[الصفعة التركية وإهانة بني يعرب]
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[02 Jun 2010, 08:24 م]ـ
الصفعة التركيّة وإهانة بني يعرب
هوّنوا عليكم. هذه ليست أول بهتة ولا أول مذبحة ولا أول صدمة تذوقونها من بني صهيون. هوّنوا عليكم لم يحدث ما يدعو لهذا التشنج والتصايح.الأمر في غاية البساطة اسرائيل دافعت عن وجودها مثل كل مرة. قاتلت فئة من قطاع الطرق والإرهابيين كانوا يريدون أن يعيثوا فساداً في مياهها المقدسة فمنعتهم من الدخول ولو سباحة. وواجهتم بأسطول لأنهم همجيون محتالون يريدون أن يدخلوا غزة بطريقة تثير السخرية ستمر هذه مثل سابقاتها صدقوني. لن يتغيّر على اسرائيل شيئاً إلا شيء واحد وهو زيادة في الغطرسة والتجبر وزيادة في الدعس على كرامتنا والتف في وجوهنا.هوّنوا عليكم سيعود السفراء الى مكاتبهم المكندشة وستعود اعلام بني صهيون ترفرف على أعالي روابي سفاراتهم في بلادنا ولن نحصد من وراء هذه الضجة إلا الخيبة والبهدلة والانكسار والذل والصغار.
هوّنوا على أنفسكم سيصافح الأتراك بني اسرائيل من جديد وسيقبل عذرهم العسكر وسوف تعود المناورات الحميمة بينهم في يوم أو بعض يوم. وستحمل البواخر التركية الى تل أبيب أحلى أنواع الكستناء والصنوبر والفستق. وسينتهي كل شيء.
هوّنوا على أنفسكم لا تعوّلوا على أحد ينتزع لكم كرامة إن كنتم أنتم عجزتم عن الإتيان بها. ولا تطالبوا أحد ولا تستنجدوا بأحد فالقرن الحادي والعشرين قرن الإعتماد على النفس بكل شيء حتى برد الاعتبار وإعادة مصطلح الكرامة.
غير أن الفارق في هذه النكسة التي انتكسناها أمام العالم أجمع هو فارق بسيط هذه المرة. فقد ذاق إهانتها معنا الأتراك وثلة من بني الأصفر. فقد تلوث العلم التركي بإهانة كان غني عنها لو قدّر الأمور بشكل سليم صحيح. ولكن لا عجب ولا غرابة في ذلك لأن من يصاحب ذوي الهمم الضعيفة يكون هذه هي نهايته وهذا هو حسبه.
ما الذي دها تركيا حتى تقع في هذه الوقيعة والتي لم تحسب لها حساباً رغم قدرتها الفائقة على الدبلوماسية؟ وهل كانت تريد أن تعمل ما عملت لصالح أجندتها الداخليّة؟ أم لأجل عيون العرب الغزاليّة؟ وهل هذه الخسارة الفادحة التي خسرت بها هيبتها ستكون دافعاً لها للاستمرار في نفس السياسة؟ أم للنكوص عن كل ما هو عربي والرجوع الى عسكرها العلماني الذي تحاول أن تنسلخ عنه رغم الأجواء الباردة السائدة بين الحكومة والعسكر؟.
الرابح الوحيد كما هو دوماً أمريكا وإسرائيل. والخاسر المجروح المكلوم هو نحن كما نحن دائماً رغم كل لعلعاتنا وتهويشنا الذي أصبح عنوان مرحلتنا الباقية الخاوية على عروشها لن تبرح الأرض ولو حصل أعظم من هذا وأشنع.
لقد تلوّث الهلال الأحمر التركي والذي مرّ عليه أكثر من خمسة وثمانون سنة لم يتغيّر طعمه ولم يصبه أسون. فهل ستدارك تركيا نفسها وتعيد الهيبة لحالها؟ أم أنها ستلجأ الى ما يلجأ اليه الضعيف الخفيف فتعالج إهانتها بالدبلوماسية وتداوي صفعتها بما يداوي به العرب كلومهم ولا ينبئك مثل خبير؟.
لو أرادت تركيا أن تنتصر لكرامتها لما غيّبت تلك الليلة الكئيبة ولحشدت أساطيلها في عرض البحر ولو تهويشاً وتفتيلاً وتصخيباً. ولكنها لم تجرؤ أن تفعل ذلك لأنها تدرك أن اسرائيل لا تعرف المزاح في هذه الأمور. وإن أي محاولة ولو كانت سلمية صرفة مثل تلك التي حدثت لن تجابه إلا بقوة حازمة تردع المريب وكل من شاء أن يتقدم أو يتأخر.
وأخيراً فإنه لا يحزنني أبدا ًبما حل بالعرب في ذلك اليوم البهيم فقد تعوّدنا على تلك المواقف قبل أن نرى نور الدنيا. ولكن قلبي على أوردغان يكاد يتقطع. فأين عينه من العلمانيين وماذا سيقول لهم وما عساه فاعل مع مؤسسته العسكرية التي ترقبه على حذر و (تتجمطه) بكدر. نسأل الله له العون والثبات. أما أنتم يا بني عروبتي فإلى إهانة قريبة قادمة نلتقي على آثارها ولكم منا ألف تحية.
[email protected] تيسير الغول