تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

(فهو يسمع و يرّد على من ناداه - صلوات الله و سلامه عليه - واعتقادك بغير هذا اعتقادٌ خاطئ)

4 - فصواب عبارتك فهو صلى الله عليه وسلم يسمع ويرد على من سلم عليه واعتقادك أنه يسمع من ناداه مطلقا اعتقاد خاطئ لأنه لادليل عليه.

وقولك:

(و أمّا معاهدته بعد وفاته (صلى الله عليه و سلم)؛ فمجازيةٌ كما أسلفنا؛ فلا وجه لِما رتبته - أنت - عليها)

5 - ألا ترى أن قولك هذا يصلح للصوفية في دعائهم واستغاثتهم برسول الله صلى الله عليه وسلم فلو أنكرنا عليهم لقالوا مجازية وليس على الحقيقة.

عهدي بك يا دكتورنا أكبر وأعقل وأجل من هذا الكلام.

وقولك:

* (و أمّا زعمك بأن ذلك المقال و ما فيه من تذكير بسيرة النبي - صلى الله عليه و سلم - و شريعته، بدعة كبيرة - فزعمٌ باطل، و فَهمٌ خاطئ لمعنى البدعة؛ لأنه يقتضي القول بتحريم التذكير بالسيرة النبوية المشرّفة في اليوم الموافق ليوم مولده الشريف، و هذا عيْن البدعة؛ لأنه تخصيص و إخراج مِن إباحة ذلك بغير مخصص، و لأنه ضد الشِرْعة.)

6 - فتاوى من هم أعلم منا موجودة في بدعة الاحتفال بالمولد بأي شكل من الأشكال إلا أن يكون بصيام يوم الاثنين من كل أسبوع كما أخبر صلى الله عليه وسلم أنه يصومه لأنه ولد فيه , فلنتهم الرأي

7 - ولنتبع ما أجمع عليه علماء السنة المعتبرين في عصرنا هذا. والله أعلم.

سلام الله عليكم

يا أخي

نحن في ملتقى علمي، و مراجعات أو حوارات علمية - أو هكذا ينبغي لها أن تكون - فدَعْكَ من حكاية الصوفية، و إشهارها في وجه المحاور، عند العِوَز إلى دليل؛ فهذا أسلوب لا يليق في النقاش العلمي

و كذا قولك (في الاقتباس أعلاه في رقم 1) بأني أسألك ثم أجيب عنك: فقد غفلتَ - أنت - عن صيغة السؤال، المؤكذة بعلامة الاستفهام؛ فهذا سؤال و ليس جوابا مني نيابة عنك!

2 - و أمّا قولك إن السلام عليه [بعد وفاته صلى الله عليه و سلم] غير النداء. فغير صحيح؛ لأن صيغة السلام تشمل النداء؛ فنحن نقول عند زيارة قبره الشريف: السلام عليك يا رسول الله. فـ (يا) هنا حرف نداء.

و لم أَقُلّ بإطلاق و لا تعميم سماعه أو ردّه بعد وفاته - صلوات ربي و سلامه عليه - و إنما أنكرتُ و نقضتُ إطلاقك أنت عدم ذلك، و الفرق بينهما كبير. (و هو ما جاء في رقميّ (4)، و (5).

6 - و أمّا تلك الفتاوى في بدعة الاحتفال، فمحلّها " الاحتفال "، و هو الاجتماع في لسان العرب؛ فلا يشتشهد بها في الادعاء بالقول ببدعة التذكير بالسيرة النبوية المشرفة و الهَدْي النبوي، في ذلك اليوم

7 - و أمّا حكايتك الإجماع المعتبر في عصرنا هذا؛ فجهالةٌ بمعنى الإجماع و حقيقته!

و ما قولك في الخلاف المعروف في القرون التي سبقته؟

2 - و قد أَخَّرَّتُ ما ورد في (رقم 2) و هو الأهمّ في كلامك، و هو قولك: (لا بأس أن أبين ما أنكرته مرة ثانية وهو أربعة أمور: نداء الكاتب له بعد موته صلى الله عليه وسلم , وإعطاؤه تلك العهود , وتحديده لبنود العهود , وأن يكون ذلك احتفالا بذكرى مولده صلى الله عليه وسلم ,فتلك أربعة أمور منكرة إلا إذا استطعت أن تبرهن من السنة الصحيحة على جواز واحد منها)

- فإليك البرهان على جواز واحدٍ منها، و هو النداء له - صلى الله عليه و سلم - بعد موته؛ فقد أخرج الحافظ ابن حجر في " المطالب العالية بزوائد الثمانية " بسنده (عَنْ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: أَنَّ ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، كَانَ " إِذَا قَدِمَ مِنْ سَفَرٍ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ فِي مَسْجِدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه و سلم، ثُمَّ أَتَى الْقَبْرَ، فَقَالَ: السَّلامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا أَبَا بَكْرٍ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا أَبَتِي "). اهـ

و أخرجه البيهقي في " السنن الكبرى " بسنده (عن نافع: أن ابن عمر كان إذا قدم من سفر دخل المسجد ثم أتى القبر فقال: السلام عليك يا رسول الله، السلام عليك يا أبا بكر، السلام عليك يا أبتاه). اهـ

قال صاحب " تحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة ": (وعنه [أي: ابن عمر]: أنه كان إذا قدم من سفر صلى ركعتين في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم ثم أتى القبر فقال: السلام عليك يا رسول الله، السلام عليك يا أبا بكر، السلام عليك يا أبه.

- قال -: رواه مسدد ومحمد بن يحيى بن أبي عمر والبيهقي موقوفا، بسند صحيح).

* * *

فيا أخي العزيز

تجنبنا تعكير صفو الاحتفاء بذكرى مولده الشريف (صلوات ربي و سلامه عليه) بإثارة الجدل في جواز " الاحتفال " به أو عدم الجواز

و أتينا بما فيه تذكير بهديه و سيرته المشرّفة و العبَر المستفادة منها، فإذا نفرٌ من الناس يهُبّون مستنفرين، لا يطيقون مجرد سماع سيرته صلى الله عليه و سلم في يوم مولده الشريف

فإنّه يَعِزُّ على المرء أن تَحِلّ ذكري ميلاده صلى الله عليه و سلم، فتُقابل بالإهمال لذكر تلك النعمة المهداة، و لا تُقابل بالاهتمام اللائق بها و بصاحبها النبي الأكرم، صلى الله عليه و سلم

فلِماذا هذه " الأرتيكاريا " - الحساسية و الاستثارة - المَرَضِيّة المُفْرِطَة تجاه تلك المناسبة الشريفة؟!

هدانا الله و إياكم

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير