تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

تَعرَّفْ إِلَى اللهِ

ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[28 Jun 2010, 10:55 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

[تعرف إلى الله]

عن ابنِ عباسٍ رضي الله عنهما، قَالَ: كنت خلف النَّبيّ - صلى الله عليه وسلم - يوماً، فَقَالَ: ((يَا غُلامُ، إنِّي أعلّمُكَ كَلِمَاتٍ: احْفَظِ اللهَ يَحْفَظْكَ، احْفَظِ اللهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ، إِذَا سَألْتَ فَاسأَلِ الله، وإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ باللهِ، وَاعْلَمْ: أنَّ الأُمَّةَ لَوْ اجْتَمَعَتْ عَلَى أنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إلاَّ بِشَيءٍ قَدْ كَتَبهُ اللهُ لَكَ، وَإِن اجتَمَعُوا عَلَى أنْ يَضُرُّوكَ بِشَيءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إلاَّ بِشَيءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللهُ عَلَيْكَ، رُفِعَتِ الأَقْلاَمُ وَجَفَّتِ الصُّحفُ)) رواه الترمذي، وَقالَ: ((حديث حسن صحيح)).

وفي رواية غيرِ الترمذي: ((احْفَظِ الله تَجِدْهُ أَمَامَكَ، تَعرَّفْ إِلَى اللهِ في الرَّخَاءِ يَعْرِفكَ في الشِّدَّةِ، وَاعْلَمْ: أنَّ مَا أَخْطَأكَ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبكَ، وَمَا أصَابَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَكَ، وَاعْلَمْ: أنَّ النَّصْرَ مَعَ الصَّبْرِ، وَأَنَّ الفَرَجَ مَعَ الكَرْبِ، وَأَنَّ مَعَ العُسْرِ يُسْراً)).

كلمات من جوامع كلم الحبيب صلى الله عليه وسلم

كل كلمة تحتاج إلى كتاب لبيان ما انطوت عليه من معاني

ولكني سأتوقف عند قول الحبيب صلى الله عليه وسلم

"تَعرَّفْ إِلَى اللهِ"

وأسأل سؤالاً

كيف نتعرف إلى الله

؟

ومن خلال كتاب الله تعالى

أتمنى على الأخوة الأفاضل

أن يتحفونا بما يفتح الله به عليهم

لتحقيق هذه الغاية التي ندب إليها الحبيب صلى الله عليه وسلم

وأبدأ بالسؤال التالي

هل هناك فرق بين:

[تعرف إلى الله]

وتعرف على الله

؟

ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[28 Jun 2010, 11:55 م]ـ

حياك الله أخي الحبيب أبا سعد

وبارك الله فيك على هذه التذكرة واللفتة التي لا تصدر إلا عن عمار قلب .. زادك الله من فضله.

وأفتح الباب، فأشاركك فيما أحببت.

التعرّف تفعّل من المعرفة، وهي هنا أبلغ من الفعل: " اعرف "، كأن " تعرّفْ " طلبُ معرفة متكررٌ مستمرٌّ.

وتعدية "التعرّف" بالحرف " علي ": (تعرفت على فلان) في مثل هذا المقام أحسبها خطأً شائعاً.

والصواب: تعرفت إليه.

وإن كانت القاعدة تجيز تناوب حروف الجر، ولكن يوجد هنا ما يمنع هذا الجواز.

لأن "على" تفيد استعلاءً، ولا استعلاء على الحق سبحانه العلي الأعلى.

بل لا يليق أن يكون تعرفك على أحد من الخلق من باب الاستعلاء عليه، ولو على احتمال ..

فإن التعارف مظنة الألفة، ولا ألفة مع استعلاء.

وأما الحرف " إلى " فيفيد الانتهاء، وما أحسن موقعها هنا ..

لأنها هنا تفيد، والله أعلم ورسوله، أن التعرف مهما بلغ فإن نهايته إلى الله جل وعلا لا يحيطون به علماً.

ورواية غير الترمذي: رواية الحاكم في المستدرك.

ـ[خلوصي]ــــــــ[29 Jun 2010, 12:08 ص]ـ

يكفيك أيها الحبيب أن معنى قوله عز و جل:

" و ما خلقت الجنّ و الإنس إلّا ليعبدون " هو إلّا ليعرفون!؟!

و لكن مناهجنا و واقعنا الأليم تعرفنا على الإسلام قبل الإيمان فيغدو مفهوم العبادة شعائرياً بالمقصد الأول! بدل أن يأتي كنتيجة طبيعية للمعنى الأصلي ل " لا إله إلا الله "!

فهل نحن مسلمون لأننا مؤمنون؟ أم نحن مؤمنون لأننا مسلمون؟

هنا أخي الحبيب بعض الجواب:

http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=19194

جمالية الدين في جمالية التوحيد - ميثاق المحبّة -!؟! الفريد الأنصاري رحمه الله. ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=18619)

ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[29 Jun 2010, 09:21 م]ـ

أشكر الأخوين الكريمين عصام وخلوصي على ما تفضلا به

وأتوجه بسؤال إلى أخينا الحبيب عصام

هل المقصود بـ "تعرّف" العبد إلى الله هو معرفة الله؟

أم أن التعرّف هو نتيجة المعرفة بالله؟

لأن الذي أفهمه أخي الفاضل أن قولنا:

تعرّف فلان إلى فلان، أي قدم نفسه له، أي عرفه بنفسه وأظهر نفسه له.

بخلاف عرف فلان فلانا.

فهل أنا محق في هذا؟

أرجو التصويب

ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[29 Jun 2010, 10:11 م]ـ

الإجابة عند ابن رجب.

قال ابن رجب في جامع العلوم عند شرح هذا الحديث

قوله - صلى الله عليه وسلم -: ((تعرَّف إلى الله في الرَّخاء، يعرفكَ في الشِّدَّةِ)) يعني: أنَّ العبدَ إذا اتَّقى الله، وحَفِظَ حدودَه، وراعى حقوقه في حال رخائه، فقد تعرَّف بذلك إلى الله، وصار بينه وبينَ ربه معرفةٌ خاصة، فعرفه ربُّه في الشدَّة، ورعى له تَعَرُّفَهُ إليه في الرَّخاء، فنجَّاه من الشدائد بهذه المعرفة، وهذه معرفة خاصة تقتضي قربَ العبدِ من ربِّه، ومحبته له، وإجابته لدعائه.

فمعرفة العبد لربه نوعان:

أحدُهما: المعرفةُ العامة، وهي معرفةُ الإقرار به والتَّصديق والإيمان، وهذه عامةٌ للمؤمنين.

والثاني: معرفة خاصة تقتضي ميلَ القلب إلى الله بالكلية، والانقطاع إليه، والأُنس به، والطمأنينة بذكره، والحياء منه، والهيبة له، وهذه المعرفة الخاصة هي التي يدور حولها العارفون، كما قال بعضهم: مساكينُ أهلُ الدُّنيا، خرجوا منها وما ذاقوا أطيبَ ما فيها، قيل له: وما هو؟ قال: معرفةُ الله - عز وجل -.

....... إلخ

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير