تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ولذلك قال سفيان اتقوا فتنة العابد الجاهل والعالم الفاجر ـ أي الفاسق ـ فإن فتنتهما فتنة لكل مفتون، الناس لما تشوف إنسان متصدر للعلم حالق لحيته يحلقون لحاهم وإذا شافوا إنسان متصدر للعلم مسبل ثوبه أسبلوا ثيابهم واضح، إذا شافوا إنسان متصدر للعلم يفعل الفواحش يسمع الأغاني يفعلون مثله واضح، مثل ما نقل عن بعضهم أنه يسمع لأم كلثوم أو يسمع لمحمد عبد الوهاب وإنه كان يطرب بهذا السماع و يفكر بمصالح الأمة، هي مصالح الأمة الشيطانية وليست على السنة النبوية وهذا منقول عن جماعات في كتبهم وفي مجلاتهم.

يقول الشيخ صالح الفوزان حفظه الله تعالى: لا تأخذ دينك إلا عن عالم تقي قال تعالى إنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ العُلَمَاءُ فخذ من العلماء الذين يخشون الله بشرطين أن يكون عالما وأن يكون يخشى الله، فإن كان عالما لا يخشى فلا تأخذ عنه وإن كان يخشى الله لكنه ليس بعالم فلا تأخذ عنه. اهـ

وأيضا الفساق عند العلماء لا يؤخذ منهم مطلقا.

وممن لا يؤخذ منهم العلم المجهول ما الفرق بين المجهول وبين الجهال؟ الجهال عرفوا بشيء من العلم لكنهم من عوام طلاب العلم لا يستحقوا أن يفتوا وأن يلتف حولهم الشباب وأن يدرسوا، لهم أن ينصحوا وأن يبينوا ما يفهمون وهو قدر يسير وأما أن يبينوا شيئا ما يفهمونه هذا لا يجوز هؤلاء الجهال، أما المجهول فهو إنسان لا يعرف أصلا

يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى:الكتيبات كثيرة وكثيرة أيضا من أناس مجهولين لا يعلم عنهم سابق علم ولا سابق فقه فيحصل فيها إذا خالفت الحق ضرر على العامة ولهذا أنا أنصح أن لا يتلقى من هذه الكتيبات إلى آخر كلامه رحمه الله

وأيضا ممن لا يؤخذ منه العلم أهل الرأي المحض المجرد عن الدليل.

وأيضا ممن لا يؤخذ منهم العلم فقهاء الواقع والحركيون السياسيون ودعاة الصحوة.

يقول الشيخ الفوزان حفظه الله تعالى: الاشتغال بالمحاضرات العامة والصحافة وبما يدور في العالم دون علم بالعقيدة ودون علم بأمور الشرع تضليل و ضياع ويصبح صاحبها مشوش الفكر لأنه استبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير والله سبحانه وتعالى أمرنا بتعلم العلم النافع أولا قال تعالى فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إلَهَ إلاَّ اللَّهُ واسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وأما الاشتغال بواقع العصر أو فقه الواقع فهذا إنما يكون بعد الفقه الشرعي.

وهنا نقول ليست المناصب كالشهادات والدكاترة أو كون الإنسان قاضيا دليلا على أن صاحبها عالما، قد يكون عالما إذا توفرت فيه الشروط السابقة وقد يكون أجهل الجاهلين بل كما يقول الشيخ حماد الأنصاري أجهل من حمار أهله

طيب ما معنى هذا الكلام المعنى أن المنصب قاضي دكتور مثلا كذا وكذا عضو مجلس كذا عضو مجلس ما أدري ايش شكله عضو مجلس بلدية عضو مجلس شورى هذا ليس دليلا على أن صاحبه عالما وليس دليلا على أنه غير عالم.

بعض الناس يقول يا أخي هذا دكتور يا أخي هذا قاضي يا أخي هذا والله ما أدري ويش شكله هذا والله عضو مجلس ما أدري ايش لا كونه اشتغل في هذا المنصب قد يكون أهلا للعلم والفتوى قد يكون لا، انتبهوا الآن

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: المنصب والولاية لا يجعل من ليس عالما مجتهدا عالما مجتهدا ولو كان الكلام في العلم والدين بالولاية والمنصب لكان الخليفة والسلطان أحق بالكلام في العلم والدين وبأن يستفتيه الناس ويرجعوا إليه فيما أشكل عليهم في العلم والدين

إذا ليس المنصب من دكترة أو كونه قاضيا أو كونه عضو مجلس كذا هذا دليل على أن صاحبه عالما وإنما يوزن بميزان الشرع وفي مجلة الدعوة العدد 1957 في رجب عام 1425 مقالا عن أن الدكتوراة ليست دليلا على أن صاحبها عالم وفيها مقاطع وجمل اعتراضية أنا أبينها أو ألخصها الآن وهي عناوين جيدة منها أن الشهادات العليا لا تصنع العلماء وهذا صحيح ومنها ليس كل من نال شهادة الدكتوراة صدق عليه أنه عالم

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير