ص221.

7 ـ كتب رجل إلى ابن عمر أن اكتب إليّ بالعلم كله. فكتب إليه: إن العلم كثير، ولكن إن استطعت أن تلقى الله خفيف الظهر من دماء الناس، خميص البطن من أموالهم، كاف اللسان عن أعراضهم، لازماً لأمر جماعتهم، فافعل. ص222.

8 ـ عن نافع أو غيره، أن رجلاً قال لابن عمر: يا خير الناس، أو ابن خير الناس. فقال: ما أنا بخير الناس، ولا ابن خير الناس، ولكني عبد من عباد الله، أرجو الله، وأخافه، والله لن تزالوا بالرجل حتى تهلكوه. ص236.

9 ـ عن عبيد بن حنين، عن الحسين (بن علي رضي الله عنهما) قال: صعدت المنبر إلى عمر، فقلت: انزل عن منبر أبي، واذهب إلى منبر أبيك. فقال: إن أبي لم يكن له منبر! فأقعدني معه، فلما نزل، قال: أي بُني! من علّمك هذا؟ قلت: ما علّمنيه أحد. قال: أي بني! وهل أنبت على رؤوسنا الشعر إلا الله ثم أنتم! ووضع يده على رأسه، وقال: أي بني! لو جعلت تأتينا وتغشانا. ص285.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير