تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[--:: ((أوربا وملحمة النقاب))::--]

ـ[صالح العمري]ــــــــ[14 May 2010, 05:49 م]ـ

أوروبا .. وملحمة النِّقاب

صالح بن علي العمري- الظهران

شعّ الحجاب بها فَجُنّ جنُونها = واصّدعت أسوارُها وحصونُها!!

وعلا الغبارُ المُدلهّمُ سماءَها = وغشى النواصي المُكفهرّةَ طينُها (1)

ضاقت بُطهْر المؤمناتِ فكشّرت = عن حقدِها .. والجاهليةُ دونها

وتكشّفت للناسِ عن حُرّيةٍ = تئدُ الفضائلَ كي تقرَّ عيونُها

يا للعجوزِ تهدّلت أشداقُها .. = وَنَبَتْ معايبُها .. وأربدَ لونُها!!

شمطاءُ شاخت تحت عين خلاعةٍ = رعْناءُ .. يُوردُها الشقاءَ لَعِيْنُها

وإذا السُّراةُ بها دُعَاةُ دَعَارةٍ = فلسوفَ تقتحمُ الجَحيمَ سفينُها

يا سَوْءة الغربِ المُعتّق بالخنا = لم تخبُ – ما مرّ الزمانُ– ضغونُها

لمّا رأت تاجَ العفافِ تجهّمت = وتبدّدتْ آدابُها وفنونُها!!

أ مِنَ الحضارةِ أنْ تُهان ضعينةٌ = والذنبُ أن تَحْمي العيونَ جفونُها!!

فضحَ الحجابُ مباديئا وَضْعيّةً = فإلى المزابل غثُّها وسمينُها ..

حظُ العفيفةِ نقمةٌ وعداوةٌ = في قوم لوطٍ .. خابَ ثمّةَ دينُها

وإذا تعرّت جُلّلتْ بحفاوةٍ = لمّا بدت للاهثينَ فتونُها

هل قيمةُ الحسناءِ قِصْرُ ردائِها = فالعُرْيُ يُعْلي .. والعفافُ يُهينُها

يا منْ لمؤمنةٍ تلظّى دمعُها = حتى تعالى شجوُها وأنينُها

هي سلعةٌ في عُرْفكم، ومقامُها = في شرعنا إيمانُها ويقينُها ..

جَلبَ العدو بقضّه وقضيضِه = وجفا الصديقُ .. وذو الجلالِ يُعينُها

لمّا رأتْ عِظَمَ البلاءِ تدثّرت = بعُرى العقيدةِ .. والكتابُ يصونها

عصماءُ لمْ تأبهْ بلوثةِ مُفسدٍ = لفظتهُ أنسامُ الصفا وحجونُها (2)

أو سمسريٍّ تاهَ في شُبُهاتِهِ = يُسدي الفتاوى حيثُ يطّلبونها (3)

لله كم عبثَ النفاقُ بأمّةٍ!! = وكم استطال على الذِّمام خؤونُها

كم خبّأوا دعوى الفساد تقيّةً = واللهُ يُخرجُ ماتكنُّ بطونُها

هي جولةٌ بين الطّهارةِ والخنا = والفكرُ يخبو ما استطال سكونُها!!

دعْها تناطحُ صخرةً درّيةً = وارقبْ إذا انكسرتْ هُناكَ قرونُها

واللهُ – جلَّ جلالُ ربِّك – شاهدٌ = منهُ الحياةُ .. وفي يديه وَتينُها

قل للمداهنِ والمفاوضِ أرْبِعَا = فإلى متى تلهو بنا صهيونُها!!

كم أوقدوا نيران حقدٍ فالتَظتْ = والمسلمونَ وقودُها وأُتونُها

وإذا الْتفتُّ إلى مرابِعِنا بَكَتْ = دُرَرُ القوافي .. حرفُها ولحونُها

أألومُ ساركوزي وفي أصقاعِنا = أغلالُها وشؤونُها وشجونُها!!

ناحَ الحجابُ بشرقِنا وتَسَجّرتْ = بتأوّهاتِ البائسينَ سُجُونُها!!

واللهُ يدعو للطهارةِ والحَيَا .. = ومُنَى الدَّعيِّ بأنْ يشيعَ مجونُها!!

أمَةَ العقيدةِ: في بلائك رفعةٌ = حَسْبُ الحَمائمِ غُصْنُها ووُكونُها

أنتِ الطهارةُ .. درُّها ودثارُها = والحورُ في ساحِ الجنانِ وعِيْنُها

علِموا بأنكِ نخلةٌ رفرافةٌ = خطرٌ عليهم عذقُها وغصونُها

علِموا بأنكِ مهجةٌ معطاءة ٌ = كالسُّحْبِ .. يرتضعُ الإباءَ جَنينُها

علِموا بأنكِ قلعةٌ نبويّةٌ = كالعِرْضِ .. ماأحلى الشهادةَ دونها!!

أنتِ السياجُ لأمةٍ علويّةٍ = ومكارمُ الأخلاقِ أنتِ مِعِيْنُها

تكفيكِ آيُ الوحيِ حين تنزّلت = جُلّى المعاني .. والكتابُ يُبِينُها

أنتِ وصيةُ أحمد في نزعهِ = تقضي الحياةُ ولا تُردّ ديونها

أنتِ الجهادُ .. وفيك يأتلقُ الفِدا = ويحَ الأسودِ إذا استُبيحَ عرينُها!!

أنتِ الحِمَى .. أنتِ الهوا .. أنتِ السَّنا = أنتِ الجبالُ فكيف يقتلعونها؟!

أنتِ الرجاحةُ والسماحةُ والعُلا = بلْ أنتِ معراجُ الهدايةِ والنُّهى

أنتِ الجلالةُ والرسالةُ والنّدى = أنتِ القداسةُ كيفَ يمتهِنونها؟!

هذي أوروبا قُنّعَتْ بعدالةٍ!! = والعُنْصريةُ لا تزالُ تُشينُها!!

وتقهقرت لمحاكم التفتيش في = عصرِ التحاورِ .. والرّحى قانُونُها

ولو اهتدت بجمالِ طُهرك لارتقت = لكنْ تعفر في الفجورِ جبينُها

تُغضي عن الأقصى بصائرَها وقد = ناح الحمامُ وقد ذوى زيتونُها

كم أمّةٍ طمسَ العنادُ فؤادَها = فدَنتْ بعُقبى الظالمينَ منونُها!!

لا ترقبي إنصافَ ساستنا فقد = شغلتهمُ كاساتُها وصحونُها

وتأمّلي في رحمة الله التي = قَرُبَتْ لنفسٍ لا تخيبُ ظنونُها

أودَعتكِ اللهَ الكريمَ وحفظَهُ = والله لاتخفى عليه شؤونُها ..

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ

(1) إشارة إلى بركان أيسلندا ..

(2) و (3) المُفْتون المفتونون المضادّون للنقاب والمجيزون للإختلاط ..

21/ 5/1431هـ

ـ[خلوصي]ــــــــ[20 May 2010, 08:08 ص]ـ

لا فض فوك!

جميلة و في وقتها!

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير