ثمّ إنّ بعض هؤلاء، موقفُه من السنّة معلوم مَذْمُومٌ، فمنهم من رَدَّها بعقله، ومنهم من ردَّها بذَوْقِه، ومنهم من ردّها بسياسته، ومنهم من ردّها برأيه أو آراء الرجال.
ثمّ يقال: إذا فعله قوم ذَوُو علمٍ وفضلٍ، فقد تركها أقوامٌ هم أوسع عِلْمًا وأدقّ فَهْمًا وأَبَرُّ قلوبًا وأقلُّ تكلُّفًا من الصحابة والتابعين والأئمة المجتهدين.
فإن قيل: قد وَرِثْنَاهُ أبًا عن جدٍّ، واتَّبَعَ في ذلك آخرُنا أوّلَنا، ولاحقُنا سابقَنا، فيقال: هذا هو التقليدُ المذموم الذي ذمّه الله في كتابه، وهو اتّباع ما كان عليه الآباء والأجداد، فقال تعالى: ?وَإِذَا قِيلَ لهم تَعَالَوْا إِلى مَا أَنْزَلَ اللهُ وَإلى الرَّسُولِ قَالُوا حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلاَ يَهْتَدُونَ? [المائدة: 104].
فإن قيل: إذًا نعتبرها بدعة حسنة، فيقال: ليس في الدين بدعة حسنة وبدعة قبيحة، بل إنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم قال القول الفصل ليس بالهزل: «كُلّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ»، فهذا نصّ لا يحلّ ردّ دلالته على ذمّ البدع مطلقا، أو معارضته بعادات أو قول بعض العلماء.
وقد قال عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: «كلّ بدعة ضلالة، وإن رآها الناس حسنة» [رواه اللالكائي في «أصول الاعتقاد»، رقم (126)].
فإن قيل لقد أجلبتم علينا بخيل الأدلة ورَجِلِها على بدعيَّة الاحتفال بالمولد، فكيف نفرح ونحتفل بهذا اليوم.
قلنا: ليس بالنخير والشخير، ولا بالتغبير والتكسير، ولا بالبنادير والمزامير، فإنّ ذلك من الحوادث والمناكير.
وإنّما يحتفل بتعظيم الرسول صلى الله عليه وسلم وطاعته، وتوقيره ومحبّته، واتّباع هديه وإحياء سنّته ـ نشرا ونصرا ـ.
يحتفل كما يحتفل هو، فقد سُئل عن صوم يوم الاثنين، قال: «ذَلِكَ يَوْمٌ وُلِدْتُ فِيهِ وَيَوْمٌ بُعِثْتُ أَوْ أُنْزِلَ عَلَيَّ فِيهِ» [رواه مسلم عن أبي قتادة رضي الله عنه].
نحتفل بالأعياد الشرعية حقّا على ما كان عليه السابقون الأوّلون من الذكر والشكر والتهليل والتكبير والصدقة في الفطر والذبح في الأضحى، فلا يصلح آخر هذه الأمّة إلاّ ما أصلح أوّلها، وما لم يكن يومئذ دينا فلا يكون اليوم دينا، ولله درّ القائل:
وَكُلُّ خَيْرٍ فِي اتِّبَاعِ مَنْ سَلَفَ وَكُلُّ شَرٍّ فِي ابْتِدَاعِ مَنْ خَلَفَ
وبالله التوفيق
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[03 Mar 2010, 03:52 ص]ـ
جزاكما الله خيرا على هذا النقل القيم وعسى الله أن يهدينا وإخواننا لاتباع السنة وترك البدعة , وقد خطبت ولله الحمد الجمعة الماضية في التحذير من بدعة الاحتفال بالمولد اتباعا لسنته صلى الله عليه وسلم في التحذير من البدع عامة ومن الغلو فيه خاصة بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم.
[حذف الرابط لأن الملف المحال إليه غير موجود. المشرف أبومجاهد]
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[03 Mar 2010, 09:05 ص]ـ
ها هو الرابط الذي يعمل بإذن الله وقد جربته فوجدت الملف موجودا ويمكن تحميله بسهولة:
http://www.4shared.com/file/231008961/39d300b1/___online.html
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[03 Mar 2010, 10:55 ص]ـ
بمناسبة الحديث عن هذا الاحتفال
يذكرني هذا بيوم الأم أو عيد الأم
كل العلماء بلا استثاء يقولون الأيام كلها للأم ولا يحدد برها بيوم لعلو مقامها
وأستغرب عندما يختلفون في هذه القضية، أيخصص يوم للاحتفال بمولد الرسول صلى الله عليه وسلم، أم أنه مذ ولد فكل يوم أصبح لأهل الإسلام عيدا بذكر الله.
ـ[خلوصي]ــــــــ[03 Mar 2010, 01:07 م]ـ
وأستغرب عندما يختلفون في هذه القضية، أيخصص يوم للاحتفال بمولد الرسول صلى الله عليه وسلم، أم أنه مذ ولد فكل يوم أصبح لأهل الإسلام عيدا بذكر الله.
أختنا الفاضلة:
كثيرا ما يستشهد بعض الإخوة بهذا .. و هو خروج عم محل البحث!
لأن المحتفلين أصلاً قد رأوا من التهاون و نسيان نبيهم صلى الله عليه و سلم .. فدعاهم ذلك إلى ما ترين ..
و لو ان الأمر واقع كما قلت لما رأيت احتفالاً غالباً ..
فهم يرثون على الاحتفاء بهذا اليوم حتى تقر أعيننا برؤية اتباعنا كل يوم لسنته المطهرة صلى الله عليه و سلم بدافع الحب الذي يغذي جذوة الخوف و الطمع!؟!
و جزاك الله خيرا
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[03 Mar 2010, 01:28 م]ـ
بمناسبة الحديث عن هذا الاحتفال
يذكرني هذا بيوم الأم أو عيد الأم
كل العلماء بلا استثاء يقولون الأيام كلها للأم ولا يحدد برها بيوم لعلو مقامها
وأستغرب عندما يختلفون في هذه القضية، أيخصص يوم للاحتفال بمولد الرسول صلى الله عليه وسلم، أم أنه مذ ولد فكل يوم أصبح لأهل الإسلام عيدا بذكر الله.
جزاك الله خيرا وقريبا سيأتي وستجدين من يجادل ويصحح الاحتفال بعيد الأم لأن العقوق قد كثر ونسيان فضل الأم قد كثر في الناس , فيبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم.
¥