[خزانة الأدب: تأملات خاصة في ظلال أدب العربية (2)]
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[18 Jun 2010, 11:32 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
كنتُ بدأت هذا الموضوع في الحلقة الأولى على هذا الرابط (خزانة الأدب: تأملات خاصة في ظلال أدب العربية ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=18823)) وأشار عليَّ عدد من الزملاء بأن تكون كل حلقة بردودها في موضوع مستقل، وها هي الحلقة الثانية من هذه التأملات الأدبية أرجو أن يكون فيها ما يروق أهل الذوق الأدبي من القراء من أمثالكم.
دعاني أخي الأستاذ عبدالعزيز القرشي للمشاركة معه في حلقة من برنامجه (ربيع القوافي) على قناة (دليل) قبل مدة، وأخبرني بمنهج البرنامج ولم أكن شاهدته قبلها، وذكر لي من ضمن فقرات البرنامج فقرة عن (مصارع الشعراء) يتبارى الشعراء فيها للفوز بحمل الراية، ولستُ أدري ما هي تلك الراية. وطلب مني أن أدخل إلى المنتدى الخاص بالبرنامج للاطلاع على الشعراء وهم يتبارون في معارضة القصيدة المختارة للفوز بالراية. (1)
وبعد أيام دخلتُ للمنتدى الذي أشار إليه، فوجدت القصيدة التي يتبارون في معارضتها دون ما كنتُ أؤمِّل من الجزالة والبناء، ورأيتُ الشاعر قد بالغ في امتداح قصيدته، وكان ملتقى أهل التفسير حينها قيد الترقية والتطوير فلم أكن مشغولاً به. فدعتني نفسي - الأمارة بالسوء - إلى دخول معترك القوافي ذاك، ومعارضة القصيدة المطروحة رغبةً في اختبار القريحةِ التي أخْملها الاشتغالُ بغيرِ الشِّعرِ زمناً طويلاً.
فلما أردت التسجيل في المنتدى تأملتُ في الاسم المناسب للمشاركة، فتبادر إلى ذهني اسمٌ كنتُ جعلته اسماً لي في هاتفي المَحمول يراه من يرغب في مراسلتي بواسطة البلوتوث وهو (المغامر). فسجلتُ بهذا الاسم هناك، وكتبتُ قصيدةً أعارضُ بها قصيدة الشاعر الذي سَمَّى نفسَه (صهيل القوافي)، والتي يقول في مطلعها:
ثارتْ بَراكين ُالمِدادِ مَهيلا
حِمَماًَ شفَتْ مِنْ شانئِيَّ غَلِيلا
ألقتْ قذائفها عليهمْ جُمْلة ً
وغَدتْ أتُونًا للعَدُوِّ غَسُولا
كذبوا بِزعْمِهمُ هُراءً أنني
أدبَرْتُ مِنْ ساح الوَغَى مَخْذولا
ويمكن الاطلاع على القصيدة كاملة، والقصائد المعارضة لها على هذا الرابط:
((عاجل)) إعلان حالة الطوارئ وفتح التصويت لشعراء المصارع - الحلقة الخامسة ( http://idaleel.tv/vb/showthread.php?t=507)
وكنتُ أثناء ذلك الأسبوع مسافراً، فكتبت القصيدة في الطائرة، ومن عادتي إذا ركبتُ في الطائرة وليس بجانبي أحد فإنني أشتغل بالكتابة، وإن كان بجانبي أحد أشتغل بالقراءة. فما هبطت الطائرة مطار الرياض إلا وقد فرغتُ من كتابة القصيدة، ولم أتنبه لعدد أبياتها، ولا لشروط المسابقة التي طرحت في البرنامج. وسارعتُ أول وصولي للمنزل بنشر القصيدة في المكان المخصص لذلك، بل إنني وضعتها فيما أذكر في قسم آخر، ولكن المشرف نقلها للمكان الصحيح، ولم أعلم أنني وضعتها في المنتدى قبل إغلاق المسابقة بساعتين تقريباً.
فلمَّا كان يوم الجمعة في الصباح دخلتُ على المنتدى بعد أن فتحوا باب التصويت للجمهور على الانترنت لترشيح القصيدة الفائزة من بين القصائد، وجدتُ قصيدة صاحبي (المغامر) قد سبقت بقية القصائد في التصويت، وإذا بالأمور تسير بشكل جيد.
وكان أخبرني المقدم للبرنامج أن الضيف سيقوم بالتحكيم بين القصائد الفائزة، وله من الدرجات 40 درجة من 100، وللجمهور عبر الانترنت، 30 درجة وللجمهور عبر رسائل SMS من الدرجات 30 درجة أيضاً. فقلتُ في نفسي: ماذا لو فازت قصيدتي؟! كيف سأحكمُ بين الشعراء؟!
وبينا أنا أسرح بفكري في الأمر، وأتأمل في القصائد المشاركة، أعجبتني قصيدتي! ولم تعجبني بقية القصائد المشاركة لأسباب فنية رأيتها إذا بهاتف من مقدم البرنامج الأخ عبدالعزيز القرشي.
عبدالعزيز القرشي: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عبدالرحمن الشهري: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
عبدالعزيز القرشي: يبدو أن حلقة هذه الليلة ستكون ساخنة جداً يا أبا عبدالله.
عبدالرحمن الشهري: لماذا يا ترى؟
عبدالعزيز القرشي: هناك منافسة حادة بين الشعراء، ودخل معنا شاعر متأخر اسمه (المغامر) لكنَّه سبب لنا أزمة في المنتدى، وللجنة التحكيم.
عبدالرحمن الشهري: ولماذا سبب لكم أزمة؟
¥