تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[لا أحد أحب إليه العذر من الله.]

ـ[أبومحمد البكري]ــــــــ[04 Jun 2010, 02:40 م]ـ

هذه رسالتي إليك يا من قال الشاعر في قدوتك صلى الله عليه وسلم:

رزقت أكرم ما في الناس من خلق

إذ رزقت التماس العذر في الشيم

فإلى من يحب نبيه

ويهتدي بهديه

فيقابل السيئة بالحسنة ,

ويضرب صفحا عن زلة أخيه

يامن لايحب أن يرى عيب شيخه

فضلا عن إبرازه والتشهير به

يا من شعاره الصفح الجميل عن الهفوات

يا من تمثل أخلاق و فضائل الاسلام العظيم

,وسار على هدي النبي عليه الصلاة والتسليم

إليك أرسل تقديري وأبثك محبتي

وأذكرك ونفسي وإخواني بهذا الحديث الذي أحسبك مشكورا

مأجوراً ممن يعملون به:

في الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

(لا أحد أغير من الله، من أجل ذلك حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن، ( http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=31&idto=31&bk_no=120&ID=32#docu)

ولا أحد أحب إليه العذر من الله، ( http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=31&idto=31&bk_no=120&ID=32#docu)

من أجل ذلك أرسل الرسل مبشرين ومنذرين، ولا أحد أحب إليه المدح من الله، ( http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=31&idto=31&bk_no=120&ID=32#docu)

من أجل ذلك أثنى على نفسه ( http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=31&idto=31&bk_no=120&ID=32#docu))

فتعال معي أخي وأنتم أيضا إخواني الفضلاء

نتدبر معاني هذا الحديث

مع كلام أئمتنا الكرام

يقول ابن بطال:

لا أحد أحب إليه العذر من الله» فمعناه ما ذكر فى قوله تعالى:

[وهو الذى يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات]

رحمك الله يابن بطال

فقد ذكرتنا بصفات الله العليا وأنه تواب عفو

يحب العفو .. فاللهم اعف عنا وعن إخواننا

ومشايخنا ياكريم

ونقل ابن حجر عن عياض قوله:

ويحتمل أن يكون المعنى لا ينبغي لشخص أن يكون أغير من الله تعالى،

وهو مع ذلك لم يعجل ولا بادر بعقوبة عبده لارتكابه ما نهاه عنه،

بل حذره وأنذره وأعذر إليه وأمهله،

فينبغي أن يتأدب بأدبه

ويقف عند أمره ونهيه

و حكى القرطبي في المفهم

عن بعض أهل المعاني قال

: إنما قال النبي صلى الله عليه وسلم " لا أحد أحب إليه العذر من الله

" عقب قوله " لا أحد أغير من الله " منبها لسعد بن عبادة على

أن الصواب خلاف ما ذهب إليه، ورادعا له على الإقدام على

قتل من يجده مع امرأته، فكأنه

قال إذا كان الله مع كونه أشد غيرة منك يحب الإعذار،

ولا يؤاخذ إلا بعد الحجة.

نعم فإذا كان الله أغير

من كل واحد فينا بل منا جميعا

ومع ذلك يحب الإعذار

ويحب العفو كما قال ابن بطال

فما بال بعضنا لايصبر على أخيه ولا يجد لكلامه الموهم المحتمل مخرجا حسنا

ولايرى لبعض العلماء والدعاة نية حسنة فيما قال أو

فعل حتى لو كان مجتهدا

فأخطأ .. مابال بعضنا يسارع إلى الإسقاط

دون التماس عذر ومع غياب الحجة والبينة

فهذا الفريق لا يعجبه علماء الفريق الآخر حتى لو صدع بالحق؛

بينما إذا تبين خطأ علمائه هو التمس لهم العذر وهوَّن منه؛

فمشايخه مبرؤون حتى لو زلوا، وعلماء غيره مدانون حتى لو كانوا أصحاب سابقة

وعملوا على رفع اللواء حينا من الدهر لم يكن فيه شعاع نور غيرهم،

أين هيبة العلماء التي يجب أن تملأ النفوس وتنتشر

في المحافل والمنتديات .. ما بالها غُيبت

أم تراها ضُيعت ..

لما لا نعمل على استنفاد الفرص الممكنة لالتماس العذر،

خاصة مع العلماء وأهل الفضل من مجاهدين ودعاة وإخوة فضلاء

يحبون الدين أكثر من نفوسهم التي بين جنبيهم

هلا نفذنا وصية الفاروق إذ يقول

ـ رضي الله عنه ـ:

«لا تظنَّ بكلمة خرجت من أخيك المؤمن إلا خيراً، وأنت تجد لها في الخير محملاً».

وقال أبو قلابة:

«إذا بلغك عن أخيك شيءٌ تكرهه فالتمس له العذر جَهدك، فإن لم تجد له عذراً،

فقل في نفسك: لعل لأخيك عذراً لا أعلمه».

ألا نتدبر هذه المعاني ونقف معها طويلا فالله تبارك وتعالى

من كمال رحمته وإحسانه بخلقه،

أنه لا أحد أحب إليه العذر منه

أفلا نقرأ ونسمع قوله تعالى

(فاعفوا واصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم)

هذه أحبابي في الله تعالى

كلمات محب

وخطرات حريص

على إخوانه الفضلاء

ولعلي أختم كلامي هذا بكلام قيم

نافع للإمام ابن القيم رحمه الله

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير