تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

كانت لدي منحة للدراسة في فرنسا لأني حصلت على مرتبة الشرف في المدرسة ولكن شاءت ظروف الحرب أن تتأخر أوراقي فلم أسافر ودرست في الجامعة العربية في بيروت واخترت الهندسة المدنية وكان أخي يدرس الهندسة المعمارية وقلنا نعمل سوياً عندما ننتهي، تخرجت في عام 1984 ونظراً لظروف الحرب لم أتمكن من العمل في بيروت إلا لمدة أسبوعين انتهت هذه التجربة بسقوط مبنى الوزارة حيث أعمل بصواريخ ولكن الحمد لله كنا قد غادرنا المبنى فاقتصرت الأضرار على سقوط المبنى.

عايشت الحرب الأهلية يوماً بيوم وعانينا منها ما عانينا ثم كانت دعوة الرئيس المغفور له بإذن الله الشيخ رفيق الحريري رئيس وزراء لبنان السابق فقد طلب أسماء المتفوقين في الجامعات اللبنانية بعد أن قرر إرسالهم للخارج لاستكمال دراستهم حتى لا ينخرطوا في الأحزاب السياسية والحرب الأهلية وكنت من الذين غادروا إلى بريطانيا في ثاني دفعة، وللعلم فقد بلغ عدد الطلاب الذين أرسلوا للخارج ما يناهز 34 ألف طالب في جميع الاختصاصات.

في بريطانيا حصلت على شهادتي الماجستير والدكتوراه في الهندسة المدنية من جامعة ليدز وساموثامبتن (عام 1991) وفي مرحلة الماجستير تزوجت بزوجي د. محمد عبد الغني (دكتوراه في الهندسة الكهربائية). بعد بريطانيا حصل زوجي على عمل في السعودية فسافرت معه وعشنا فيها 17 سنة (والآن عدنا إلى لبنان للأسف بعد 25 عاماً من الغربة) منذ أشهر قليلة وأتمنى العودة لها في أقرب وقت إن شاء الله إن يسر تعالى لزوجي عملاً جديداً هناك. ونظراً لتخصصي لم أتمكن من العمل في السعودية في مجال الهندسة فتنقلت بين وظائف التدريس في المدارس الخاصة ثم عملت مستشارة تربوية في المجلس الثقافي البريطاني ثم أشرفت على تدريب أكثر من 300 موظفة ومدرِّسة في المدارس الحكومية في قسم الحاسب الآلي لأني مهتمة بالحاسب وقد تعلمت برامجه بنفسي فأنا أحب التحدي.

ثم قررت بحمد الله أن أترك العمل لأنه صار لدي هدف آخر في الحياة حيث بدأت اهتماماتي بالبرامج الفضائية وكان من أول ما تابعت برنامج "قول معروف" على قناة الشارقة للدكتور فاضل السامرائي فشدني هذا العالم الفاضل بأدبه وتواضعه وعلمه الواسع فكنت أسجل الحلقات على أشرطة تسجيل ثم تابعت برنامج "فيها كتب قيمة" للدكتور أحمد الكبيسي على قناة دبي لكني للأسف لم أسجل هذه الحلقات القيمة ثم بعدها برنامج "الكلمة وأخواتها" وغيرها من البرامج. ثم بدأت ثورة الانترنت والمواقع وكنت أتواصل مع الشيخين الفاضلين فعلمت أنهما لا علم لهما بالانترنت وليس هناك من يهتم بهما لأنهما ليسا من الوجوه الإعلامية التي تستقطب جماهيرياً! فألهمني الله تعالى أن أقوم بعمل موقع ينشر حلقات هؤلاء الأفاضل فأصريت على تعليم نفسي برنامج تصميم المواقع ونجحت والحمد لله في تجربة بسيطة لموقع شخصي ثم كان علي أن أقوم بتفريغ كل ما لدي من حلقات تلفزيونية وكانت تزيد على 200 حلقة فاستغرق العمل ستة أشهر ثم بدأت النشر والحمد لله.

ومنذ ذلك الحين وأنا أتابع البرامج القرآنية الهادفة والتي تتحدث عن لغة القرآن بالتحديد ويزداد شغفي بها وصرت أقوم بتسجيل وتفريغ ما أتمكن منه وقد يصل عدد البرامج التي أفرغها أكثر من ستة حلقات أسبوعية إضافة إلى مقتطفات من برامج يومية وكل حلقة تستغرق على الأقل ثلاث إل أربع ساعات لتظهر بصورتها النهائية وكنت أضيف كل جديد على الموقع وسعادتي لا توصف بالقبول الذي لاقاه الموقع الذي أعمل عليه لوحدي وأتحمل تكاليفه أيضاً. وأذكر كم كانت فرحتي عامرة وكم شعرت بالامتنان والشكر لله تعالى عندما وصل عدد الزوار إلى أول مليون وقلت في نفسي (ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء).

ثم تعرفت على ملتقى أهل التفسير وعرضت موقعي عندهم وصرت أتابع ما فيه من مقالات قرآنية ومع بداية برنامج التفسير المباشر لم أتمالك نفسي من تفريغ الحلقات وكذلك برنامج بينات وأذكر أن أول رسالة تشجيع وصلتني كانت من الدكتور محمد الخضيري ولم أكن أعلم عندها أنه في ملتقى أهل التفسير، ثم كان أول تواصل مع الدكتور عبد الرحمن الشهري وفي رمضان الفائت فرّغت حلقات برامج د. الخضيري والدكتور محمد الربيعة ولله الحمد ولاقت عندهم صدى حيث عرفوا بها بعد انتهاء رمضان وكنت أضيفها للموقع يوماً بيوم ولله الحمد.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير