"فيا عجبا من الإسلاميين- زعموا- برعوا في تنميق العبارات، و الخطب السيارات، و حظهم من الصلاة ضئيل! و خطوهم إلى مساجدها قليل! فإن اضطروا إلى ذلك فهو خطو ثقيل! قد كاد ينطبق عليهم قول الله تعالى:" وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يراؤون الناس و لا يذكرون الله إلا قليلا، مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء و لا إلى هؤلاء و من يضلل الله فلن تجد له سبيلا" النساء:142/ 143 "،
وعليه فكتاب الأخطاء الستة لم يكن له من هدف سوى ضرورة الخروج من التلميح إلى التصريح، وهذا الكتاب؛
كتاب بلاغ الرسالة القرآنية
هو برنامج عملي في مدارسة القرآن مؤسس على نظرات فلسفية تأملية مرتبطة بوجود الإنسان ومصيره، ثم في سنة 2003 أصدر كتاب
" البيان الدعوي و ظاهرة التضخم السياسي"
يقول في مقدمة الكتاب:"إن البيان الدعوي القرآني هو محاولة لتلمس موقع المفتاح في المسألة الإسلامية التجديدية، إنه محاولة للعودة بها من جديد إلى القرآن رسالة رب الكون إلى الناس في هذه الأرض" وهذا كتاب هو محاولة في ترتيب الأولويات و تحديد الأصول من الفروع في إقامة الدين، و الكتاب لوحده يشكل أطروحة في موقع العمل السياسي من باقي قضايا الدين و التدين استنادا لاستقرائه لمجمل ما جاء في القرآن و السنة، وهذا الكتاب يبصر القارئ تبصيرا وافيا بالشرح والبيان لرؤية الأنصاري للعمل السياسي الحزبي، ولذلك بعض القراء لم يفاجئهم كتاب الأخطاء الستة المنتقد للسياسة و السياسيين، ونظرا لاهتمام الأنصاري بالمرأة أصدر رسالة
" سيماء المرأة في الإسلام: بين النفس و الصورة "
و تسلمت هذه الرسالة مطبوعة قبل أن تصدر في الأكشاك سنة 2003، و هذه الرسالة عميقة جدا حيث يقول أن مرادها" الكشف عن ما ترمز إليه المرأة في الإسلام، نفسا وصورة، فأما نفسا فباعتبارها أنثى الإنسان من الناحية الوجودية، وأما صورة فباعتبارها هيأة خلقية" بهذه الخلفية المعرفية العميقة كان نقده حادّا لمسمى "أخوات الحركة الإسلامية " على حد تعبيره فيقول في الأخطاء الستة:
"أما اليوم، فقد نبت جيل مشوه من هذا المسمى بـ"الأخوات"! .. محجبات تبرجن بـ"حجابهن" أشد من تبرج السافرات بعريهن! و إذا خاطبن الشباب سمرن فيهم أعينا خائنات! .. "
ثم في سنة 2006 أصدر كتابين الكتاب الأول
" مفهوم العالمية من الكتاب إلى الربانية"
و الكتاب الثاني"
جمالية الدين: معراج القلب إلى حياة الروح"،
فالكتاب الأول هو دراسة مفهومية عميقة في معنى العلم و العالمية، و وضع لبرنامج عملي تعلمي للتحقق بصف العالمية لمن يرجوها من طلبة الدراسات الإسلامية و العلوم الشرعية، و الدراسة بكاملها ترسم نموذجا معينا للعالم الذي سماه ب" العالم الوارث" هذا العالم الذي من أدوراه الدعوة و التعليم وإصلاح المجتمع، و الذي يعتبره القائد الطبيعي لقيادة التنظيم الفطري الإسلامي، دون انتخابات ديمقراطية أو هياكل تنظيمية، فبالفطرة ينتظم وبالفطرة يتداول، وعلى هذا الأساس ينتقد غرق الحركة الإسلامية في التنظيم الميكانيكي - كما ورد ذلك "في الأخطاء الستة"- الذي يتنافى مع رسالة الإسلام الفطرية و حقيقة الإنسان المجبولة على الفطرة، و الكتاب الثاني" جمالية الدين: معراج القلب إلى حياة الروح" هو كتاب تجديدي في فهم عقائد الإسلام و عباداته،
فالأنصاري رحمه الله بأسلوبه الشاعري الأخاذ، يعرض قضايا الإيمان بمنهجية تخاطب الواجدان المسلم و تبعث فيه الحياة من جديد،
و يهدف من خلال هذا إلى تنبيه الحركة الإسلامية على أن الإنسان المسلم يعرف أركان الإسلام و الإيمان، لكن هذه المعرفة لا تتحول إلى انبعاث وجداني و فعالية حركية، و يشير إلى أن الحركة عليها أن تهتم بهذه الأصول البدهية التي هي أصل كل قيمة خير في المجتمع، لكن يأسف على ما تورطت فيه الحركة الإسلامية من قضايا السياسة الحزبية في المغرب، ولذلك اندهش كثير من القراء عند مطالعتهم للكتاب، لقراءتهم لأول مرة مفردات مركبة من مثل جمالية الموت و جمالية اليوم الآخر، ثم في سنة 2007 أصدر كتابين؛ الأول كتاب
" الأخطاء الستة للحركة الإسلامية بالمغرب: انحراف استصنامي في الفكر و الممارسة"
و الثاني كتاب
" الفطرية: بعثة التجديد المقبلة من الحركة الإسلامية إلى حركة الإسلام"
¥