ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[28 Feb 2010, 09:11 ص]ـ
يا للهول أن نضع ترابا على تبر
يا للهول أن نمزج دردي الزيت المغلي بالقطران ثم نسكبه على صفاء اللبن والشهد المذكور فيما نقله الدكتور.
ها قد مزجته بكلامك فكانت المناقشة في مسارها الصحيح فجئت أنت لتحرفها عن مسارها وتخرجها إلى دعوة صوفية مقنعة بهذه القصة المكذوبة.
يا قومنا هل البرمجة الألكترونية منعتنا من أن نتفهم ما جاء في هذه المعاهدة.
الظاهر أن هذا هو ما حدث لك فأنت أدرى بنفسك , أما نحن فننقل عن العلماء ما يفهمه عنهم كل عاقل دون تكلف لمجاز من حقيقة.
إنه شخص يتكلم ويخاطب نبيه ـ صلى الله عليه وسلم ـ بما خاطب به هذا العربي الأول الذي يعي عن اللغة ومخاطباتها ما نجهله من خلال ما أورده ابن كثير وغيره من قصة الأعرابي الذي ارتشف لبان العربية الخالصة أكثر منا جميعا من خلال تفسير قوله تعالى
{وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا} وقد قال الأعرابي مخاطبا نبينا ـ صلى الله عليه وسلم ـ جئتك مستغفرا لذنبي مستشفعا بك إلى ربي ثم أنشأ يقول:
يا خيرَ من دُفنَت بالقاع أعظُمُه ******* فطاب منْ طيبهنّ القاعُ والأكَمُ ...
نَفْسي الفداءُ لقبرٍ أنت ساكنُه ******* فيه العفافُ وفيه الجودُ والكرمُ ...
ثم انصرف الأعرابي فغلبتني عيني، فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم فقال: يا عُتْبى، الحقْ الأعرابيّ فبشره أن الله قد غفر له.
أرءيت يا دكتور أن ما أجبت به قد احتج به أصحاب القصص المكذوبة فهذه القصة مكذوبة منكرة , وقد ردَّ أئمة السنة على هذه القصة المنكرة, وبينوا بطلانها ونكارتها, ومخالفتها لما عليه صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم من عدم الدعاء عند قبره صلى الله عليه وسلم, فضلاً عن دعاءه.
ومنهم:
1 - شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.
2 - العلامة ابن عبد الهادي رحمه الله.
3 - الشيخ الإمام عبدالرحمن بن حسن آل الشيخ رحمه الله.
4 - الشيخ العلامة عبداللطيف بن عبدالرحمن بن حسن رحمه الله.
5 - فضيلة الشيخ العلامة: عبد الله بن عبد الرحمن أبا بطين رحمه الله.
6 - العلامة المحدِّث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله.
7 - فضيلة الشيخ العلامة: ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم ج1/ص393 - 397 ط. مطبعة السنة المحمدية:
(ولم يكن أحد من السلف يأتي قبر نبي أو غير نبي لأجل الدعاء عنده, ولا كان الصحابة يقصدون الدعاء عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم, ولا عند قبر غيره من الأنبياء, وإنما كانوا يصلون ويسلمون على النبي صلى الله عليه وسلم وعلى صاحبيه, واتفق الأئمة على أنه إذا دعا بمسجد النبي صلى الله عليه وسلم لا يستقبل قبره, وتنازعوا عند السلام عليه, فقال مالك وأحمد وغيرهما يستقبل قبره ويسلم عليه, وهو الذي ذكره أصحاب الشافعي, وأظنه منصوصا عنه, وقال أبو حنيفة بل يستقبل القبلة ويسلم عليه, وهكذا في كتاب أصحابه, وقال مالك فيما ذكره إسماعيل بن إسحاق في المبسوط والقاضي عياض وغيرهما لا أرى أن يقف عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم ويدعو ولكن يسلم ويمضي, وقال أيضا في المبسوط لا بأس لمن قدم من سفر أو خرج أن يقف عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم فيصلي عليه ويدعو لأبي بكر وعمر, فقيل له: فإن ناسا من أهل المدينة لا يقدمون من سفر ولا يريدونه إلا يفعلون ذلك في اليوم مرة وأكثر عند القبر فيسلمون ويدعون ساعة, فقال: لم يبلغني هذا عن أحد من أهل الفقه ببلدنا ولا يصلح آخر هذه الأمة إلا ما أصلح أولها, ولم يبلغني عن أول هذه الأمة وصدرها أنهم كانوا يفعلون ذلك, ويكره إلا لمن جاء من سفر أو أراده. وقد تقدم في ذلك من الآثار عن السلف والأئمة ما يوافق هذا ويؤيده من أنهم كانوا إنما يستحبون عند قبره ما هو من جنس الدعاء والتحية كالصلاة والسلام, ويكرهون قصده للدعاء والوقوف عنده للدعاء, ومن يرخص منهم في شيء من ذلك فإنه يرخص فيما إذا سلم عليه ثم أراد الدعاء أن يدعو مستقبل القبلة إما مستدبر القبر أو منحرفا عنه وهو أن يستقبل القبلة ويدعو ولا يدعو مستقبل القبر, وهكذا المنقول عن سائر الأئمة
¥