تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[وكان صديقي مع رجال اسطول الحرية]

ـ[تيسير الغول]ــــــــ[04 Jun 2010, 03:19 م]ـ

[وكان صديقي مع رجال اسطول الحرية]

سعيد عجاوي أحد الأصدقاء المقربين شارك سابقاً في شريان الحياة ودخل أرض غزة الطهور وشارك أيضاً في اسطول الحرية. وعرّض روحه للإزهاق حيث التقيت به ليلة أمس فحدثني عن كثب عن أهم الأحداث التي حصلت في عرض البحر , والتي لم يفاجأ بها على حد قوله لأنه كان يضع تقديراته بأنه لن يعود أو أنه سيُمنع من الدخول مع زملائه وسوف يتعرض للخطر أو الموت وهكذا كان.

كان سعيد ضمن الفريق الذي يمثل الاردن حيث اجتمعوا في تركيا وبدأت سفينتهم مرمرة تشق عباب البحر نحو فردوس أمتنا الضائع فلسطين. واختصاراً للتعابير وسيناريو الحوار. وصلت السفينة الى نقطة قريبة من غزة ولكنها ما زالت ضمن المياه الدولية. فلما وصلت الى تلك المنطقة فإذا بالسفن والبوارج والزوارق الإسرائيلية تحيط الأسطول من كل جانب. وكان ذلك ليلاً فشعر الجميع بالخطر حيث قام القائد التركي المسلم بولند بزيادة عدد الحراس حول جنبات السفينة وقد تسلح كل منهم بما استطاع من هروات ومواسير وعصيّ. وبقوا على تلك الحالة من التأهب طيلة الليل.كانت السفينة تقلّ كافة الجنسيات وقد أخبرني سعيد أن أحد البريطانيين واسمه بيتر أعلن اسلامه قبل يومين من الهجوم مما كان له الأثر الطيب في نفوس الناس وشجعهم على الثبات. وبعد أن أزفت صلاة الفجر من ليلة الهجوم.أفتى لهم الشيخ رياض البستنجي والذي كان ضمن الاردنيين هناك بجواز الصلاة على شكل فردي كلٌ في موقعة. لأن الجميع أحس أن ساعة الصفر ستكون عند صلاة الفجر لعلم اليهود بانشغال الناس في الصلاة ذلك الوقت؟ وقد بدأت السفن الإسرائيلية فعلاً تزحف من كل حدب وصوب نحو السفينة مرمرة بعد أن سيطرت على باقي السفن الصغيرة التابعة للإسطول وذلك لعدم وجود كثافة بشرية مناسبة فيها وبسبب استخدام تلك السفن الأخرى للشحن فقط. بدأ الهجوم بإلقاء كثيف للقنابل الدخانية والغازية من كل اتجاه بالإضافة الى وابل من الرصاص المطاطي والحي.وقد دوّت أثناء الهجوم صيحات التكبير والتحميد ولم يفلحوا في الوصول الى السفينة فقد كان الدفاع عنها مستميتاً. مما اضطرهم للقيام بعملية إنزال على ظهر السفينة باستخدام ما يزيد عن عشر من الطائرات العمودية. وبعد أن نزل المجرمون أرض السفينة أخذوا بإطلاق النار الحي بشكل كثيف نحو العزّل من الناس الذين دافعوا بصدورهم المكشوفة ومما يحملون في أيديهم من أسلحة بيضاء حتى أنهم جرحوا عدداً من الجنود جراح ثلاثة منهم خطرة. ولكنهم في النهاية لم يستطيعوا أن يفعلوا شيئاً وخاصة بعد أن اطلقوا الصهاينة النار على أحد الأتراك الذي يشبه الى حد كبير الشيخ رائد صلاح فاستشهد من ساعته ولكن الشيخ رائد كان في قمرة القيادة مع زملائه القياديين هناك. وبعد أن سيطروا على ظهر السفينة أرغموا الجميع على النزول الى الطابق الارضي بعد أن احتلوا قمرة القيادة واختطفوا ابن القبطان الذي كان عمره لا يتجاوز السنتين. والذي كان أصغر المشاركين في تلك الحملة. وهددوا القبطان بقتل ولده إن لم يوقف الباخرة. فتوقف عن المسير واقتادوا المناضلين الى الساحات المكشوفة على ظهر السفينة وقيّدوهم أجمعين. وظل الجميع على تلك الحال أكثر من ثلاثين ساعة. من الفجر حتى أفول الشمس. الى أن وصلت السفينة الى ميناء اسدود. فاقتادوا الأخوة الى حافلات كبيرة وذهبوا بهم جميعاً الى سجن بئر السبع.

دخل سعيد الزنزانة مع اثنين من رفاقه الأتراك حيث شاهد من نافذة الزنزانة ألجنود وهم يحضرون مستلزمات السجناء لتوزيعها على الأخوة فظن سعيد أن الأقامة هناك سوف تطول وأن أمنيته في نيل الشهادة أو الوصول الى الأرض المقدسة سوف تتحطم على جدران تلك الزنزانة اللعينة. ولكنهم وبعد مناورات دبلوماسية دوليّة وإنسانيّة هناك أفرج عنهم وعادوا الى ديارهم بعد اسطورة عظيمة خاضوها مع أولئك القرصان المارقين. في نهاية اللقاء اغرورقت عينا سعيد فقلت له: هل تريد أن تضيف شيئاً أيها الصديق؟ فقال والحسرة تملأ قلبه: لقد كنت أتمنى أن التقي إخواني في غزة فأمسح بعض جراحهم وأرسم البسمة على شفاه بعض أطفالهم بعد أن عجزت أمة المليار والنصف عن فعل شيء لهم. ولكن لا بأس فسوف نحاول مرات ومرات فلئن عجزت جيوش أعاريبنا عن الوصول الى شواطيء غزة فلن تعجز الشعوب المقهورة في الوصول اليها عارية الصدور جريحة النحور وسيجعل الله بعد عسر يسراً وحسبنا الله ونعم الوكيل.

ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[04 Jun 2010, 04:02 م]ـ

إن الحديث الإعلامي المكثف والمركز واستغلال هذا الحدث وأمثاله بطريقة ذكية له أثره الكبير في تغيير الواقع المر والظالم

ووالله الذي لا إله إلا الله إن هذا ينزل الرعب في قلوب الصهاينة وإن له وقعا كوقع الرصاص في نفوسهم فهو يجعلهم أسرى الخوف والقلق والمصير المجهول ويكرس عزلتهم وشعورهم بالدونية وكراهة العالم لهم.

ولنتذكر جميعا كيف استغل الصهاينة وسائل الإعلام طوال أكثر من نصف قرن لجلب واستدرار عطف الشعوب الأوربية والتي كانوا يعيشون في وسطها في كنتونات معزولة منبوذين مبغوضين من كل الشعوب، ولكن الآن بدى يتكشف الوجه الكالح البغيض للصهيونية مرة أخرى وسينقطع بإذن الله تعالى حبل الناس وستبقى عليهم الذلة والمسكنة التي ضربها الله عليهم ,وإن غدا لناظره قريب.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير